التقاريرتقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

أميركا وأوروبا تستوردان النفط الروسي بغطاء هندي.. كوميديا العقوبات

ودعوة لواشنطن لبدء دعم النفط العراقي من أجل إنقاذ إدارة بايدن

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • صادرات النفط الروسي ارتفعت في أبريل/نيسان إلى 8.1 مليون برميل يوميًا.
  • الهند تستقبل شحنات النفط الروسي بمعدل 800 ألف برميل يوميًا منذ بدء الحرب.
  • شركتان هنديتان تعيدان تصدير الخام الروسي إلى أميركا وأوروبا بعد تكريره.
  • موانئ أميركية تستقبل النفط الروسي بعد تكريره في الهند طبقًا لبيانات الشحن.
  • روسيا تتبع تكنيك نقل الحمولات من شاحنة إلى أخرى بالبحر المتوسط وغرب أفريقيا.

انتقلت عدوى التحايل الإيراني والفنزويلي على العقوبات الأميركية، إلى النفط الروسي؛ إذ كشفت بيانات عن استعانة أميركا وأوروبا بنفط موسكو عقب تكريره في مصافٍ هندية، فيما يمكن وصفه بتحول مسلسل العقوبات الدولية إلى كوميديا سوداء.

ورغم الحظر الأميركي لواردات الطاقة الروسية -في 8 مارس/آذار الماضي- واقتراب الاتحاد الأوروبي من اتخاذ قرار مماثل بعد فرض حظر تدريجي؛ فإنه رُصِدَت بيانات متفرقة حول نمو صادرات النفط الروسي إلى الهند وأخرى تُشير إلى تعزيز نيودلهي صادرات المنتجات النفطية المُكررة لكل من أميركا وأوروبا، وفق ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal).

في غضون ذلك، تفتح أميركا موانئها لاستقبال شحنات النفط الروسي عقب تكريرها بمصافي شركات هندية، بالتزامن مع أزمة محلية طاحنة قفزت بأسعار البنزين لأعلى مستوياتها منذ 10 سنوات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

"قنطرة" هندية

سجلت صادرات النفط من روسيا انتعاشة في شهر أبريل/نيسان، لتصل إلى 8.1 مليون برميل يوميًا قرب مستويات ما قبل غزو أوكرانيا أواخر فبراير/شباط، لتعوض تراجع معدلات شهر مارس/آذار، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.

النفط الروسي
ناقلة محمّلة بالنفط الروسي - الصورة من نيويورك تايمز

وأشارت بيانات أخرى إلى أن غالبية الزيادة في عدد شحنات النفط الروسي كانت موجهة الشركات الهندية التي تحولت إلى "مركز رئيس" لاستقبال التدفقات من موسكو، وتلقت عقب حرب أوكرانيا ما يقارب 800 ألف برميل يوميًا مقابل 30 ألف برميل يوميًا قبيل الحرب، طبقًا لبيانات محلل أسواق السلع كبلر.

وفي المقابل، تزامنت زيادة صادرات الخام الروسي إلى الهند مع قفزة صادرات نيودلهي من المنتجات النفطية المكررة بصورة يومية إلى أوروبا بمعدل الثلث، وإلى أميركا بنسبة 43%.

ويُشار في هذا الشأن إلى أن موسكو تعمّدت خفض سعر النفط الروسي "خام الأورال" إلى مستويات تنخفض عن خام برنت بما يقارب 35 دولارًا، ما كان سببًا في اجتذاب الشركات الهندية والصينية أيضًا وغيرهما.

بيانات نقل الشحنات

في خطوة مثيرة للجدل، استقبلت ولايتا نيويورك ونيوجيرسي الأميركيتان، الشهر الماضي، بعض الوقود المعتمد -جزئيًا- في تصنيعه على النفط الروسي، ضمن شحنات شقت طريقها من مصافٍ هندية مرورًا بقناة السويس والمحيط الأطلسي إلى موانئ الولايتين، طبقًا لبيانات شحن رصدها مزود البيانات ريفينتيف.

النفط الروسي
النفط الروسي - الصورة من موقع "فير أوبزرفر"

وتتبع موسكو خطة "من سفينة إلى سفينة" لنقل النفط الروسي بين الموانئ المختلفة، من خلال نقل حمولة الشحنات من بين السفن في محاولة لتضليل وجهتها وتعقب الأقمار الصناعية لها.

وأظهرت بيانات أن سفينة "زين1" المُحملة بالنفط الروسي فرّغت حمولتها، الأسبوع الماضي، إلى ناقلة عملاقة تتسع لما يقرب من 2 مليون برميل وتحمل اسم "لورين2" رُصدت تتجه إلى الصين، وفق بيانات شركة وايندوارد المعنية ببيانات السفن.

وأكدت شركات شحن أن ناقلات الخام الروسي تتخذ من البحر المتوسط وسواحل غرب أفريقيا والبحر الأسود نقاطًا لاستبدال حمولاتها لتضليل عمليات التتبع.

واتفق محلل المنتجات النفطية في إنرجي آسبكتس للاستشارات، كوين ويسليز، مع السيناريو الرامي إلى أن النفط الروسي شق طريقه إلى أميركا وأوروبا عبر المصافي الهندية، قائلًا: "بالنظر إلى واردات المصافي الهندية من النفط الروسي بكميات ضخمة، نرجح أنها استخدمته في إنتاج المواد النفطية المكررة".

شركات هندية وسيطة

اتجهت الأنظار إلى شركتي ريليانس إندستريز، ونايارا إنرجي، الهنديتين؛ إذ اتخذ الخام الروسي منهما باعتباره وسيطًا لتكرير شحناته ونقلها ونشرها بالأسواق الأميركية والأوروبية رغم الحظر.

واشترت شركة ريليانس إندستريز، خلال شهر مايو/أيار الماضي، شحنات من الخام الروسي تُقدر بـ7 أضعاف وارداتها قبل غزو أوكرانيا، بالإضافة إلى شحنات شركة نايارا التي تستحوذ شركة روسنفط الروسية على حصة كبرى بها.

ودافع تقرير لصحيفة إنديا تايمز الهندية عن ممارسات شركتي ريليانس إندستريز ونايارا إنرجي، متهمًا تقرير الصحيفة الأميركية وول ستريت جورنال بممارسة ضغوط على الحكومة الهندية لتعديل موقفها من العقوبات ضد روسيا؛ إذ إنها لم تتخذ موقفًا ضد حربها على أوكرانيا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأورد التقرير أن جانبًا من تجارة النفط الروسي واصل نموه رغم العقوبات التي قادتها أميركا ضد روسيا، وعكف المشترون على دمجه بعمليات التكرير لإنتاج المشتقات النفطية والوقود.

وأشار إلى أن الهند لم تكُن وحدها التي استقبلت واردات الطاقة الروسية عقب فرض عقوبات بسبب غزو أوكرانيا، لكن ألمانيا أيضًا واصلت شراء النفط والغاز الروسيين رغم أنها أكبر الاقتصادات الأوروبية.

النفط الروسي

قلق أميركي

اعتبر تقرير الصحيفة الهندية أن توقف أميركا عن استقبال واردات النفط الروسي يهدد بارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية المختنقة بالفعل، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة سوف تنعكس على الاقتصاد الأميركي وتزيد معدلات التضخم، وفق ما ورد بصحيفة إنديا تايمز من إيكونوميك تايمز.

وتسعى أميركا بشتى الطرق لتخطي أزمة الوقود وأسعار البنزين المرتفعة بها، حتى وإن كان بالاعتماد على النفط الروسي المحظور بموانئها، ولا سيما في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية مسجلة 110 دولارات للبرميل.

وحذر التقرير من تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة على مستقبل إدارة بايدن قبيل الانتخابات الأميركية المقبلة.

وذهب تقرير الصحيفة الهندية إلى سيناريو محتمل قد تلجأ إليه أميركا في ظل ارتفاع أسعار البنزين وإعلانها -رسميًا- حظر واردات النفط الروسي.

ودعا واشنطن لتنفيذ تعهداتها التي قطعتها على نفسها مسبقًا بإعادة تأهيل حقول النفط العراقية وإنعاش الصناعة وتأهيل البنية التحتية، ولا سيما أن وزير النفط ببغداد، إحسان عبدالجبار، أعلن عزم بلاده رفع إنتاج الخام بحلول عام 2027 إلى ما يقرب من 6 ملايين برميل يوميًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق