التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في أوروبا تترقب إقرار لوائح وتشريعات جديدة خلال أيام

تعمل امتدادًا لخطة "ريباور إي يو" لتعزيز كفاءة الطاقة

هبة مصطفى

باتت الطاقة المتجددة في أوروبا أملًا ترتكز عليه دول القارة العجوز مع فقدانها إمدادات الطاقة الروسية واحدة تلو الأخرى، غير أن قيودًا إدارية ومخاوف بيئية ما زالت تكبّل أقدام خطط التطوير.

وقبل أشهر، أزاح الاتحاد الأوروبي الستار عن خطة "ريباور إي يو" لتعزيز كفاءة الطاقة والتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي باستثمارات تصل إلى 300 مليار يورو، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة حينها.

ورغم تلك الخطوة المهمة؛ فإن مشروعات خطة "ريباور إي يو" ما زالت لم ترَ النور فعليًا على أرض الواقع حتى الآن، لكن يبدو أن هناك حدثًا قد يحرّك المياه الراكدة بالنظر إلى "لوائح الطوارئ" الخاصة بتفعيل الخطة في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفق ما نشرته رويترز.

لوائح الطوارئ

تنظّم لوائح الطوارئ عمليات استخراج تصاريح مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا، وحظيت تلك اللوائح بترحيب من وزراء طاقة الاتحاد الأوروبي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

الطاقة المتجددة في أوروبا
ألواح شمسية ممتدة - الصورة من (Ceen Energy News)

وتُعَد تلك اللوائح جزءًا من نطاق أكبر محل نقاش بين مسؤولي الاتحاد حول آليات تنفيذ خطة "ريباور إي يو" التي تتبنّى إجراءات عدة لاحتواء تداعيات أزمة الطاقة التي تفاقمت عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتنظر لوائح الطوارئ إلى مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا -وأبرزها مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي- باعتبارها تصب في الصالح العام، وتحدد بصورة دقيقة الحد الأقصى لاستصدار التصاريح البيئية المعلقة في غضون عامين.

وتزيح اللوائح عن كاهل المطورين عبء توضيح مسارات الحماية البيئية مع إلزام الهيئات العامة بذلك، وتهدف تلك الخطوة من الأساس إلى التأكيد على أن مشروعات الطاقة المتجددة لا ينبغي أن تهدد الأنواع القابلة للانقراض.

آليات داعمة

وصفت نائبة رئيس الشؤون العامة الأوروبية لدى المطور النرويجي "ستيت كرافت"، سوزانا وود، لوائح الطوارئ باعتبارها خطوة مهمة للإسراع من خطط نشر الطاقة المتجددة في أوروبا؛ إذ إنها تحمل توضيحًا قانونيًا لكل ما يتعلق بتلك المشروعات والتصاريح اللازمة لها.

واعتبر الممثل القانوني بشركة المحاماة الألمانية "بوسير سبيت وولفرز"، جوستوس كويكي، أن برلين تترقب إقرار تلك اللوائح والقواعد القانونية الجديدة حتى تتمكن من تطوير مشروعات الرياح لديها.

وفسّر ذلك بأن تلك اللوائح تتضمن بندًا يُخفض تكلفة المشروعات على المطورين بنقل مسؤولية تتبع الاعتبارات البيئية إلى الهيئات العامة المعنية بذلك لدى حكومات دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن تحديد مخرجات محددة لتلك اللوائح يحمي المطورين من أي مخاطر قانونية محتملة.

ومن جانب آخر، حذّرت محللة بيانات الطاقة والمناخ في مركز "إمبر" للأبحاث، هارييت فوكس، من مواجهة مطوري الطاقة المتجددة في أوروبا حالة ارتباك قانوني بين لوائح الطوارئ المرتقبة والمقترحات السابق طرحها ضمن خطة "ريباور إي يو".

طاقة الرياح

يترقب قطاع الطاقة المتجددة في أوروبا إقرار وزراء الطاقة في الاتحاد حزمة تدابير شاملة؛ من بينها لوائح الطوارئ، في 13 من الشهر الجاري، وقد يكون ملف الحد الأقصى لسعر الغاز على مائدة النقاش أيضًا.

ومن بين أنواع الطاقات المتجددة تبقى طاقة الرياح مثارًا للجدل؛ إذ إن إمكاناتها الهائلة في القارة العجوز بشكل عام ودول الاتحاد الأوروبي بصورة خاصة لم تستغل بصورة جيدة حتى الآن لاعتبارات بيئية.

ويرصد الرسم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الأسواق العالمية لطاقة الرياح البرية خلال عام 2020، والتي تضمنت عددًا من الدول الأوروبية:

طاقة الرياح في أوروبا

وتحت دافع الاعتبارات البيئية تأخرت التصاريح اللازمة لبدء مشروعات طاقة الرياح التي قدرت مجموعة "وايند يوروب" سعتها بنحو 80 غيغاواط وهو معدل يقارب 5 أمثال السعة المثبتة العام الماضي (2021).

وفي ألمانيا -أكبر الاقتصادات الأوروبية- تُعَد القواعد المطروحة من خلال لوائح الطوارئ المرتقب إقرارها في غضون أيام داعمًا لمطوري طاقة الرياح بعدما تعطلت عملية استخراج التصاريح لسنوات طويلة ارتفعت خلالها تكلفة المعدات اللازمة لعملية التطوير وزدات أعباء تطوير الطاقة المتجددة في أوروبا.

وتسعى برلين إلى تطبيق تشريعات تسمح بتخصيص 2% من الأراضي لمشروعات طاقة الرياح؛ إذ تهدف بالأساس إلى تطوير تلك المشروعات بوتيرة سريعة تتجاوز 12 غيغاواط سنويًا في 2025.

مقاومة بيئية

الطاقة المتجددة في أوروبا
تركيبات شمسية على أسطح المنازل في أوروبا - الصورة من (PV Tech)

لاقت تحركات دعم تطوير الطاقة المتجددة في أوروبا والإعلان عن قرب إقرار لوائح طوارئ وقواعد جديدة من شأنها تفعيل خطة "ريباور إي يو" ردة فعل مثيرة للجدل من قِبل نشطاء ومنظمات حماية البيئة.

ويرمي الصندوق العالمي للحياة البرية "دبليو دبليو إف" إلى إلغاء لوائح وإجراءات الطوارئ؛ إذ سبق وطالب، في سبتمبر/أيلول الماضي، بحظر تطوير الطاقة المتجددة في القارة العجوز بالمناطق ذات الحساسية البيئية التي تؤثر في الحياة البرية والأنواع القابلة للانقراض.

وقال رئيس المناخ والطاقة بمكتب السياسة الأوروبية التابع للصندوق، أليكس ماسون، إنه يمكن تطوير الطاقة المتجددة في أوروبا ومشروعات الرياح المثيرة للجدل عبر استخدام آليات التخطيط المكاني للمساحات بصورة أفضل، اعتمادًا على ما خلصت إليه الدراسات السابقة حول التأثير في مسارات هجرة الطيور.

ويبدو أن تلك المخاوف البيئية قد تُترجم مستقبلًا في صورة إجراءات قانونية أثارت حالة من عدم اليقين لدى المطورين، ولا سيما أن "التدابير الملائمة" للأنواع النادرة في الحياة البرية بخطط التطوير الأوروبية لم تُحدد إذا ما كانت ستفرض على المشروعات كافة أم الواقعة بالمناطق الحساسة بيئيًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق