التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا يتجه إلى مستوى قياسي جديد بنهاية 2022 (تقرير)

ويتجاوز 100 مليار قدم مكعبة يوميًا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج الغاز الأميركي قد يتجاوز 100 مليار قدم مكعبة بنهاية 2022
  • هاينزفيل وأبالاتشيا يقودان نمو إمدادات الغاز الطبيعي في أميركا
  • تعافي إنتاج حوض هاينزفيل بعد تراجعه في السنوات الماضية
  • إنتاج الغاز الطبيعي في مارسيلاس وأتيكا يواصل النمو القوي
  • أسعار الغاز تدعم زيادة الاستثمارات في الأحواض الصخرية

يتجه إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا إلى مستوى قياسي جديد بنهاية العام الجاري (2022)، ما قد يوفّر متنفسًا لدول العالم المتعطشة للإمدادات، خاصة أوروبا، الأكثر معاناة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، أمس الإثنين، 18 يوليو/تموز، من المتوقع أن تتجاوز إمدادات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة مستوى 100 مليار قدم مكعبة يوميًا في الأشهر المقبلة.

وتقود أحواض هاينزفيل وأبالاتشيا وبرميان زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا، لتسهم في تعزيز مكانة البلاد بصفتها أكبر منتج للغاز عالميًا.

وتُعد تقديرات ريستاد إنرجي أعلى من توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي تشير إلى ارتفاع إنتاج الغاز عند متوسط 96.23 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2022، قبل أن يصل إلى 99.98 مليار قدم مكعبة يوميًا العام المقبل (2023)، وفق تقرير آفاق الطاقة قصيرة الأجل، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

إنتاج الغاز في حوض هاينزفيل

من المتوقع أن تُسهم الأحواض الصخرية، هاينزفيل ومارسيلاس وأتيكا، بأكبر قدر لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا.

كما يمكن أن يُسهم حوض وودفورد في نمو كبير لإجمالي إنتاج الغاز الأميركي في عام 2023، مع توسعه بنحو مليار قدم مكعبة يوميًا.

وتُقدّر ريستاد إنرجي أن إمدادات الغاز من حوض هاينزفيل سترتفع بمقدار 2.6 مليار قدم مكعبة يوميًا على أساس سنوي في 2022، ليصل الإجمالي إلى 14 مليار قدم مكعبة يوميًا، قبل أن يصل إلى 17.2 مليار قدم مكعبة يوميًا بنهاية عام 2023.

وبالعودة إلى الوراء، بين عامي 2010 و2012، كان هاينزفيل أكبر الأحواض الأميركية إنتاجًا للغاز، إذ بلغت ذروته عند 7 مليارات قدم مكعبة يوميًا خلال تلك المدة، قبل أن ينخفض إلى أقل من 4 مليارات بحلول عام 2016، مع تركيز المشغلين على مناطق الإنتاج المُجدية اقتصاديًا.

وفي السنوات الأخيرة، استطاع المنتجون تحسين كفاءة التكلفة وزيادة الإنتاج حتى ارتفعت إمدادات هاينزفيل بمقدار 1.6 مليار قدم مكعب يوميًا في العام الماضي (2021) على أساس سنوي، بحسب التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا

حوض أبالاتشيا

في عام 2012، كان إنتاج الغاز في حوض مارسيلاس في منطقة أبالاتشيا مماثلًا لإنتاج حوض هاينزفيل، قبل أن يتفوّق عليه في السنوات التالية، ليكون أكبر الأحواض إنتاجًا للغاز في أميركا الشمالية في الوقت الحالي.

وعلى سبيل المقارنة، تجاوز إنتاج الغاز الطبيعي في حوض مارسيلاس نظيره في هاينزفيل بمقدار 13.8 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2020، لكن من المتوقع أن ينخفض ​​هذا الفارق إلى 8.6 مليارًا عام 2023.

وبالنسبة إلى حقل أتيكا، الذي يقع في أبالاتشيا، فقد شهد ارتفاعًا حادًا في إنتاج الغاز الطبيعي خلال المدة بين 2014 و2019، ليصعد من 1.2 إلى 7.5 مليار قدم مكعبة يوميًا.

وبعد عام 2019، ظلت إمدادات الغاز في حقل أتيكا ثابتة تقريبًا، إذ أعطى المشغلون في منطقة أبالاتشيا الأولوية لحوض مارسيلاس.

ولم يُسهم هذا النمو القوي بحوض أبالاتشيا في دعم إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا فحسب، وإنما سيكون ثالث أكبر منتج للغاز عالميًا -إذا اعتبر الحوض دولة قائمة بذاتها- بنحو 34 مليار قدم مكعبة يوميًا، بعد الولايات المتحدة -بما في ذلك أبالاتشيا- وروسيا.

لماذا يرتفع إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا؟

تدفع الزيادات الأخيرة في أسعار الغاز العالمية إلى تعزيز الاستثمار من قبل شركات الاستكشاف والإنتاج الأميركية، في ظل نقص إمدادات أوروبا، التي تتطلع لتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي نسبيًا في السوق المحلية، فإن الفروق السعرية بين الولايات المتحدة وأوروبا كبيرة حتى مع شحن الغاز الأميركي عبر المحيط الأطلسي والأخذ في الاعتبار عملية التسييل باهظة الثمن.

واتسعت فروق الأسعار بين الولايات المتحدة وأوروبا بضفة مطردة منذ صيف عام 2020، وتسارع هذا الاتجاه مع الغزو الروسي لأوكرانيا.

وحتى 15 يوليو/تموز 2022، بلغ سعر الغاز الطبيعي الأميركي في هنري هوب 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة مع 47 دولارًا في مؤشر تي تي إف الهولندي، المعيار الرئيس للغاز في أوروبا.

وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من فروق الأسعار وتعزيز صادراتها من الغاز المسال إلى أوروبا في 2022، الأمر الذي قد يجعلها أكبر مصدّر لهذا الوقود في العالم.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير آفاق الطاقة قصيرة الأجل لشهر يوليو/تموز، ارتفاع صادرات أميركا من الغاز المسال إلى مستوى 10.85 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2022، مقارنة مع 9.76 مليار قدم مكعبة العام الماضي، قبل أن تصل إلى 12.69 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2023.

صادرات الغاز المسال الأميركيةتعزيز الاستثمارات في الأحواض الصخرية

عززت أسعار الغاز الحالية المرتفعة الحالية الاستثمارات في الأحواض الصخرية الرئيسة، ما يدعم إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا.

واجتذب حوض مارسيلاس أكبر قدر من الاستثمارات في العقد الماضي، وبلغت ذروته عند 14 مليار دولار سنويًا ما بين عامي 2011 و2014.

وبعد التراجع في عام 2016، تعافت الاستثمارات في مارسيلاس إلى 70% فقط من ذروتها قبل الانخفاض مرة أخرى عام 2020؛ بسبب تداعيات كورونا، وظلت ثابتة نسبيًا منذ ذلك الحين.

وفي المقابل، اقتربت استثمارات حوض هاينزفيل من 9 مليارات دولار خلال المدة بين عامي 2010 و2011، قبل أن تنخفض ​​إلى 1.4 مليار دولار عام 2016.

ومن المقرر أن تتجاوز الاستثمارات في مارسيلاس نظيرتها في هاينزفيل هذا العام (2022) لأول مرة منذ عام 2009، عند 7.4 مليار دولار، بحسب التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وحول النمو النسبي، تتوقع ريستاد إنرجي نمو استثمارات الاستكشاف والإنتاج في حوض هاينزفيل بنسبة 47% على أساس سنوي في 2033، يليها أتيكا ومارسيلاس بنحو 26% و21% على التوالي.

وبالنظر إلى المستقبل، يبدو أن هذه الأحواض ستواصل تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا، مع تأجير مساحات كبيرة للاستكشاف والإنتاج خاصة في مارسيلاس.

ومن حيث احتياطيات الغاز المتبقية، يمتلك حوض مارسيلاس ما يقرب من 380 تريليون قدم مكعبة، يليها هاينزفيل بنحو 202 تريليون قدم مكعبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق