رئيسيةتقارير النفطنفط

الطلب على غاز النفط المسال في الصين قد يشهد تراجعًا خلال 2023

محمد عبدالسند

من المتوقع أن يشهد الطلب على غاز النفط المسال في الصين تراجعًا خلال العام المقبل (2023)، وسط زيادة المعروض خاصة من قبل دول الخليج العربي.

يأتي ذلك وسط حالة من الضبابية تغلّف سوق العقود الآجلة لغاز النفط المسال في الصين في 2023، لتقفز أمامها بالتبعية عمليات البيع الفورية في البلد الآسيوي.

ومن المتوقع أن تتراجع أحجام العقود الآجلة لغاز النفط المسال من قبل المشترين الصينيين في العام الجديد، وهو ما ستسفر عنه زيادة في العقود الفورية في العام ذاته، وفقًا لما نشره موقع "أرغوس" Argus.

وتبلغ أحجام العقود الآجلة مقابل العقود الفورية لغاز النفط المسال 50% لكل منهما، في حين تسعى الشركات المتخصصة في إنتاج البتروكيماويات إلى زيادة مرونة الشراء في أعقاب تسجيلها هوامش تشغيل متواضعة، بحسب ما ذكره مستثمرون في السوق ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت أحجام العقود الآجلة مقابل العقود الفورية لغاز النفط المسال قد قُدرت في السابق بـ60% إلى 40%.

زيادة الواردات من دول الخليج

سيكون المعروض من غاز النفط المسال كافيًا على ما يبدو في 2023، في الوقت الذي من المتوقع فيه أن ترتفع مستويات الإنتاج وبالتالي الصادرات من الدول الخليجية.

وبلغت صادرات البلدان الخليجية من غاز النفط المسال 38.4 مليون طن خلال الشهور الـ11 الأولى من هذا العام (2022)، بأعلى من نظيرتها خلال المدة ذاتها من العام الماضي (2021).

ناقلات الغاز العملاقة
إحدى ناقلات غاز النفط المسال العملاقة – الصورة من موقع ماريتايم

وتُظهر التقديرات -التي أفرجت عنها شركة "فورتكسا" لتتبع ناقلات النفط- نموًا في صادرات غاز النفط المسال من إيران والسعودية بنسبة 42% و33% على التوالي.

ونتج عن الجهود التي تبذلها بكين لتنويع مصادر إمداداتها إلى ارتفاع وارادت غاز النفط المسال من دول الخليج إلى 55% من إجمالي حجم الواردات المسجلة خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بزيادة من 49.5% في المدة نفسها من العام الماضي (2021.)

وشجعت الأسعار التنافسية المقترنة بالقرب الجغرافي، المشترين من شرق الصين على شراء الإمدادات من المنتجين في دول الخليج العربي، الذين يبيعون شحناتهم عادة إلى جنوب الصين بسبب هبوط تكاليف الشحن.

وشهدت الأذرع التجارية للمنتجين في منطقة الخليج العربي صعودًا في النشاط خلال المدة من يونيو/حزيران (2022) فصاعدًا، إذ باعت أرامكو، عملاقة النفط السعودية، شحنات بأسعار فورية، وهو ما كان موائمًا لأنماط البيع في الصين.

الواردات من أميركا الشمالية

في غضون ذلك أسهمت الزيادة في الإنتاج والصادرات من أميركا الشمالية -أيضًا- في تحقق التوقعات الخاصة بوفرة المعروض.

وبلغت صادرات غاز النفط المسال الآتية من الولايات المتحدة خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، 47 مليون طن، بزيادة من 44.7 مليون طن في المدة ذاتها من العام الماضي (2021).

كما نمت صادرات كندا من السلعة نفسها بنسبة 17%، لتصل إلى 1.9 مليون طن.

ورُغم أن تراجع الالتزامات بالعقود الآجلة يدفع المشترين إلى التوجه نحو سوق المبيعات الفورية، يواجه هؤلاء مخاطر دفع أقساط عالية إذا كان هناك ضغط على المعروض.

وأدت الزيادة الأخيرة في فروقات الأسعار النقدية لشحنات شهر ديسمبر/كانون الأول (2022)، والناتجة عن التكدس في قناة بنما، إلى ارتفاع الأقساط إلى 38 دولارًا للطن، مقابل دولار واحد للطن حينما عاد النشاط التجاري إلى سوق التسليم الخاص بالمدة ذاتها.

ومن الممكن أن تشهد السوق الفورية، التي تأخذ في الحسبان أسعار الشحن الفورية، -أيضًا- صعودًا في تقلبات الأسعار، إذ ارتفعت اتفاقيات الشحن الآجلة على طريق رأس تنورة-تشيبا إلى 60 دولارًا للطن لعام 2023 بسبب أسعار الشحن المرتفعة.

غاز النفط المسال
مستودعات لتخزين غاز النفط المسال

أرباح مصانع البروبلين

شهدت أرياح مصانع نزع الهيدروجين من غاز النفط المسال لإنتاج البروبلين -الذي يدخل في العديد من الصناعات- في الصين تراجعًا كبيرًا في أعقاب تحول الهوامش إلى السلبية في النصف الثاني من عام 2021.

وبلغت خسائر تشغيل مصانع البروبلين في الصين إلى نحو 62 دولارًا للطن خلال الربع الثالث الممتد من يوليو/تموز- ديسمبر/كانون الأول (2021)، بحسب البيانات التي نشرها أرغوس واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تأتي تلك الأرقام رغم أن عائدات الصادرات الإيجابية قد ساعدت على التخفيف من حدة الخسائر، ما ساعد المصانع المنتجة على الحفاظ على معدلات التشغيل عند 88% إبان تلك المدة.

ورغم ذلك انكمش الطلب على البوليمر بسبب التباطؤ الاقتصادي خلال العام الجاري (2022)، في حين تقلص الاستهلاك المحلي في الصين نتيجة سياسة "صفر-كوفيد" الصارمة ذات الصلة بمكافحة الوباء.

وبلغت خسائر التشغيل في مصانع إنتاج البروبلين 118 طنًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني وحتى نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، على خلفية معدلات التشغيل التي لامست 76% خلال المدة ذاتها، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقادت الزيادة في جولات الإغلاق ذات الصلة بفيروس كورونا إلى هبوط معدلات التشغيل إلى ما نسبته 72% في الربع الثالث من 2022، قبل أن ترتفع إلى 85% في أكتوبر/تشرين الأول (2022) حينما هبطت أسعار غاز النفط المسال في آسيا إلى أدنى مستوياتها في 17 شهرا، ما خفّض تكاليف المواد الخام.

مصانع جديدة في 2023

سيشهد عام 2023 تدشين 12 مصنعًا جديدًا لإنتاج البروبلين، وعلى الأرجح سيلقي نمو سعة إنتاج البروبلين ظلاله في الإبقاء على هوامش التشغيل عند مستويات متواضعة.

وفي ضوء الضبابية، تمنح التزامات البيع الآجل لمشغلي المصانع المرونة الكافية لتصفية أعمالها وغلق أنشطتها حينما تكون الهوامش غير مواتية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق