التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا وكندا يواجه عقبات في 2023 (تقرير)

دينا قدري

سيواجه إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا وكندا خلال العام المقبل (2023) عدّة عقبات، من شأنها أن تجعل النمو يسير بوتيرة أبطأ مما كان عليه في السنوات الأخيرة.

ويعوق نقص خطوط الأنابيب لنقل الغاز إلى الأسواق الرئيسة -بما في ذلك محطات التصدير في الخليج الأميركي- حقول الإنتاج الرئيسة في كلا البلدين، فضلًا عن عدم وجود محطات جديدة لتصدير الغاز المسال، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وعلى الرغم من ذلك، من المتوقع أن يسجل إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا وكندا أرقامًا قياسية جديدة في عام 2023؛ نظرًا إلى تلبية الدولتين الطلب المتزايد على الصادرات في السنوات المقبلة بعد قطع الإمدادات الروسية عن أوروبا.

توقعات إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا

أنتجت الولايات المتحدة وكندا رقمًا قياسيًا من الغاز الطبيعي بلغ 116 مليار قدم مكعّبة يوميًا في عام 2022، وجاءت الكثير من الزيادات من الغاز المصاحب لإنتاج النفط في أماكن مثل حوض برميان في غرب تكساس وشرق نيو مكسيكو.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا إلى 100.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا في عام 2023، بزيادة 2% عن مستوى 2022، وفقًا لبيانات الطاقة الأميركية.

فقد زاد إنتاج الغاز الطبيعي في حوض هاينزفيل ولويزيانا وتكساس وحوض برميان بأكثر من 20% سنويًا على مدى السنوات الـ5 الماضية، وفي طريقه للارتفاع بنحو 10% في عام 2022، وفقًا للتوقعات الفيدرالية.

إلا أن النمو المستمر يعتمد على بناء المزيد من خطوط الأنابيب، خشية أن تصبح تلك الأحواض مقيدة مثل أبالاتشيا -أكبر منطقة للغاز الصخري في الولايات المتحدة في بنسلفانيا- وأوهايو وويست فيرجينيا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة منذ عام 1970 حتى عام 2021، استنادًا إلى معلومات شركة النفط البريطانية بي بي:

إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة

توقعات إنتاج الغاز الطبيعي في كندا

من جانبه، يسير إنتاج الغاز الطبيعي الكندي في طريقه للوصول إلى مستوى قياسي يبلغ 18 مليار قدم مكعّبة يوميُا في عام 2022، و19 مليار قدم مكعّبة يوميًا في عام 2023، وفقًا لشركة استشارات الطاقة ريستاد إنرجي.

وتُعد خطوط الأنابيب مقيدة -أيضًا- في كندا بسبب النمو السريع للإنتاج، لا سيما نظام خطوط أنابيب "إن جي تي إل" التابع لشركة "تي سي إنرجي"، الذي يشحن الغاز عبر كندا والأسواق الأميركية.

ففي أغسطس/آب، تحولت أسعار الغاز في ألبرتا لمدّة وجيزة إلى سلبية، بسبب الاختناقات الناجمة عن صيانة "إن جي تي إل".

وتعمل شركة "تي سي إنرجي" على توسيع النظام لتعزيز التدفقات، بعد الحصول على موافقة الحكومة مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وسيضيف مشروع وست باث دليفري 2023 نحو 40 كيلومترًا (25 ميلًا) من خط أنابيب الغاز الطبيعي الجديد إلى نظام "إن جي تي إل" الحالي الذي يبلغ طوله 25 ألف كيلومتر.

وأعربت شركة "تي سي إنرجي" -حينها- عن سعادتها بالموافقة الحكومية، موضحة أنه من المقرر أن تبدأ أعمال البناء في الربع الأول من عام 2023، مع توقع بدء التشغيل في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ارتفاع صادرات الغاز المسال

ارتفعت صادرات الغاز المسال الأميركية من عام 2017 إلى 2021 بمعدل 96% سنويًا، ولكن من المتوقع أن تتباطأ هذه الوتيرة مع عدم وجود محطات أميركية جديدة من المقرر افتتاحها في عام 2023.

فمن المتوقع أن تصل صادرات الغاز المسال الأميركية إلى 10.6 مليار قدم مكعّبة في 2022، و12.3 مليار قدم مكعّبة في 2023، وفقًا للتقديرات الفيدرالية.

ويُمكن أن ترتفع الصادرات في عام 2023 بمجرد عودة محطة فريبورت للغاز المسال في تكساس إلى الخدمة، بعد أن أُغلقت لعدّة أشهر منذ اندلاع حريق في يونيو/حزيران.

كما من المتوقع أن تدخل ما لا يقل عن محطتين جديدتين لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الخدمة في عام 2024.

كما تعمل كندا على بناء محطة كبيرة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، لكن استكمالها يستغرق عامين.

وقال المحلل في شركة وود ماكينزي، دوليس وانغ، إنه إذا ارتفع الإنتاج الكندي تحسبًا للشحنات المستقبلية من مشروع كندا للغاز المسال بقيادة شركة شل -الذي سيبدأ في عام 2025-، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار.

ويتوقع المحللون أن يبلغ متوسط أسعار الغاز بمعيار هنري هوب الأميركي في لويزيانا 5.19 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2023، انخفاضًا من 5.39 دولارًا حاليًا.

صادرات الغاز المسال الأميركية

كشف تقرير أصدرته منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، عن أن الولايات المتحدة استمرت في تحقيق معدلات مرتفعة في صادرات الغاز المسال خلال عام 2022 مقارنةً بعام 2021، بفضل اكتمال تشغيل المشروعات الجديدة.

وأوضح التقرير -بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربعيْن الثاني والثالث من 2022"، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي- أن صادرات الغاز المسال الأميركية تأثرت بدايةً من شهر يونيو/حزيران المنصرم، بسبب حادث محطة فريبورت، التي من المتوقع أن تدخل مرحلة التشغيل الكامل بحلول شهر مارس/آذار 2023.

وتراجع إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركية خلال الربع الثاني 2022، ليسجل 19.5 مليون طن، إلا أنه ظل أعلى من صادرات الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو بلغت 10.2% على أساس سنوي.

واستمرت الصادرات الأميركية في التراجع خلال الربع الثالث من عام 2022، لتبلغ نحو 18.8 مليون طن، إلا أنها ما زالت أعلى بنسبة 10.6% على أساس سنوي، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022 نحو 58.7 مليون طن، مقابل 51 مليون طن خلال المدّة المماثلة من عام 2021، بزيادة بنسبة 15.1% على أساس سنوي.

ومن المتوقع أن تحتل الولايات المتحدة صدارة قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال عالميًا لأول مرة في عام 2022، حال ارتفاع الصادرات الأميركية خلال الربع الأخير من عام 2022، وفقًا للأداء التشغيلي لمحطة فريبورت.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال ربع السنوية للدول الكبرى في عام 2022، استنادًا إلى تقرير منظمة أوابك:

صادرات قطر من الغاز المسال مقارنة باميركا وأستراليا

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق