تقارير النفطالتقاريرالنشرة الاسبوعيةسلايدر الرئيسيةنفط

تدفقات النفط الروسي إلى آسيا تتراجع.. هل تنجح أميركا في حصار موسكو؟

وأسعار النفط المرتفعة تعوض خزائن روسيا عن غياب المنافذ الأوروبية

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • صادرات النفط الروسي الشهر الماضي إلى آسيا في أدنى مستوياتها خلال 15 أسبوعًا
  • الصين والهند استحوذتا على غالبية شحنات موسكو النفطية إلى آسيا
  • الشحنات إلى أوروبا تتجاوز 450 ألف برميل للمرة الأولى منذ 11 أسبوعًا
  • عائدات رسوم التصدير بلغت 168 مليون دولار، الأسبوع المنتهي في 15 يوليو
  • حُمّلت 31 ناقلة روسية بنحو 22.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي 15 يوليو
  • أسعار النفط المرتفعة أنقذت خزائن الكرملين من تراجع عائدات الصادرات
  • أميركا تحاول حصار صادرات الخام الروسي.. وخفض الطلب العالمي هو الحلّ

تواصل موسكو البحث عن منافذ بديلة لتدفقات النفط الروسي خارج حدود القارّة الأوروبية، في محاولة منها للتغلب على العقوبات المفروضة عليها بعد حرب أوكرانيا، وعكفت على خفض أسعار خاماتها لجذب الأنظار الآسيوية.

ويبدو أن طموحات موسكو للتوسع في آسيا بصفتها وجهةً بديلة لأوروبا تحطمت على صخرة المحاولات الأميركية لحصار الدب الروسي، إذ سجلت التدفقات إلى آسيا خلال آخر 4 أسابيع، أدنى مستوياتها في 15 أسبوعًا، وفق بلومبرغ.

ومن جانب آخر، تسهم أسعار الخام المرتفعة عن مستوياتها المعهودة قبل مرحلة ما قبل الغزو والعقوبات، في إنعاش خزائن الكرملين، لتعوض بصورة نسبية خسائر انخفاض أسعار الخام الروسي لمستويات أقرّتها موسكو قبل 5 أشهر بصفة محفزات شراء تكافح العزوف الأوروبي، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تدفقات النفط الروسي

اتخذت تدفقات النفط الروسي المنقولة بحرًا اتجاهًا هبوطيًا خلال الأسابيع الـ4 الماضية، منذ منتصف يونيو/حزيران حتى منتصف يوليو/تموز، وفق بيانات متوسط الصادرات التي رصدتها بلومبرغ.

وعلى مدار الأسابيع الـ4 محل الرصد، سجلت تدفّقات الخام الروسي انخفاضًا أسبوعيًا وشهريًا، إذ تراجعت بنهاية الشهر (في 15 يوليو/تموز) إلى 3.24 مليون برميل.

النفط الروسي
ناقلة نفط روسية تحمل اسم محطة أوست لوغا - الصورة من (Nikkei Asia)

وتسجل الصادرات النفطية من موسكو، الآونة الحالية، انخفاضًا بمعدل 467 ألف برميل يوميًا، وهي نسبة تقارب 13% منذ منتصف يونيو/حزيران حتى منتصف يوليو/تموز.

وفيما يتعلق بوجهات تلك الشحنات، كشفت بيانات الشحن أن ما يزيد عن نصف تدفقات الخام الروسي يتجه نحو الدول الآسيوية، وبصورة خاصة إلى الصين والهند.

وبالمقارنة، نجد أن التدفقات الروسية خلال الأسابيع الـ6 الماضية (منذ بداية يونيو/حزيران حتى منتصف يوليو/تموز) -والمقدّرة بنسبة تتراوح بين 55% و56% من إجمالي الصادرات- تنخفض عن مستوى ذروة الصادرات حتى منتصف أبريل/نيسان المقدّرة بنسبة 63%.

النفط الروسي إلى آسيا

استحوذت الصين والهند على غالبية التدفقات الروسية إلى آسيا خلال الشهر محل الرصد، إذ قُدّرت على مدار الأسابيع الـ4 الماضية بنحو 784 ألف برميل يوميًا إلى الصين، و679 ألف برميل يوميًا إلى الهند.

ويذهب محللون إلى أن معدل التدفقات يمكن أن يتزايد بنحو 350 ألف برميل يوميًا حال الإعلان عن وجهات الشحنات التي لم تكشف بيانات الشحن مواقع تفريغها بصورة دقيقة.

ولم تخلُ الشحنات الروسية إلى آسيا -أيضًا- من تدفقات ضئيلة إلى اليابان وكوريا الجنوبية.

ووفق البيانات المتاحة -حتى الآن-، سجل متوسط تدفقات الخام الروسي إلى آسيا خلال الأسابيع الـ4 الماضية أدنى مستوياته على مدار 15 أسبوعًا، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الروسي إلى أوروبا

على جانب آخر يخالف ما يُطرَح على الطاولة السياسية، شهدت الأسابيع الـ4 من منتصف يونيو/حزيران حتى منتصف يوليو/تموز، تجاوز شحنات نفط روسيا إلى أوروبا مستوى 450 ألف برميل يوميًا للمرة الأولى في 11 أسبوعًا.

وتحديدًا، زاد حجم الصادرات النفطية من موسكو إلى شمال أوروبا، في حين اتجهت غالبية الشحنات إلى ميناء روتردام الهولندي، ونالت بولندا وفنلندا حصة ضئيلة من تلك الشحنات.

أمّا الشحنات إلى بلغاريا ورومانيا الواقعتين في أوروبا، فانخفضت من منتصف يونيو/حزيران حتى منتصف يوليو/تموز بنسبة 40%، حتى هبطت إلى 230 ألف برميل يوميًا خلال الأسبوع الرابع ضمن الشهر محلّ الرصد (الأسبوع المنتهي في 15 يوليو/حزيران).

وارتفعت شحنات تدفقات النفط الروسي إلى البحر المتوسط عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وحافظت على مستواها المرتفع طوال 4 أسابيع، وسجلت ذروتها منتصف يونيو/حزيران.

وخلال الشهر ما بين منتصف يونيو/حزيران ومنتصف يوليو/تموز، بلغت الشحنات الروسية إلى البحر المتوسط أدنى مستوياتها خلال 13 أسبوعًا، متأثرة بانخفاض الشحنات المتجهة للموانئ الإيطالية، إذ تعدّ المصفاة التابعة لشركة لوك أويل بجزيرة صقلية الإيطالية ضمن المشترين الرئيسيين للنفط الروسي.

النفط الروسي - واردات أوروبا من النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية

رسوم التصدير.. وخزائن الكرملين

خلال الأسابيع الـ4 الماضية، حظي الأسبوع المنتهي في 15 يوليو/تموز بارتفاع تدفقات الخام الروسي على أساس أسبوعي بنحو 73 ألف برميل يوميًا، لتسجل 3.19 مليون برميل يوميًا.

وفيما يتعلق برسوم التصدير، تباين معدل العائدات بين الأسابيع الـ4 محلّ الرصد، إذ سجلت في الأسبوع الأخير (المنتهي في 15 يوليو/تموز) ارتفاعًا بنسبة 2% (4 ملايين دولار)، لتصل إلى 168 مليون دولار.

وترتفع تلك التقديرات عمّا رُصِد بنهاية الأسبوع الثالث من الشهر (الأسبوع المنتهي في 8 يوليو/تموز) بتسجيل رسوم التصدير عائدات تصل إلى 164 مليون دولار.

ودفعت الزيادة في رسوم التصدير خلال الأسبوع الأخير من الشهر محلّ الرصد نحو تسجيل عائدات الرسوم أعلى مستوياتها في غضون 6 أسابيع، مع احتفاظها بمستويات تنخفض عن المستويات التي سُجِّلَت في أبريل/نيسان.

وأنعشت رسوم التصدير خزائن الكرملين، بعدما فرضت الحكومة الروسية، الشهر الجاري، أعلى معدلات تلك الرسوم منذ أبريل/نيسان الماضي، ما يشير إلى ارتفاع سعر خام الأورال خلال المدة ما بين منتصف مايو/أيار ومنتصف يونيو/حزيران (الشهر السابق للشهر محلّ الرصد).

وبالأرقام، سجلت شحنات النفط الروسي في يوليو/تموز مكاسب للرسوم بلغت 55.20 دولارًا/طن (ما يعادل 7.53 دولارًا للبرميل)، وهو تسعير يفوق معدلات شهر يونيو/حزيران الماضي المقدّرة بنحو 44.80 دولارًا/طن (بما يعادل 6.11 دولارًا للبرميل).

وتُشير التوقعات إلى تراجع الأسعار الشهر المقبل، أغسطس/آب، لتدور في نطاق 53 دولارًا/طن (بما يعادل 7.23 دولارًا للبرميل).

الناقلات وخامات التصدير

خلال الأسبوع المنتهي في 15 يوليو/تموز، حمّلت 31 ناقلة ما يقرب من 22.3 مليون برميل من النفط الروسي من مختلف محطات التصدير، وفق بيانات تتبّع السفن.

وتفصيليًا، وُزِّعت الناقلات خلال الأسبوع محلّ الرصد على 6 محطات من أصل 7، وانطلقت الناقلات الـ31 كالآتي: 9 ناقلات من محطة ميناء بريمورسك بالبلطيق، و5 من محطة أوست لوغا بالبلطيق أيضًا، و6 من ميناء نوفوروسيسك بالبحر الأسود، و2 من محطة مورمانسك بالقطب الشمالي، و8 من محطة كوزمينو، وناقلة واحدة من ميناء بريغورودينوي.

النفط الروسي
إحدى الناقلات النفطية من موسكو متجهة إلى الهند - الصورة من (Warsaw Institute)

وزادت تدفقات النفط الروسي إلى آسيا عبر بحر البلطيق خلال الأسبوع الـ4 من الشهر محلّ الرصد (الأسبوع المنتهي في 15 يوليو/تموز) عن 625 ألف برميل يوميًا.

وفيما يتعلق بأنواع النفوط المُصدّرة، حمّلت الناقلات الـ8 المنطلقة من محطة كوزمينو خام إسبو، مقسّمة إلى شحنة واحدة متوجهة إلى الهند، وبقية الشحنات تتجه إلى الصين.

وكانت كوريا الجنوبية الوجهة الآسيوية لشحنة واحدة محملة بخام سخالين، خلال الأسبوع الـ4 من الشهر محلّ الرصد (الأسبوع المنتهي في 15 يوليو/حزيران).

هل حاصرت أميركا موسكو نفطيًا؟

يشير انخفاض تدفقات النفط الروسي إلى الصين والهند، خلال الشهر الأخير، إلى عدم نجاح موسكو في احتساب شحنات الدول الآسيوية بديلًا كافيًا لمنافذ القارّة العجوز.

ويمثّل انخفاض التدفقات، خلال المدة من منتصف يونيو/حزيران حتى منتصف يوليو/تموز، مؤشرًا أوليًا على عجز الدب الروسي عن توفير بديل للمشترين الأوروبيين بصورة كاملة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع محاولات جادّة تقودها أميركا لتحديد أسعار صادرات النفط الروسي بوضع سقف محدد لها، غير أن تلك المحاولات لم تلقَ الاستجابة الكافية حتى الآن.

ومن جانب آخر، لم تنجح أميركا في إقناع السعودية والإمارات بزيادة إنتاج تحالف أوبك+، الذي تعدّ روسيا أحد أبرز قياداته.

ويرى محللون أن خفض الطلب العالمي على النفط هو السبيل الوحيد للحدّ من مكاسب موسكو النفطية التي تسهم في تمويل الحرب على أوكرانيا، خاصة أن خزائن الكرملين تلقّت دعمًا من أسعار النفط المرتفعة بالأسواق التي عوّضت جانبًا من خسائر روسيا جراء العقوبات.

وتُقدَّر عائدات رسوم تصدير النفط الروسي بما يزيد عن 160 مليون دولار أسبوعيًا، وترتفع تلك التقديرات عن مستويات ما قبل الغزو بنحو 25%، إلّا أنها تنخفض عن ذروة شهر أبريل/نيسان بالمعدل ذاته.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق