نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

تقرير يتوقع تأثر إنتاج النفط الروسي بقرار الحظر الأوروبي

مي مجدي

يقترب عام 2022 من نهايته، وما زال كثير من الملفات عالقة دون حسم حقيقي؛ وفي مقدمتها أزمة النفط الروسي ومدى تأثير السقف السعري في الإمدادات وأسواق النفط عمومًا.

وتوقع تقرير حديث لبنك "يو بي إس" السويسري -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن يؤثر دخول قرار الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 وأستراليا حظر استيراد الخام الروسي المنقول بحرًا في الإنتاج، خلال الشهر الجاري (ديسمبر/كانون الأول).

لذا، يعتقد محللو البنك السويسري أن ترتفع الأسعار، خلال الأشهر المقبلة، وسط انخفاض إنتاج النفط الروسي، وانتعاش الطلب في الصين، والإنهاء المحتمل لعمليات السحب من مخزون النفط الإستراتيجي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

اجتماع أوبك+

أشار بنك يو بي إس السويسري، في تقريره الأخير، إلى اجتماع أوبك+، الذي عُقد، أمس الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول، وقراره إبقاء سياسة خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023.

إلا أن التحالف -الذي يضم 23 دولة منتجة للنفط- صرح، في بيان صحفي، استعداده للاجتماع في أي وقت واتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع مستجدات السوق إذا لزم الأمر، ويعني هذا إما خفضًا في الإنتاج وإما زيادة فيه.

وسيعقد الاجتماع المقبل للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، في 1 فبراير/شباط (2023)، كما هو مقرر له، في حين سيعقد الاجتماع الوزاري المقبل لتحالف أوبك+ في 4 يونيو/حزيران (2023).

ويظهر الجدول الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+، من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والمستمر حتى ديسمبر/كانون الأول 2023:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+

 

وأوضح التقرير أن الاجتماع جاء بعد أيام قليلة من فرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ7 وأستراليا سقفًا سعريًا للخام الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، وقبل يوم واحد من حظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط الروسي المنقول بحرًا.

ويعتقد المحللون أنه ربما للسياسات الصينية المتعلقة بتخفيف القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا في شنغهاي أثر في قرار أوبك+ بعدم تغيير سياسة الإنتاج.

إنتاج النفط الروسي

يتوقع تقرير بنك يو بي إس السويسري أن يؤثر قرار الحظر في إنتاج النفط الروسي نسبيًا، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2022)، مع توقع حدوث تأثير أكبر فور دخول قرار حظر الاتحاد الأوروبي على المشتقات النفطية حيز التنفيذ بدءًا من 5 فبراير/شباط (2023).

وأظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية أن واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا إلى أوروبا بلغت 0.7 مليون برميل يوميًا، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وأظهرت بيانات وكالة إس آند بي غلوبال بلاتس أن شحنات النفط الروسي المتجهة إلى هولندا، موطن أكبر مركز للتكرير في أوروبا، ارتفعت بنسبة 30%، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، لتصل إلى 229 ألف برميل يوميًا، لكن ظلت عند أقل من نصف مستويات ما قبل الحرب البالغة 520 ألف برميل يوميًا.

أما شحنات النفط الروسي إلى إيطاليا فقد ارتفعت -أيضًا- بنسبة 5% إلى 341 ألف برميل يوميًا.

في حين ارتفع إجمالي شحنات النفط الروسي المنقول بحرًا إلى الاتحاد الأوروبي إلى 796 ألف برميل يوميًا، بزيادة 7% من المستويات القياسية البالغة 745 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول (2022)، بحسب بيانات الوكالة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- قائمة الدول الأوروبية التي كانت تشتري النفط الروسي والكميات التي تحصل عليها، خلال نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2021:

النفط الروسي - واردات أوروبا

ومع دخول قرار الحظر حيز التنفيذ، بدءًا من اليوم الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، سيتعين على روسيا البحث عن أسواق جديدة لأكثر من مليوني برميل يوميًا من الخام الروسي والمشتقات النفطية المتجهة إلى أوروبا، حسب تقديرات الوكالة.

وسبق أن أشارت روسيا إلى عدم بيع نفطها بموجب السقف السعري أو إلى أي دولة توافق على السياسات الغربية.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج روسيا من النفط الخام بين عامي 2019 و2023:

إنتاج النفط الروسي

ارتفاع أسعار النفط

في ظل التطورات الحاصلة، جدّد البنك توقعاته الإيجابية لأسعار النفط، خلال الأرباع المقبلة، وسط توقعات انخفاض إنتاج النفط الروسي، وتعافي الطلب على النفط في الصين لعام 2023، وإنهاء السحب من مخزون النفط الإستراتيجي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وما زال البنك يتوقع انتعاش خام برنت فوق 100 دولار أميركي للبرميل، خلال الأشهر المقبلة.

ويرجح محلل السلع في بنك يو بي إس، المشارك في إعداد التقرير، جيوفاني ستانوفو، أن تظل أسواق النفط متقلبة على المدى القريب، مدفوعة بالسياسات في الصين وسياسات البنك المركزي في الولايات المتحدة وأوروبا.

وكان البنك قد خفّض توقعاته لأسعار النفط، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، بمقدار 15 دولارًا للبرميل، بعدما أبقى أسعار الخام عند 125 دولارًا للبرميل.

ويتوقع البنك تداول خام برنت عند 110 دولارات للبرميل خلال العام المقبل (2023).

وأشار المحللون، في تقرير سابق، إلى أن أسواق النفط ستشهد حالة من شح الإمدادات خلال السنوات المقبلة بسبب نقص الاستثمارات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق