رئيسيةتقارير الكهرباءتقارير منوعةكهرباءمنوعات

واردات الفحم الهندي ترتفع في 2022.. إندونيسيا تتصدّر وروسيا تتفوق على أميركا

هبة مصطفى

أظهرت بيانات أن واردات الفحم الهندي خلال العام الماضي (2022) شهدت زيادة، في ظل زيادة الطلب، مع التعافي من موجات جائحة كورونا وانقطاع الكهرباء واسع الأثر، عقب إحدى موجات الحرارة الشديدة، بحسب رويترز.

ورغم الخطط المناخية وإستراتيجيات خفض الاستهلاك التدريجي التي أعلنتها الهند في قمة المناخ كوب 27، فإن معدلات الطلب دفعت باتجاه ارتفاع الواردات مع زيادة وتيرة الإنتاج المحلي.

وشهد العام المنصرم -خاصة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي- تغيرًا في خريطة شراء الوقود الملوث، إذ زاحمت موسكو المورّدين إلى نيودلهي بحصص أكبر، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

واردات الفحم الهندي

من بين أنواع الفحم الهندي كان للفحم الحراري المُشغّل لبعض محطات توليد الكهرباء نصيب كبير من الواردات خلال العام الماضي (2022)، إذ سجلت 161.18 مليون طن مرتفعة بنحو 14.7%، وفق بيانات شركة الأبحاث "كولمنت".

الفحم الهندي
نقل الفحم الهندي من أحد المناجم المحلية - الصورة من Business Today

وبصورة رئيسة، ترجع زيادة واردات الفحم الحراري إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال النصف الأول من العام، مدفوعة بتعافي النشاط الصناعي الذي تأثّر بقيود موجة جائحة كورونا وموجة الحرارة المرتفعة.

وكان لمحطات توليد الكهرباء حصة كبيرة من واردات الفحم الحراري، إذ ارتفعت إلى 47.6 مليون طن بنسبة 58.1% خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام.

وزادت -أيضًا- واردات الفحم المستعمَل في تصنيع الصلب، وارتفعت شحنات فحم الكوك إلى 56.1 مليون طن بنسبة 0.8%، والفحم الحجري إلى 13.43 مليون طن بنسبة 8%، والفحم الصلب الأسود إلى 1.79 مليون طن بنسبة 12.2%.

ولم يقف الأمر عند ذلك، بل ارتفعت واردات الفحم النفطي المستعمَل في مصانع الأسمنت إلى 9.77 مليون طن، مدفوعة بانخفاض أسعاره مقارنة بأنواع الفحم الأخرى؛ إذ سجل مستويات قياسية منخفضة عقب الحرب الأوكرانية.

أبرز الموردين

وسّعت إندونيسيا نطاق حصتها ضمن مورّدي الفحم الهندي خلال العام الماضي (2022)، واستحوذت على تصدير ثلثي شحنات الفحم الحراري ارتفاعًا من نصف الحصة السوقية خلال العام السابق له (2021)، غير أن توسّعها جاء على حساب حصة أستراليا وجنوب أفريقيا.

ويبدو أن مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" قد طُبِّقت بحذافيرها على واردات الهند من الفحم الروسي، الذي زادت وتيرته مع تصاعد العقوبات المفروضة على موسكو عقب حرب أوكرانيا، لتحتلّ موقع رابع أكبر المورّدين إلى نيودلهي متفوقة على أميركا.

ووفق البيانات، احتلّت روسيا موقع أكبر مورّدي الفحم الحجري إلى الهند، بعدما تضاعفت صادراته إلى 7.33 مليون طن متجاوزة حصة أستراليا، بما يعادل 3 أمثال الحصة السابقة.

وكان لأميركا نصيب من حصة واردات الفحم الهندي خلال العام الماضي (2022)، إذ رفعت حصة شحنات فحم الكوك إلى شركات تصنيع الصلب في نيودلهي بما يزيد عن الضعف.

وسجلت واردات نيودلهي من فحم الكوك الأميركي 7.03 مليون طن، بما هبط بحصة فحم الكوك الأسترالي بالسوق الهندية إلى 68% انخفاضًا من 80% عام (2021).

ويكشف الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تقلُّد الهند المرتبة الثانية لأكثر دول العالم المستهلكة للفحم في إنتاج الكهرباء خلال عام (2021)، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:

أكبر 10 دول تستخدم الفحم في توليد الكهرباء

 

الفحم والخطط المناخية

لم تكتفِ الدولة الآسيوية بزيادة وارداتها من الفحم فقط، بل إنها توسعت للاستيراد من أسواق جديدة بحثًا عن أفضل الأسعار، وجذب الفحم الحراري الموزمبيقي اهتمام الشركات الهندية نظرًا لانخفاض أسعاره مقارنة بالدول المصدّرة الأخرى، لا سيما أستراليا وجنوب أفريقيا.

وزادت معدلات الطلب على الشراء وحجم تجارة الوقود الملوث بين البلدين خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي (2022).

وسجلت واردات الفحم الهندي من موزمبيق 600 ألف طن متري في نوفمبر/تشرين الثاني، لتسجل واردات عام (2022) الإجمالية من الدولة الواقعة شرق أفريقيا 3.7 مليون طن.

ويأتي هذا رغم حرص نيودلهي لتأكيد تخلّيها التدريجي عن الفحم والتركيز على الإستراتيجيات الخضراء ومسارات انتقال الطاقة، حسبما أكد وفدها خلال انعقاد قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ولا يهدد الفحم موقف الهند من التزاماتها الدولية فقط، بل يحاصر أيضًا ما تبذله من جهود لإنعاش الطاقة المتجددة عبر مشروعات شمسية ضخمة، وكذلك الأهداف الطموحة لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق