منوعاتأخبار منوعةرئيسيةعاجل

انخفاض صادرات الفحم في جنوب أفريقيا إلى أدنى مستوى منذ 29 عامًا

وانقطاع التيار الكهربائي يؤثر في شركات التعدين

مي مجدي

استحوذ الفحم في جنوب أفريقيا على اهتمام بالغ خلال الشهور الماضية، مع تفاقم أزمة الطاقة العالمية واتجاه أنظار الدول الأوروبية نحو القارة السمراء للبحث عن بدائل للإمدادات الروسية.

ورغم أن جنوب أفريقيا تُعد خامس أكبر مصدر للفحم في العالم فإن صادراتها تواجه العديد من العقبات والتحديات.

وتراجعت صادرات الفحم من محطة ريتشاردز باي كول في جنوب أفريقيا إلى أدنى مستوى لها منذ 1993 خلال عام 2022، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وبلغت الصادرات من المحطة 50.35 مليون طن، ما يسلّط الضوء على نقص القطارات لنقل الفحم من المناجم إلى الميناء.

ومع ذلك، تضاعفت الصادرات من أكبر منشأة لتصدير الفحم في أفريقيا إلى أوروبا 6 مرات، إلى 14.3 مليون طن، مقارنة بـ2.3 مليون طن عام 2021، بحسب بيانات نشرتها المحطة اليوم الخميس 26 يناير/كانون الثاني (2023).

بينما تراجعت حصة آسيا خلال عام 2022 عند 31.7 مليون طن، مقابل 50.7 مليون طن في عام 2021.

محطة ريتشاردز باي كول

تعمل محطة ريتشاردز باي كول دون طاقتها التصديرية السنوية البالغة 91 مليون طن من الفحم.

قطار لنقل الفحم في جنوب أفريقيا
قطار لنقل الفحم في جنوب أفريقيا - الصورة من الموقع الرسمي لمحطة ريتشاردز باي كول

وشهدت المحطة -التي لا تستقبل إمدادات الفحم سوى عن طريق القطارات- تراجعًا في عدد القطارات خلال عام 2022، إذ استقبلت 18 قطارًا يوميًا في عام 2022، مقابل 32 قطارًا يوميًا في المعتاد.

ومع تدهور خدمة السكك الحديدية في البلاد، قررت بعض مناجم الفحم نقل منتجاتها إلى الميناء بوساطة الشاحنات خلال عام 2022.

وأشار الرئيس التنفيذي للمحطة ألان والر، إلى عدة أسباب أدت لوقف صادرات الفحم من المحطة لبعض الوقت، التي قُدّرت بنحو 5 ملايين طن، من بينها إضراب عمال شركة "ترانسنت" -شركة المواني والسكك الحديدية المملوكة للدولة- لمدة 12 يومًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وخروج 97 عربة عن القضبان، وأسفر ذلك عن إغلاق خط لتصدير الفحم لمدة 10 أيام.

وأضاف والر أن المحطة تستهدف تصدير 60 مليون طن في عام 2023، بحسب التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأدت عمليات سرقة الكابلات النحاسية ونقص قطع الغيار للقاطرات وافتقار عمليات الصيانة إلى تعطل خدمات السكك الحديدية للشحن التابعة لشركة ترانسنت، ما تسبّب بتراجع صادرات الفحم في جنوب أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.

انقطاع التيار الكهربائي

على الجانب الآخر، تواجه جنوب أفريقيا أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي في البلاد، ويشكل ذلك تهديدًا لشركات التعدين.

وحجّم انقطاع التيار الكهربائي خلال عام 2022 من إنتاج المعادن، وتفاقمت أزمة الكهرباء التي عصفت بالاقتصاد في الأشهر الأخيرة.

ومن المرجح أن ينخفض إنتاج معادن مجموعة البلاتين هذا العام، وفقًا لشركة إمبالا بلاتينيوم هولدينغز.

وقد تتسبّب أزمة الكهرباء في البلاد بأضرار بالغة للعديد من القطاعات، منها الصناعة والزراعة، ومع توقعات استمرار الأزمة لعامين آخرين على الأقل، سيتعرّض الإنتاج في أكبر الاقتصادات الصناعية بأفريقيا للخطر.

ويُعد ذلك مشكلة لكبريات شركات التعدين، مثل أنغلو أميركان بلاتينيوم وسيبانيا ستيلووتر وإمبالا بلاتينيوم هولدينغز، إذ واجهت صعوبة في تشغيل المناجم العميقة والمتقادمة.

وقال المتحدث باسم شركة "إمبالا بلاتينيوم" يوهان ثيرون، إن الشركات قد تواجه عامًا أسوأ من العام الماضي (2022) إذا لم تتحسّن الأمور.

وأوضح أن الشركة قد تواجه أيامًا لا تتمكّن فيها من إرسال العمال إلى العمل تحت الأرض إذا ساءت الأمور.

منجم للتعدين
منجم للتعدين - الصورة من موقع ورلد فاينانس

التعدين في جنوب أفريقيا

تستخرج جنوب أفريقيا قرابة 70% من البلاتين في العالم ونحو 40% من البلاديوم، وفقًا لشركة ميتالز فوكس، وكلاهما يُستعمل في أجهزة تنقية العادم التي تقلل من انبعاثات السيارات.

وقد تؤدي قيود الإنتاج إلى اتساع الفجوة العالمية في إمدادات البلاتين، إذ تتوقع شركة ميتالز فوكس أنها ستكون الأسوأ في عام 2023، إلى جانب عجز متوقع في البلاديوم.

وعلى المدى الطويل، تُعد أزمة الكهرباء مصدر قلق آخر للمستثمرين الحذرين من دعم المناجم الجديدة، لا سيما أن توقعات الطلب على المعادن البلاتينية باتت قاتمة في ظل الطفرة التي تشهدها صناعة السيارات الكهربائية.

وأصبحت شركة الكهرباء الحكومية إسكوم غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الكهرباء من محطاتها المتقادمة، واضطرت إلى قطع التيار لأكثر من 200 يوم خلال عام 2022، ومن المتوقع أن تستمر الأزمة في البلاد حتى شهر مارس/آذار (2023).

وتعمل شركات التعدين على تقليص بعض الأنشطة التي تجرى على سطح الأرض، وتواصل عملها عندما لا يكون هناك عجز في إمدادات الكهرباء، إما في أثناء الليل وإما خلال عطلات نهاية الأسبوع.

ومن المحتمل أن يتراجع إنتاج معادن مجموعة البلاتين في جنوب أفريقيا خلال عام 2022 بنسبة 6%.

وقال المحلل في مجموعة يو بي إس، ستيفن فريدمان، إن انخفاض الإنتاج قد يُسهم في دعم الأسعار، لكن انخفاض أحجام التداول قد يؤثر في هوامش ربح المنتجين، في وقت يواجهون فيه ضغوطًا تضخمية.

بينما أكدت شركة أنغلو أميركان استجابتها إلى مطالب شركة إسكوم بترشيد استهلاك الكهرباء، إلا أن أزمة الكهرباء تهدد بدفع شهية الاستثمار في المستقبل.

ويرى المتحدث باسم شركة "سيبانيا ستيلووتر" جيمس ويلستيد أنه من الصعب تطوير منجم في بيئة تفتقر إلى توفير الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق