التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

خطط طموحة لتعزيز احتجاز الكربون في قطاع الشحن البحري (تقرير)

تقنيات طموحة لاحتجاز الكربون على متن السفن

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

يمكن أن يؤدي احتجاز الكربون وتخزينه دورًا مهمًا في تذليل التحديات أمام خفض الانبعاثات من قطاع الشحن البحري، مع التوصل لتقنيات جديدة في هذا الشأن.

ويُعد التقاط الكربون من السفن أحد الخيارات التي تنظر إليها الصناعة كونه خيارًا منخفض التكلفة وسريعًا لإزالة الكربون من القطاع، مقارنةً بأنواع الوقود النظيف، مثل الأمونيا والهيدروجين.

وفي وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعطت جمعية تصنيف السفن، رينا (RINA)، الضوء الأخضر لتقنية جديدة تسمح بالتقاط الكربون من الغاز الطبيعي المسال على متن السفن، تعمل عليها شركة إيكوسبراي (Ecospray).

وتمثّل صناعة الشحن البحري 3% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم، مع اعتمادها على الوقود الأحفوري بنسبة تصل إلى 99%، حسب بيانات للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

احتجاز الكربون على متن السفن

أكدت "رينا" صحة التكنولوجيا القائمة على خلايا وقود الكربون المنصهرة (إم سي إف سي) لاحتجاز الكربون في السفن، وهو النظام الذي طورته شركة إيكوسبراي، ويعمل باستخدام وقود الغاز المسال الحيوي، بصفته وقودًا لهذه التقنية.

ويمكن تغذية خلايا وقود الكربون المنصهرة بأي نوع وقود مثل الهيدروجين والميثانول والأمونيا أو الغاز المسال الأحفوري.

وصادقت "رينا" على أن خلايا وقود الكربونات المنصهرة بقدرة 500 كيلوواط، يمكنها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئة لمحرك بقدرة 10 ميغاواط، وذلك بنسبة 20%.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي كيفية إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري:

إزالة الكربون - الشحن البحري

وفي سياق متصل، وقعت الشركة الكورية الجنوبية دايو لبناء السفن والهندسة البحرية اتفاقية شراكة مع شركة الشحن اليونانية غاس لوغ والمكتب الأميركي للشحن البحري، خلال يونيو/حزيران 2022، لتطوير نظام احتجاز الكربون وتخزينه على متن السفن بحلول الربع الأول من عام 2023.

ومن المقرر أن تلتقط التكنولوجيا الجديدة ثاني أكسيد الكربون من غاز العادم المنبعث من السفن، وتخزينه على متنها، قبل إطلاقه بأمان على الشاطئ، مع خطط لتركيب النظام في ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي ستبنيها شركة دايو.

كما أعلنت شركة فاليو ماريتايم (Value Maritime) لمعدات الشحن، ومقرها روتردام الهولندية، تركيب أول وحدة في العالم لاحتجاز الكربون وتخزينه على متن سفينة عاملة خلال أكتوبر/تشرين الأول 2021، وتلتقط هذه الوحدة الكربون، الذي يستخدم في شحن بطارية تعمل بالكربون، قبل أن يُفرغ في المواني ونقله إلى المستهلكين في قطاعات مثل الزراعة.

هل السياسات الحكومية داعمة؟

بموجب نظام تجارة الكربون الخاص بالاتحاد الأوروبي، يمكن للسفن المزودة بأنظمة احتجاز الكربون الاستفادة من انخفاض التكاليف، خاصة مع توقعات أن يدخل قطاع الشحن البحري ضمن نظام تداول الانبعاثات بدءًا من عام 2023.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الكربون في أوروبا إلى جعل السفن المزودة بنظام احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه أكثر جاذبية للمستأجرين، مع مراعاة أن تركيب هذا النظام قد يقلل من قدرة نقل البضائع للسفينة، التي قد تعتمد على حجم وموقع صهاريج تخزين الكربون السائل.

وفي أبريل/نيسان 2022، حصل مشروع إيفرلونغ (EverLoNG) لالتقاط الكربون من على متن السفن على 3.4 مليون يورو (3.36 مليون دولار) من صندوق الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي.

ومع ذلك، فإن لوائح المنظمة البحرية الدولية الحالية لا تعترف باحتجاز الكربون وتخزينه بوصفه وسيلة لتحسين تصنيف كثافة الكربون، حسب المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويأتي ذلك رغم أن المنظمة البحرية الدولية وضعت أهدافًا للحد من انبعاثات الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2030، و70% بحلول عام 2050، مقارنةً بمستويات عام 2008.

زخم احتجاز الكربون

يمكن أن تسهم مشروعات التقاط الكربون البحرية، سواءً على متن السفن أو عبر منصات النفط والغاز، في تعزيز السعة المطلوبة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وبحسب تقرير لشركة الأبحاث، وود ماكنزي، يستطيع خليج المكسيك الأميركي -الغني بالنفط والغاز- أن يكون رائدًا عالميًا لمشروعات احتجاز الكربون البحرية، مع وجود 6 مشروعات في مرحلة التطوير أو التخطيط، لتضاف إلى 3 مشروعات قيد التشغيل عالميًا، اثنين في بحر الشمال وواحد في أميركا الجنوبية.

وبصفة عامة، ارتفع عدد المشروعات المخططة لاحتجاز الكربون وتخزينه إلى 196 مشروعًا خلال الـ12 شهرًا المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022، بزيادة 61 مشروعًا جديدًا، وهو ما رفع السعة المخططة إلى 244 مليون طن سنويًا، وفق التقرير السنوي للمعهد العالمي لالتقاط الكربون، كما يوضح الرسم التالي:

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن تلبية هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050) تحتاج إلى زيادة سعة احتجاز الكربون وتخزينه العاملة إلى 1.7 مليار طن بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 45 مليون طن تقريبًا في الوقت الحالي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق