غازأخبار الغازرئيسيةروسيا وأوكرانيا

تركيا تفتتح أكبر منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا

وترفع حد السحب 168% يوميًا

عمرو عز الدين

ضاعفت تركيا من قدرتها على السحب من مخزونات الغاز الطبيعي بنسبة 168%، بعد افتتاح أكبر منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا.

وافتتح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منشأة سيليفري في إسطنبول، أمس الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول (2022)، بعد زيادة سعتها، في خطوة تستهدف ضمان أمن الطاقة في البلاد خلال العقد المقبل على الأقل.

وتتيح التحديثات التي أُدخلت على منشأة سيليفري زيادة سعة مخزونات الغاز الطبيعي إلى 4.6 مليار متر مكعب؛ ما سيجعلها أكبر منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا، وفقًا لصحيفة ديلي صباح التركية المحلية (daily Sabah).

وتزيد هذه السعة بمقدار 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، تضاف إلى حجم السعة الحالي البالغ 3.2 مليار متر مكعب، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

حد السحب 75 مليون متر

الغاز الطبيعي في تركيا
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي في تركيا - الصورة من منصة "ماج زامان" التركية

تسمح زيادة السعة الإجمالية بزيادة سعة السحب اليومي من مخزونات الغاز الطبيعي من 28 مليون متر مكعب إلى 75 مليون متر مكعب؛ ما يمنح وزارة الطاقة التركية مرونة أكبر في التكيف مع أزمات الطاقة العالمية وانعكاساتها المحلية.

وتضمّنت عمليات زيادة سعة أكبر منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا، إنشاء منصتين بحريتين بتقنيات محلية، إضافة إلى تنفيذ أعمال توسعة في 18 بئرًا مرتبطة بالمنشأة.

كما تُنفذ حاليًا أعمال زيادة سعة مشابهة في وحدة تخزين بحيرة طوز، والتي تعد المنشأة الثانية للتخزين في البلاد بعد سيليفري؛ ما سيعزز من قدرة تركيا على تعزيز مخزونات الغاز الطبيعي.

وتقع منشأة بحيرة طوز في وسط مقاطعة أكساري، وتبلغ قدرتها التخزينية في الوقت الحالي قرابة 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.

أول شهادة بصمة كربونية

تُعَد وحدة تخزين سيليفري، وهي أكبر منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض، أول منشأة تركية تحصل على شهادة البصمة الكربونية؛ لاعتمادها على توربينات الرياح في تلبية احتياجاتها التشغيلية من الكهرباء بسعة 4.2 ميغاواط.

وارتفع استهلاك تركيا السنوي من الغاز الطبيعي من 48 مليار متر مكعب في عام 2020، إلى مستوى قياسي بلغ 60 مليار متر مكعب في عام 2021؛ ما يشير إلى الأهمية الإستراتيجية القصوى لمشروعات التخزين الضخمة في البلاد.

وتشير تقديرات وزارة الطاقة، التي تحدث بها أردوغان في كلمته الافتتاحية، إلى انخفاض استهلاك الغاز هذا العام إلى 53.3 مليار متر مكعب؛ ما يخالف تقديرات سابقة رجّحت ارتفاعه إلى 63 مليار متر مكعب، استنادًا إلى استهلاك عام 2021 القياسي.

تستند الوزارة في تقديراتها إلى نمو حجم الكهرباء المولّدة من مشروعات الطاقة المتجددة هذا العام؛ ما أسهم في خفض استهلاك الغاز ببعض المناطق القريبة من هذه المشروعات.

ورغم ذلك؛ فإن أردوغان يشدد على الأهمية الإستراتيجية لزيادة سعة التخزين بمنشأة سيليفري إلى 4.6 مليار متر مكعب، و5.4 مليار متر مكعب بمنشأة بحيرة طوز.

الغاز الروسي يغطي 50%

مخزونات الغاز الطبيعي في تركيا
وزير الطاقة فاتح دونمز في زيارة لمنشأة سيليفري - الصورة من ديلي صباح

تغطي واردات الغاز الروسي ما يقرب من نصف احتياجات الطاقة في تركيا، كما تستورد البلاد كميات أخرى من الغاز من إيران وأذربيجان عبر خطوط الأنابيب.

إضافة إلى ذلك، تشتري تركيا كميات أخرى من الغاز الطبيعي المسال عبر ناقلات السفن من قطر ونيجيريا والنرويج والجزائر والولايات المتحدة، في إطار سياسة تنويع مصادر واردات الطاقة وعدم الاكتفاء بمصدر أجنبي واحد.

وتخطط حكومة الرئيس أردوغان لخفض اعتماد تركيا على مصادر الطاقة الأجنبية من 71% في الوقت الحالي إلى 13% بحلول عام 2053.

يشار إلى أنه في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن المركز المزمع إنشاؤه في تركيا ستوكل إليه مهمة تحديد أسعار البيع لأوروبا عبر منصة إلكترونية ستكون بالمركز، متوقعًا مسارعة الأوروبيين لتوقيع عقود طويلة الأمد.

وانتقد بوتين لجوء أوروبا لآليات التسعير الفوري للغاز، بدلًا من العقود طويلة الأجل التي كانت تمنح الثقة لشركة غازبروم الروسية في تقدير عوائها من الصادرات إلى أوروبا.

وأشار بوتين إلى أن عملية إنشاء المركز التركي المشترك يمكن أن تتم بصورة سريعة نسبية، في إشارة إلى أوروبا التي تترقب فصل شتاء قارس البرودة في ظل إمدادات غاز جمعتها بمشقة من كل أسواق الغاز في العالم.

وأيّد أردوغان فكرة بوتين، وأصدر كلا الرئيسين تعليمات للسلطات المعنية في بلادهم بالعمل على إعداد خريطة طريق يترقب العالم إعلانها في وقت مبكر من هذا الشهر.

وانقطعت إمدادات الغاز الروسي تدريجيًا إلى أوروبا بقرارات سياسية، ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو بسبب الحرب الأوكرانية، وصولًا إلى لحظة الانفجارات الغامضة، في سبتمبر/أيلول الماضي؛ حيث انقطعت الإمدادات بصورة شبه كاملة بسبب يبدو غير سياسي.

وتتسابق أغلب الدول الأوروبية منذ أشهر لتأمين إمدادات بديلة من أسواق الغاز الطبيعي المسال في أوروبا وآسيا وأفريقيا، في محاولة لتعويض الغاز الروسي الذي بلغ الاعتماد عليه في السابق بنسبة 40% من إجمالي احتياجات الاتحاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق