قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا ستشهد طفرة كبيرة خلال 2023 (تقرير)
ومنشآت استيراد الغاز المسال الجديدة تدخل الخدمة في الأشهر المقبلة
نوار صبح
- ألمانيا كانت أكبر مستورد للغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب خلال السنوات الأخيرة
- ألمانيا تمتلك الآن 10 محطات استيراد للغاز الطبيعي المسال
- افتتحت ألمانيا مؤخرًا أول محطة لاستيراد الغاز المسال من أصل 3 محطات
- فرنسا تخطط لتعزيز قدرات استيراد الغاز المسال من خلال توسيع المشروعات الحالية
تشير التوقعات إلى أن عام 2023 سيشهد ازديادًا ملحوظًا في قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا، ودخول منشآت جديدة الخدمة في الأشهر المقبلة، في ظل مساعي دول القارة العجوز منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، للاستغناء عن إمدادات خطوط الأنابيب الروسية.
ويتوقع المحللون أن ترتفع قدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال الإجمالية في أوروبا بنسبة 20% بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويمكن أن تبلغ السعة الإجمالية لاستيراد الغاز المسال الأوروبي نحو 250 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العام الجاري، من 210 ملايين طن سنويًا في الوقت الحالي، عند إنجاز المشروعات والتوسعات المخطط لها وفقًا للجداول الزمنية الحالية.
ويتركز الازدياد في قدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال في أوروبا بصفة أساسية في النصف الأول من العام الجاري، إذ قادت محطات الاستيراد الألمانية الجديدة معظم الزيادة، حسبما نشرت وكالة أرغوس ميديا (Argus Media).
محطات الاستيراد الألمانية
افتتحت ألمانيا -مؤخرًا- أول محطة لاستيراد الغاز المسال من أصل 3 محطات استيراد مخطط لها، ومن المقرر أن تبدأ هذا الشتاء.
ووصلت وحدة التخزين العائمة وإعادة التغويز "هويغ إسبيرانزا"، التي تبلغ سعتها 170 ألف متر مكعب، إلى منشأة فيلهلمسهافن المخطط لها 5.8 مليون طن سنويًا في 15 ديسمبر/كانون الأول، وبدأت مرحلة الاختبار 21 ديسمبر/كانون الأول.
وبعد ذلك، وصلت سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة "نيبتون"، التي تبلغ سعتها 140 ألف متر مكعب، إلى منشأة دويتشه أوستسي في بلدة لوبمين بسعة 5.2 مليون طن سنويًا في 16 ديسمبر/كانون الأول، على الرغم من أن تاريخ البدء الدقيق ما يزال غير مؤكَّد.
ومن المقرر أن تستقبل منشأة الاستيراد "برونسبوتل" التي تبلغ تكلفتها 4 ملايين طن سنويًا وحدة عائمة للتخزين وإعادة التغويز، في الشهر المقبل.
تُجدر الإشارة إلى أن ألمانيا كانت أكبر مستورد للغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب خلال السنوات الأخيرة، وقد سرّعت الدولة، إلى حد كبير، خططها لبدء استيراد الغاز الطبيعي المسال بعد تباطؤ الواردات من روسيا.
وتمتلك ألمانيا حاليًا 10 محطات استيراد للغاز الطبيعي المسال تخطط لوضعها في الخدمة خلال العقد المقبل، ووقّعت الدولة مجموعة من عقود التوريد مع المنتجين، ويمكن أن تبدأ 3 محطات استيراد أخرى عملياتها في ألمانيا، في وقت لاحق من العام المقبل.
واُفتتحت سعة استيراد تبلغ 138 ألف متر مكعب من وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة إكسلسيور لتكون الوحدة الثانية، التي تعمل في منشأة ويلهلمسهافن بصفتها جزءًا من مشروع استيراد 5.8 مليون طن سنويًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتتولى الإدارة المشتركة للمنشأة شركات تري إنرجي سوليوشنز الألمانية وإنجي الفرنسية وإيون إنرجي الأوروبية، ومن المقرر أن تبدأ العمليات في أكتوبر/تشرين الأول، حسبما نشرت وكالة أرغوس ميديا.
ويتوقع المراقبون أن تلي ذلك منشأة واحدة في مدينة شتاده الألمانية ومشروع ثان في بلدة لوبمين من المقرر أن يبدأ العمل قبل نهاية العام.
ومن المقرر أن يستخدم أحد المشروعات وحدة ترانس غاز باور البالغة سعتها 174 ألف متر مكعب، ووحدة ترانس غاز فورس بالحجم نفسه، على الرغم من أنه لم يُعلن مزيد من التفاصيل حول قدرات الاستيراد الدقيقة.
محطات استيراد الغاز المسال الأوروبية
من المقرر أن تبدأ محطة أخرى العمل في الأسابيع المقبلة، وهي مشروع بسعة 3.8 مليون طن/سنويًا في بلدة إنكو الفنلندية، الذي سيعزز إمدادات الغاز ليس فقط لفنلندا، وإنّما لإستونيا ومنطقة البلطيق، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
فقد وصلت محطة التخزين وإعادة التغويز العائمة "إكزمبلار" التي تبلغ سعتها 150 ألفًا و900 متر مكعب إلى بلدة إنكو في 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، وأعلنت شركة غاز غريد الفنلندية هدفًا للمحطة لبدء توزيع الغاز بدءًا من منتصف يناير/كانون الثاني.
علاوة على ذلك، يمكن لتركيا أن تضيف إلى سعة الاستيراد الحالية البالغة 34.8 مليون طن سنويًا بحلول أوائل العام الجاري.
ومن المقرر أن يبدأ مشروع استيراد الغاز المسال "ساروس" المخطط له عملياته الشهر المقبل.
وقد وفّرت شركة بوتاش التركية وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة فاسانت، التي تبلغ 180 ألف متر مكعب، لصالح المشروع.
ومن المقرر أن تبلغ قدرة إعادة التغويز في مشروع ساروس 20 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يعادل 5.6 مليون طن سنويًا من سعة استيراد الغاز المسال.
بدورها، تخطط فرنسا لتعزيز قدرات استيراد الغاز المسال من خلال توسيع المشروعات الحالية، مع تأمين وحدة التخزين وإعادة تغويز إضافية.
وهُيّئت عمليات التطوير وإزالة الاختناقات في محطتيْ الاستيراد دونكيركوف وسكافاو لرفع سعة الاستيراد بمقدار مليوني طن/سنويًا عبر كلتا المحطتين بحلول بداية العام الجاري (2023).
وتخطّط شركة توتال إنرجي لوضع محطة الاستيراد "لو هافر" البالغة 2.9 مليون طن سنويًا في الخدمة، باستخدام 145 ألف متر مكعب من محطة التخزين وإعادة تغويز العائمة "كيب آن"، التي من المقرر أن تصل في يونيو/حزيران 2023 قبل بدء التشغيل في سبتمبر/أيلول.
تعزيز قدرات استيراد الغاز المسال
يوجد العديد من المحطات المخطط لها التي تستهدف الشركات الناشئة العام المقبل في أماكن أخرى في أوروبا، لكن جداولها الزمنية أقل وضوحًا، حسبما نشرت وكالة أرغوس ميديا (Argus Media) مؤخرًا.
وتخطط شركة سنام الإيطالية لوضع 3.8 مليون طن سنويًا من المحطة في الخدمة في بيومبينو باستخدام 170 ألف متر مكعب من ناقلة غولار تندرا، على الرغم من أن المعارضة القوية للمشروع من جانب السلطات المحلية قد تهدد انطلاقته المقررة في مايو/أيار.
من جانبها، تهدف ألبانيا إلى بدء العمليات في منشأة الاستيراد لديها في فلورا في يوليو/تموز، ولكن من غير الواضح ما هي وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة التي ستستخدمها، نظرًا إلى أن إكسلسيور مخصصة الآن لمنشأة فيلهلمسهافن الثانية.
ولم تبدأ محطة استيراد الغاز المسال القبرصية المخطط لها عملياتها حتى الآن، إذ كان من المقرر أن يبدأ تشييد المحطة في عام 2020 وموعد البدء الأصلي المستهدف هو الربع الأول من العام المنصرم (2022).
وتخطط شركة موتور أويل اليونانية لافتتاح 3.3 مليون طن سنويًا في منشأة ديوريغا بنهاية العام الجاري، أو ربما بداية عام 2024، ما يجعلها ثاني منشأة استيراد لليونان، ولم يتوصل المشروع حتى الآن إلى قرار الاستثمار النهائي.
وقد تشهد اليونان بدء تشغيل محطة استيراد أخرى في يناير/كانون الثاني 2024 مع 4.3 مليون طن سنويًا من محطة أليكساندرو بوليس، التي وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي، وقد بدأ البناء بالفعل.
وتستمر إضافات إعادة التغويز حتى عام 2024 وما بعده، مع التوسعات في محطة زيبروغي البلجيكية، ومن المقرر أن تضيف محطة فوسكافاو في فرنسا وسوينوجسي بولندا قدرة استيراد مجمعة تبلغ 6.5 مليون طن سنويًا في الربع الأول من عام 2024.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة يكشف أبرز مصدري الغاز المسال إلى السوق الأوروبية خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري (2022).
موضوعات متعلقة..
- بالأرقام.. الغاز المسال القطري يُغري أوروبا لتعويض الإمدادات الروسية
- الغاز المسال في 2022.. الطلب الأوروبي يقود تغيّرات كبيرة في السوق
- سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا قد ترتفع 34% بحلول 2024
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
- انقطاعات متكررة بالكهرباء في مصر استجابة لخطة السيسي
- صفقات قطاع الطاقة في الشرق الأوسط خلال 2022.. قطر والمغرب والسعودية في المقدمة