المقالاترئيسيةغازمقالات الغاز

هل يضمن تخزين الغاز الطبيعي في تركيا تحقيق أمن الطاقة؟ (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • تبني تركيا حاليًا العديد من مرافق تخزين الغاز الطبيعي
  • • واردات الغاز الطبيعي من روسيا بلغت مليارين و66 مليون متر مكعب
  • • تُظهر الإحصائيات أن اعتماد تركيا على المصادر الأجنبية لم يتناقص
  • • %82 من خزّانات الغاز الطبيعي تحت الأرض في منطقة سلوري ممتلئ

بينما لا يمكن لإمكانات أوروبا الحالية في قطاع تخزين الغاز الطبيعي حلّ مشكلة نقص الغاز الوشيكة في الشتاء، يتطلب اقتصاد تركيا المتنامي توفير الطاقة اللازمة من مصادر متعددة، بما فيها إمكانات الطاقة المتجددة، كما ينبغي على أنقرة الحدّ من اعتمادها على الموارد الأجنبية.

لذلك، استثمرت تركيا بكثافة في البنية التحتية للطاقة في العقد الماضي، وتقوم حاليًا ببناء العديد من مرافق تخزين الغاز الطبيعي.

وانخفضت واردات تركيا من الغاز الطبيعي بنسبة 1.2% في ديسمبر/كانون الأول، 2021 مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، وأصبحت 6 مليارات و 184 مليون متر مكعب.

وجاءت أعلى واردات الغاز الطبيعي من روسيا، إذ بلغت 2 مليار 66 مليون متر مكعب.

استهلاك تركيا من الغاز الطبيعي

حطّم استهلاك تركيا اليومي من الغاز الطبيعي رقمًا قياسيًا، بلغ 287.6 مليون متر مكعب في 19 يناير/كانون الثاني 2022، وبلغ الرقم القياسي السابق 279 مليون متر مكعب، سُجِّل في 19 يناير/كانون الثاني 2021.

تخزين الغاز الطبيعي
منشأة بحيرة "توز" لتخزين الغاز الطبيعي المسال في ولاية آق سَراي التركية، المصدر: صحيفة ديلي صباح التركية

وبلغ إجمالي استهلاك تركيا من الغاز الطبيعي 61 مليارًا و 552 مليون متر مكعب في عام 2021، بزيادة قدرها 22% مقارنة بالعام السابق 2020.

بدورها، تؤدي الزيادة بعدد المشتركين في الغاز الطبيعي وحصة الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء والإنتاج الصناعي إلى زيادة استهلاك الغاز الطبيعي ووارداته.

وستستهلك تركيا 60 مليارًا و 40 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي هذا العام، وفقًا لتقديرات هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية (إي بي دي كيه)، ونُشر قرار الهيئة بشأن تقدير استهلاك الغاز الطبيعي لعام 2022 في الصحيفة الرسمية.

وأعلنت الهيئة أن الحد الأدنى لمخزون شبكة النقل هو 360 مليونًا و 298 ألفًا و 645 مترًا مكعبًا قياسيًا، حتى اتخاذ قرار جديد بشأن الموضوع.

توسعة مشروعات تخزين الغاز الطبيعي

تُنجَز حاليًا العمليات المتعلقة بالحفر التي بدأت في عام 2017، بالإضافة إلى مشروعات حفر خزّانات الغاز الطبيعي المتتابعة، في نطاق عمل شركة خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي (بوتاش) التركية.

وتمّ اختبار تدفّق الغاز بنجاح في 9 منشآت من أصل 18 منشأة لتخزين الغاز الطبيعي، ستُشَغَّل قريبًا.

ومن المقرر الانتهاء من هذه المشروعات خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن تزداد سعة تخزين الغاز الطبيعي البالغة 3.2 مليار متر مكعب إلى 4.6 مليار متر مكعب، ما يرفع السعة الإنتاجية اليومية من 28 مليون متر مكعب إلى 75 مليون متر مكعب.

من جانبه، أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، هذه المعلومات، قائلًا، إن تركيا تعمل على زيادة قدرات مرافق تخزين الغاز الطبيعي البرية لديها، بالإضافة إلى اكتشاف 540 مليار متر مكعب من الغاز في البحر الأسود.

وأوضح أن تركيا تهدف تعزيز أمن إمدادات الغاز الطبيعي، وتأمل أن نفتتح منشأتها في منطقة سلوري، بضواحي إسطنبول في نهاية العام.

وانطلاقًا من هدف تلبية احتياجات الطاقة في جميع منشآتها من مصادر متجددة، تعمل شركة بوتاش في هذا الاتجاه في مرفق تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض، في منطقة سلوري.

التحول إلى طاقة الرياح

بالنسبة للكهرباء اللازمة في المنشأة، حوّلت شركة بوتاش اتجاهها إلى طاقة الرياح، وتقوم بتركيب 4.2 ميغاواط من محطات طاقة الرياح.

وتلبي مصادر الطاقة المتجددة 100% من احتياجات الطاقة الكهربائية لاستخدامها في المرافق، بما في ذلك مشروع التوسعة.

وأشار الوزير دونماز إلى أن الغاز الطبيعي المخزّن في الصيف يُعاد إلى النظام من خلال هذه المرافق، خصوصًا خلال أيام الشتاء، عندما يكون الطلب مرتفعًا، وأوضح أن هذه الطريقة تضمن تحقيق التوازن بين العرض والطلب.

انتقال الطاقة في تركيا

وأوضح أن السعة التخزينية ستزداد من 2.8 مليار متر مكعب إلى 4.6 مليار متر مكعب، من خلال هذه الأعمال.

وأردف قائلًا، إن العمل مستمر في منشأة تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض في طوز غولو، وإن سعة التخزين الحالية البالغة 1.2 مليار أمتار مكعبة سترتفع إلى 5.4 مليار متر مكعب عام 2023.

وبيّن أن سعة منشأتي التخزين ستصل إلى 10 مليارات متر مكعب، وسيُخَزَّن ما يقرب من 20% من الغاز الذي تستهلكه البلاد في هذه المنشآت.

وأكد دونماز أن سعة إعادة الضخ اليومية للمنشأة ستزداد أيضًا، قائلًا، إنه توجد حاليًا سعة إنتاجية احتياطية تبلغ 28 مليون متر مكعب، وسترتفع إلى 75 مليون متر مكعب.

تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض

قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، إن العمل جارٍ في منشأة تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض طوز غولو، التي تبلغ سعتها الإنتاجية 40 مليون متر مكعب، وستتضاعف سعتها إلى 80 مليون متر مكعب.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، صرّح دونامز أن 82% من خزّانات الغاز الطبيعي تحت الأرض في منطقة سلوري، الذي يبلغ حجم تخزينه 3.2 مليار متر مكعب، ممتلئ.

وأعلن الوزير دونماز، في أثناء زيارته للمنشأة، حيث تجري الاستعدادات لفصل الشتاء، أن خزّانات الغاز التركية ستكون ممتلئة في الشتاء، واطّلع الوزير خلال زيارته على الجهود المبذولة لزيادة سعة تخزين الغاز الطبيعي بالمنشأة.

وصرّح أن منشأة تخزين الغاز الطبيعي سلوري ستصبح أكبر منشأة في أوروبا عند اكتمالها، وأضاف أنه تمّ ملء جميع الخزّانات في منشأة طوز غولو، قائلًا، إن ذلك يجري استعدادًا لفصل الشتاء المقبل.

في فبراير/شباط الماضي، صرّح المتخصص في سياسة الطاقة، نجدت بامير، أن الضرر الذي لحق بالصناعة بسبب انقطاع الغاز سينعكس على المستهلكين؛ بسبب التضخم الحاصل.

ونظرًا لأن الحكومة تنتظر إجراء انتخابات مبكرة، لم تقم بأيّ تخفيضات مباشرة بإمدادات القطاع السكني في الوقت الحالي، لكن إذا استمرت الأزمة، فقد تعيد الحكومة النظر في ذلك.

بالنسبة لتركيا، تُعدّ سعة تخزين الغاز تحت الأرض الحالية قاصرة، وتبلغ الكميات اليومية القابلة للسَّحْب في أوقات الأزمات 28 مليون متر مكعب لمنطقة سلوري، و 40 مليون متر مكعب لطوز غولو.

وقال بامير، إنه إذا استمرت كمية السحب هذه من خزّانات طوز غولو، فسيتبقّى من الغاز ما يكفي لـ5-6 أيام.

وأوضح أنه في حالة استمرار الأزمة، فسيُعتَمَد على منطقة سلوري فقط مستودعًا للغاز الطبيعي.

تقليل الاعتماد على المصادر الأجنبية

على الرغم من جهود الحكومة التركية لتقليل اعتمادها على المصادر الأجنبية، تُظهر الإحصائيات أن اعتماد تركيا على المصادر الأجنبية لم يتناقص.

وتمثّل أزمة الطاقة والهجوم الروسي على أوكرانيا فرصة جيدة لتركيا؛ للتركيز أكثر على إمكانات الطاقة المتجددة وزيادة الشفافية بشأن الموارد الطبيعية.

وبافتراض انقطاع صادرات روسيا إلى تركيا في فصل الشتاء، أو تخفيض الكمية، فإن سياسة تخزين الغاز الطبيعي في تركيا لا يمكن أن تؤدي دورًا مهمًا في أمن الطاقة، وفي مثل هذه الحالة، ستواجه تركيا مشكلات خطيرة على صعيدَي الاقتصاد والأمن القومي.

*الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001."

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق