التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير دوريةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

6 عوامل تقلل تداعيات صناعة الدواء على المناخ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

رغم أن تغيّر المناخ يهدد حياة البشر ويزيد الضغط على النظم الصحية، لا تزال صناعة الدواء نفسها تشارك بنسبة ملحوظة تعادل 4.4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وترى منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ يمثّل حاليًا أكبر تهديد صحي للبشرية، مع توقعات أن يتسبب في وفاة 250 ألف شخص إضافيًا كل عام بين 2030 و2050، ما يدل على الارتباط الوثيق بين المناخ والصحة.

لذلك، فإن صناعة الدواء تتحمل مسؤولية فريدة من نوعها، ليس فقط للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن لمكافحة العواقب الصحية الضارة الناجمة عن تغيّر المناخ، حسب تقرير حديث صادر عن منتدى الاقتصاد العالمي.

ويوضح التقرير -الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة- 6 طرق يمكن لصناعة الدواء من خلالها مكافحة تداعيات المناخ على الصحة.

مكافحة الأمراض المعدية

يجب على صناعة الدواء دعم استثمارات البحث والتطوير في الأمراض المعدية الناشئة، التي تنتشر بشكل أسرع وأكثر مع زيادة الاحتباس الحراري.

وكان فيروس كورونا بمثابة إنذار للعالم للعمل على الوقاية من الأمراض، التي يمكن أن تتسبب في انتشار الوباء التالي، الذي قد لا يكون بعيدًا مع تغيّر المناخ.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها صناعة الدواء في مكافحة وباء كورونا، فإنه لا يزال هناك تباطؤ في جهود البحث والتطوير الشاملة لشركات الأمراض المعدية الناشئة.

الاستعمال الأفضل للأدوية

تحتاج الشركات إلى الانخراط في المزيد من البحث والتطوير لتعزيز الاستعمال الأفضل للأدوية في البيئات المتأثرة بالمناخ.

وهنا يمكن أن تعمل صناعة الدواء على تطوير أدوية لا تتأثّر بارتفاع درجة الحرارة، لضمان الوصول إلى مواقع نائية دون أن تتلف، نظرًا لعدم وجود شبكات إمداد لسلسلة التبريد في العديد من البلدان منخفضة الدخل.

وفضلًا عن ذلك، يجب أن تعمل الشركات على تعزيز الابتكارات في تغليف المنتجات التي تكون أكثر استدامة، مع ضمان حماية المستهلك من التلوث والمخاطر الأخرى.

تعزيز الوصول إلى منتجات الرعاية الصحية

من المهم أن تعمل صناعة الدواء على توسيع نطاق الوصول إلى منتجات الرعاية الصحية على مستوى العالم، بحيث يحصل الأشخاص الأكثر تضررًا من تداعيات المناخ على حقّهم في ذلك.

ليس هذا فحسب، بل يجب الحصول على الأدوية الأساسية بأسعار معقولة حتى تصل اللقاحات والعلاج وغيرهما إلى السكان في الأماكن الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ.

ورغم خطط صناعة الدواء لتعزيز الوصول إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فإن هناك تفاوتًا كبيرًا في الانتشار الجغرافي، حسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الضحايا المنسيّين الأكثر تضررًا من تداعيات تغيّر المناخ:

تغير المناخ - ضحايا

تقليل انبعاثات التصنيع والعمليات والمنشآت الطبية

حسب تقديرات منتدى الاقتصاد العالمي، فإن كل مليون دولار من صناعة الأدوية يعادل إطلاق 48.55 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون وفق أحدث أرقام صادرة عن عام 2019، بزيادة 55% عن صناعة السيارات وفق المقياس نفسه.

ومن أجل تقليل تداعيات المناخ، يجب أن تعمل صناعة الدواء على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، خاصة أنواع الأدوية التي لها تأثير بيئي كبير، مثل أجهزة الاستنشاق المستعملة في علاج الربو وأمراض الرئة الأخرى، خاصة أنها تحتوي على مركبات الهيدروفلوروكربون، وهي غازات دفيئة.

وتعمل شركة غلاكسو سميث كلاين، الرائدة في هذا الشأن، على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أجهزة الاستنشاق بنسبة 90%.

انبعاثات صناعة الدواء
انبعاثات صناعة الدواء - أرشيفية

تأكيد معايير الاستدامة

ينبغي التأكد من استيفاء المورّدين والموزعين والمصنّعين لمعايير الاستدامة، بما في ذلك الحدّ من الانبعاثات والنفايات.

وخلال العامين الماضيين، كان هناك اعتراف متزايد بالحاجة إلى العمل، والتزم المزيد من الشركات بأهداف محددة لخفض الانبعاثات، مع ربط تغير المناخ مباشرة بالصحة.

ويوجد حاليًا مجموعة من المبادرات تهدف إلى إزالة الكربون من صناعة الدواء، على الرغم من أن الكثير من الإجراءات تتركز على تحسينات سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، بدلًا من انبعاثات التصنيع.

الاعتماد على المصادر المتجددة

يمكن لتعزيز الابتكار في مجال الطاقة المتجددة داخل عمليات صناعة الدواء والنقل، أن يقلل من التداعيات المناخية للصناعة، خاصة حال الاعتماد على الكهرباء.

وفي الآونة الأخيرة، تعهد العديد من شركات الأدوية بالانتقال من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية في السنوات المقبلة.

وفي السياق ذاته، قدّم نصف قطاع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية تقريبًا التزامات واسعة بشأن إجمالي انبعاثات الكربون من خلال مبادرة الأمم المتحدة للوصول إلى صفر انبعاثات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق