غازتقارير الغازرئيسية

صادرات غاز النفط المسال الأميركية تواجه عقبات في 2023

محمد عبد السند

تواجه شحنات صادرات غاز النفط المسال الأميركية عقبات مختلفة تهدد تدفقها بسلاسة إلى وجهاتها التصديرية العالمية، ولا سيما الآسيوية، وتأتي في مقدمة تلك العقبات معضلة تأخر الشحن.

ويبدو أن صادرات غاز النفط المسال الأميركية لن تستطيع مواجهة الرياح المعاكسة خلال النصف الأول من عام (2023)؛ حيث من المرجح أن يستمر التأخر في الشحن الذي قوّض بدوره أنشطة التداول في السوق الفورية، وقلص صافي الشحنات المتجهة إلى آسيا وأوروبا خلال معظم أوقات الربع الأخير من (2022)، وفقًا لما نشرته منصة "أرغوس" Argus .

وقللت تكاليف الشحن المرتفعة، وطول أوقات الانتظار في قناة بنما، من جدوى الشراء الفوري لغاز النفط المسال الأميركي في الربع الأخير من هذا العام (2022)؛ ما تسبب بدوره في خفض الرسوم الفورية في المواني المنتشرة على ساحل خليج المكسيك، إلى 5.3 سنتًا/دولار خلال الربع الرابع من (2022)، من 6.2 سنتًا/دولار قبل عام، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك حتى مع إعادة بدء العمل في وحدات نزع الهيدروجين من البروبان لإنتاج البروبلين "PDH" في الصين؛ حيث قوّضت قيود "كوفيد-19" الاهتمام بشراء البروبان إبان أشهر الصيف، ورفعت أسعار الشحنات التي سُلِّمَت على مؤشر "أرغوس فار إيست" الخاص بالبروبان والبيوتان، إلى 747.25 دولارًا/طن، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وهي القراءة الأعلى منذ يوليو/تموز (2022).

وبلغت صادرات الولايات المتحدة الأميركية من غاز النفط المسال 5.22 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بزيادة من 5.1 مليون طن في عام سابق، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن شركة فورتيكسا المتخصصة في تتبع تدفقات النفط والغاز عالميًا.

نصيب الأسد للأسواق الآسيوية

ذهب نصيب الأسد من صادرات غاز النفط المسال إلى أسواق اليابان وكوريا الجنوبية والصين، والتي مثّلت مجتمعة ما نسبته 44% من إجمالي حجم شحنات غاز النفط المسال الأميركي المصدرة للخارج.

في غضون ذلك مثّلت شحنات غاز النفط المسال الأميركية المتجهة إلى السويد والمكسيك 7.6% و3.9% على الترتيب.

وبينما تشكّل واجهات التصدير الآسيوية النصيب الأكبر من حجم الصادرات الأميركية، تعاني السوق في الولايات المتحدة مشكلات لوجستية تتعلق بالنقل في تلك المنطقة من القارة الصفراء، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة- نمو تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية حسب المنطقة منذ 2015 حتى 2023، وفق وكالة الطاقة الدولية:

واردات الغاز المسال وصادراته حسب المنطقة

الصادرات عبر ناقلات الغاز الكبيرة جدًا

قفزت قيمة شحنات الصادرات التي تتم عبر ناقلات الغاز الكبيرة جدًا (VLGC) بين مدينتي هيوستن الأميركية وتشيبا اليابانية، المسار الرئيس للصادرات بين الولايات المتحدة وآسيا، إلى 208 دولارات/طن إبان الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول (2022)، مع إطالة أمد التأخيرات في قناة بنما، إلى 20 يومًا شمالًا و 23 يومًا جنوبًا إبان تلك الفترة.

وعلاوة على ذلك فرضت ساعات الانتظار الطويلة في قناة بنما قيودًا على السفن في ديسمبر/كانون الأول (2022)؛ الأمر الذي سيستمر تأثيره في يناير/كانون الثاني (2023)؛ ما يبقي بدوره على أسعار الشحن الفوري عند مستويات مرتفعة.

ورغم تراجع التأخيرات في قناة بنما نوعًا ما في أواسط ديسمبر/كانون الأول (2022)، مع انخفاض وقت التأخيرات للسفن المتجهة جنوبًا إلى 8 أيام؛ فإن عدم اليقين الذي يغلف مواقيت تسليم الشحنات إلى واجهات التصدير الآسيوية قد ثبّط رغبة الشراء لدى الكثير من المشترين المحتملين لشحنات غاز النفط المسال في السوق الفورية.

تراجع متوقع في تكلفة الشحن

في العام المقبل سيساعد الانتهاء من تسليم مسار جديد لناقلات الغاز الكبيرة جدًا، على تقليص تكاليف الشحن.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، ذكرت "بي دبليو إل بي جي"، الشركة السنغافورية المسؤولة عن تشغيل أسطول يتألف من 38 ناقلة غاز كبيرة جدًا، أنه من المزمع تسليم ما لا يقل عن 19 ناقلة من هذا الحجم، عالميًا في 2022، مع توقعات بتسليم 45 ناقلة من النوع نفسه 2023، جنبًا إلى جنب مع 12 ناقلة في عام 2024.

ومع ذلك؛ فإنه من المقرر أن تجري الشركة عمليات الصيانة على ما لا يقل عن 60 ناقلة غاز كبيرة جدًا في العام المقبل (2023).

وفضلًا عن ذلك؛ فإن التأخيرات الجارية في قناة بنما، والزيادات في أحجام غاز النفط المسال المنتَج خارج الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط، جنبًا إلى جنب مع تباطؤ وتيرة سرعة شحن البضائع، هي مزيج من العوامل التي من المتوقع أن تقلل بدورها من معدل عبور السفن.

ووفقًا لأحدث الأرقام التي أفرجت عنها "بي دبليو إل بي جي"، ستزيد شحنات غاز النفط المسال المحمولة عبر ناقلات الغاز الكبيرة جدًا، خارج الولايات المتحدة الأميركية، بواقع 5 ملايين طن في 2023، لتستقر عند 53 مليون طن.

وفي بلدان الشرق الأوسط، من المتوقع أن ترتفع شحنات غاز النفط المسال المحمولة عبر ناقلات الغاز الكبيرة جدًا بمقدار 2 مليون طن، إلى 37 مليون طن في العام المقبل (2023).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق