المقالاترئيسيةمقالات منوعةمنوعات

أن تكون مدقّقًا لغويًّا في الطاقة..!

نُسيبة بنت فيصل الحجّي

عندما يُكتَب لك أن تكون مدقّقًا لغويًّا في أوّل منصّةٍ عربيّةٍ خاصّةٍ بعالم الطاقة الضّخم، تحوي أخبارًا لحظيّةً، ومقالات تثقيفيّة، وموسوعةً مرجعيّة، لماضٍ وحاضرٍ، ومستقبلٍ..

حينها تدرك أنّك تخوض بحرًا عميقًا من ألفاظ وتعابير ومصطلحات خاصّة بعالمٍ موغلٍ في القدم، بات يتطوّر ويتوسّع كلّ برهةٍ، مع ازدياد تشابُك روابطه بالعوالم المحيطة من السّياسة والتّجارة والمناخ والتّضاريس واحتياجات البشريّة..، واتّساع آفاقه بحرًا وبرًّا وجوًّا..

حينها تجدُ في نفسكَ تحدّيًا لمواكبة هذا العالم المتجدّد شكلًا ومضمونًا، مع كونك مسؤولًا عن الهويّة اللّغويّة لأوّل منصّة عربيّة رسّخت كيانها في السُّلطة الرّابعة، ولا يتأتّى لك ذلك إلّا بإدارةٍ تصرّ على التّعبير بالفصحى، موازِنةً بين المصطلحات والأسماء الأجنبيّة ذات الصّلة بالطاقة، وبين التزام الأصحّ الفصيح، دون إفراط ولا تفريط، فتبدو لغةً سلسةً قريبةً للأفهام، متحرّيةً دقّة العربيّة وحسن تعبيرها، حتّى عن مستجدّات العصر.

عندئذٍ، ستجدُ نفسكَ حريصًا أن تعامل (أوبك) معاملة المؤنّث؛ لأنّها (منظّمة)، كما تعامل (أوبك+) معاملة المذكّر؛ لأنّه (تحالُف)..

منصة الطاقة

في "الطاقة" ستبقى متنبّهًا لدقائقِ المباني والمعاني، فحين تصحّح خبرًا عن اقتصادٍ ما، حذارِ من الخلط بين (الموازنة) و(الميزانيّة)، لئلّا يختلّ المقصود، إذ إنّ (الموازنة) تقديرٌ قبليٌّ يقوم على توقّعٍ، و(الميزانيّة) بيانٌ بعديٌّ يقوم على نتائج واقعيّة!

ستتحرّى كتابة أسماء الأعلام الأجنبيّة من الدّول والشّركات والأفراد باعتمادها الأقوى عربيًّا وإعلاميًّا والأصحّ باللّغة الأصليّة، تبعًا لوثيقة أسلوبيّةٍ خاصّةٍ بمنصّة الطاقة، تُحَدَّث كلّما دعت الحاجة إلى تصحيح لفظ أو تعبير أو مسمّى، مثل: (ميغاواط، غازبروم نفط..).

ستكون متجدّدًا، قضيّتكَ الصّحّة اللّغويّة، تُسَرُّ حينما تصل إليها، حتّى لو كانت تصحيحًا لخطأٍ منك.. فتُفاجَأَ فرِحًا -وأنت المتبحّر بلغتك- أنّ كلمة (الاستعمال) ومشتقّاتها -مثلًا- هي الأصحّ لمحتوى منصّة الطاقة عمومًا من كلمة (الاستخدام)، إذ إنّ (الاستخدام) تكون للخادم من الإنسان -غالبًا-، و(الاستعمال) تشمل العامل من الإنسان وغيره من الجمادات والآلات، كون استعمالها مخصوصًا بمجال معيّن.

أن تكون مدقّقًا لغويًّا في أوّل منصّة عربيّة للطّاقة، يعني أنّك تصوغ هويّتها بتفاعلٍ لغويّ طاقيٍّ فريد.. بين لغة سامية تهدي طاقتها لما تعبّر عنه، ومنصّة طاقة إعلاميّة اختارت العربيّةَ جوهرًا ومظهرًا، فشعّت حضورًا في آفاق الإعلام.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق