روسيا وأوكرانياأخبار الغازرئيسيةغاز

دعم الوقود يكبد بوتاش التركية مزيدًا من الخسائر

بسبب ارتفاع الأسعار بعد غزو روسيا لأوكرانيا

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • فاتورة دعم الطاقة تسجل 6.8 مليار دولار العام الماضي
  • انخفاض سعر الليرة يفاقم أزمة أسعار الطاقة
  • شركة بوتاش تشتري كميات قياسية من الدولارات في فبراير
  • حكومة أنقرة تخشى إلغاء الدعم بسبب التضخم
  • المنتجون يحذرون: ارتفاع أسعار الطاقة يهدد تنافسية المنتجات التركية في مواجهة الأوروبية

تتكبّد الشركة التركية لأنابيب النفط والغاز الطبيعي "بوتاش" مزيدًا من الخسائر بسبب دعم الوقود، بعدما أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى زيادة في أسعار الوقود إلى مستويات قياسية، حسبما ذكرت جريدة "ديلي صباح" المحلية.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، أمس الجمعة 15 أبريل/نيسان، فإن تركيا تدعم فاتورة الكهرباء بمبلغ محدد للمنازل؛ بهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين، كما أنها تدعم الوقود لمحطات الكهرباء وشركات التصنيع.

وشهدت أسعار الطاقة من نفط وغاز وفحم ارتفاعات كبيرة منذ بداية العام الماضي، تزامنًا مع التوصل إلى لقاحات لفيروس كورونا وبدء التعافي منه، ثم قفزت الأسعار بعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

غزو أوكرانيا

حمّلت شركة بوتاش التركية الحكومية للطاقة، العام الماضي، ميزانية الدولة نحو 100 مليار ليرة (6.8 مليار دولار أميركي) في صورة مدفوعات لدعم الوقود، لكن يبدو أن هذه الفاتورة ستزيد بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، وفق مصادر مسؤولة.

وتُعدّ التكلفة المرتفعة جراء الحرب الروسية الأوكرانية تحديًا جديدًا أمام حكومة تركيا التي تستورد كل احتياجاتها من الطاقة تقريبًا.

ولا تمثّل مشكلة ارتفاع الأسعار الأزمة الوحيدة التي دفعت شركة بوتاش إلى شراء مليارات الدولارات من البنك المركزي لتغطية وارداتها، وإنما ستؤثر سلبًا على الصادرات -أيضًا- نتيجة لارتفاع تكلفة المنتجات، كما تدفع معدلات التضخم إلى مستويات أعلى.

معدلات التضخم

أسعار الغاز في تركيا
خزانات النفط في ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط ​​الذي تديره شركة أنابيب البترول المملوكة للدولة (بوتاش)

ارتفع معدل التضخم في تركيا، بقيادة أسعار النفط والغذاء في تركيا سنويًا إلى أعلى مستوى في 20 عامًا في مارس/آذار الماضي، بنسبة 61.14%.

وقال مصنعون من قطاعات كثيفة الاستهلاك للغاز والكهرباء -مثل الحديد والسيراميك والأسمنت- إن ارتفاع الأسعار الكبير لمصادر الطاقة سيؤدي إلى زيادات في أسعار منتجاتها بلا شك.

وثبتت شركة بوتاش الحكومية سعر الغاز للمستهلكين من المنازل دون 830 دولارًا لكل ألف متر مكعب في أبريل/نيسان الجاري، ما يعني أنها تدعم فاتورة الغاز بنسبة 70% تقريبًا.

وقال مصدر حكومي: "إن خسائر شركة بوتاش تتواصل بصورة خطيرة، لكن سياسة دعم الوقود الحكومية مستمرة".

ورغم ذلك كانت بوتاش قد خفّضت دعم الوقود منذ 2020 بنسبة 568%، بسبب هبوط قيمة الليرة التركية مقابل الدولار بنسبة 49% تقريبًا. إلا أن هذه الزيادة لم تمنع بوتاش من تحقيق خسائر في الربع الأول من العام الجاري.

تحرير الغاز

ترددت أنباء في تركيا على لسان مسؤولين حكوميين، في مارس/آذار من 2021، بأن أنقرة تعتزم تحرير سعر الغاز، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء عقود طويلة الأجل، أسهمت في تأخير التحرير.

وقال أحد المصادر قريبة الصلة من المسألة: "إذا ظلت ارتفاعات أسعار الطاقة والغاز حتى نهاية العام، فمن المتوقع أن تزيد خسائر بوتاش بأضعاف مضاعفة.. الحكومة ترغب في الإبقاء على أسعار الطاقة وعدم رفعها حتى لا يصعد معدل التضخم قدر الإمكان، لكن هناك تكلفة كبيرة جراء ذلك".

وكانت تكلفة واردات الطاقة في تركيا قد تضاعفت في شهري يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط، مقارنة بالعام الماضي، وبلغت قيمتها 16.6 مليار دولار؛ ما رفع عجز الميزان التجاري لتصل نسبته إلى أعلى من 135%.

مشتريات الدولار

بلغت مشتريات شركة بوتاش، والكيانات المعنية بالطاقة الأخرى المملوكة للدولة في تركيا من الدولار، في شهر فبراير/شباط، رقمًا قياسيًا، مسجلة 5.37 مليارًا، حصلت عليها من البنك المركزي.

ونتيجة لارتفاع أسعار مصادر الطاقة وانخفاض قيمة العملة، طالب المصنعون الحكومة بتخفيف الأعباء عن طريق خفض ضريبة القيمة المضافة التي تبلغ نسبتها 18%.

كما أطلق المنتجون تحذيرات للحكومة من أن مزيدًا من الارتفاع في أسعار الطاقة سيؤدي إلى رفع معدلات التضخم، ويخفّض تنافسية المنتجات التركية في الأسواق العالمية.

تمرير التكلفة

أسعار الغاز الطبيعي - تركيا
خطوط نقل الغاز في تركيا - أرشيفية

قال مدير جمعية مصدري الزجاج والسيراميك والأسمنت، إردم سينسيز، إن المنتجين بدؤوا تمرير ارتفاع الطاقة إلى بعض المنتجات التي تُصدر إلى بعض الأسواق مثل أوروبا، و"هذا يضع تنافسيتنا أمام الشركات الأوروبية على المحك، ويهدد بخسارة أسواق كسبناها بشق الأنفس".

وتسعى تركيا منذ العام الماضي إلى تأمين احتياجاتها من الغاز من جهات مختلفة، إذ حصلت على شحنات من مصر والجزائر، وعملت على تجديد عقدها مع شركة غازبروم الروسية بداية العام الجاري.

وقالت غازبروم، في بيان -حينها- إنها ستزوّد بوتاش بما يصل إلى 5.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

وتستورد أنقرة نحو 4 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي عبر خط أنابيب "ترك ستريم" المشغل من قبل شركة غازبروم الروسية، وانتهى العقد آخر العام الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق