رئيس الإمارات يوجه بتسريع خطط أدنوك لزيادة الإنتاج إلى 5 ملايين برميل يوميًا

وجّه رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتسريع خطط شركة بترول أبوظبي الوطنية لزيادة الإنتاج إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول 2017، بدلًا من 2030.

وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات مستمرة في تعزيز مكانتها ودورها الرائد بصفتها مسهِمًا رئيسًا في ضمان أمن الطاقة العالمي واستدامة إمداداتها وداعمًا أساسيًا لجهود الانتقال الواقعي والمسؤول في قطاع الطاقة من خلال مواكبة المستقبل واستثمار الفرص المهمة التي يوفرها هذا التحول.

ووجّه الرئيس الإماراتي خلال ترؤّسه الاجتماع السنوي لمجلس "أدنوك" اليوم في المقر الرئيس للشركة بصفته رئيسًا للمجلس، الشركة بالسعي إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

حضر الاجتماع عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد ووزير الطاقة سهيل المزروعي، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك سلطان الجابر، وعدد من كبار المسؤولين في الإمارات.

تسريع عمليات النمو

اعتمد المجلس إستراتيجية "أدنوك" لتسريع النمو في جميع مجالات أعمالها ومراحلها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكلٍ مسؤول ودعم أمن الطاقة العالمي.

ضمن هذه الإستراتيجية، تؤسس "أدنوك" قطاعًا جديدًا للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في الشركة يُركز على تنمية أعمال الشركة في الطاقات الجديدة والغاز والغاز المسال وتصنيع المواد الكيماوية.

وأكد الشيخ محمد بن زايد أهمية الخطوات التي اتخذتها شركة بترول أبوظبي الوطنية لخفض انبعاثات الكربون تزامنًا مع سعيها إلى تطوير عملياتها وتوسعتها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

وأشار إلى تبنّي "أدنوك" نهجًا شاملًا للاستدامة يجسّد التزام الإمارات بترسيخ مكانتها مزودًا عالميًا مسؤولًا للطاقة، وجهودها لتمكين بناء مستقبل أكثر استدامة.

وأكد الرئيس الإماراتي على دور "أدنوك" المهم محفز رئيس للنمو والتنويع الاقتصادي والإسهام في تعزيز القيمة وزيادتها للدولة وخلق مزيد من الفرص الاقتصادية والصناعية الجديدة للقطاع الخاص.

وأوضح أهمية الاستمرار على النهج والارتقاء بالأداء ورفع الكفاءة وتعزيز المرونة وتطوير الموارد البشرية، مشيدًا بجهود أدنوك لدعم الصناعة الوطنية والمنتج المحلي من خلال برنامج القيمة الوطنية المضافة ومبادرة اصنع في الامارات.

دعم الصناعة المحلية

استعرض المجلس إسهام برنامج "أدنوك" لتعزيز القيمة المحلية المضافة هذا العام في إعادة توجيه أكثر من 35 مليار درهم (9.54 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي، وخلق 2000 فرصة عمل إضافية للمواطنين في القطاع الخاص.

ورفعت أدنوك القيمة الإجمالية للمبالغ التي أُعيدَ توجيهها إلى الاقتصاد المحلي منذ إطلاق البرنامج في عام 2018 إلى 140 مليار درهم (38 مليار دولار)، وارتفع عدد مواطني الإمارات الذين وُظِّفوا ضمن سلسلة التوريد لعمليات الشركة إلى 5000 مواطن، منذ بدأ البرنامج.

وضمن مبادرة "اصنع في الإمارات"، وقّعت "أدنوك" خلال هذا العام اتفاقيات وفقًا لخطّة مشترياتها تهدف إلى خلق فرص تصنيع محلية تزيد قيمتها عن 25 مليار درهم (6.8 مليار دولار) مع شركات إماراتية وعالمية، في سعيها إلى تحقيق هدفها لتصنيع أكثر من مئة منتج محليًا بقيمة 70 مليار درهم (19 مليار دولار) بحلول عام 2030.

زيادة إنتاج النفط

اعتمد المجلس خلال الاجتماع خطط أدنوك لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027 بدلًا من عام 2030.

يأتي ذلك تماشيًا مع إستراتيجية الشركة لتسريع النمو، وإذ تنتج شركة بترول أبوظبي الوطنية واحدًا من أقلّ أنواع النفط الخام من حيث كثافة الانبعاثات في العالم.

ومن المتوقع أن يعزز الهدف الجديد مرونة وقدرة الشركة على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

احتياطيات النفط والغاز

تستند خطط "أدنوك" لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى احتياطيات الإمارات الغنية من الموارد الهيدروكربونية، والتي زادت هذا العام بمقدار ملياري برميل نفط و1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.

وبهذه الزيادة، تصل الاحتياطيات الوطنية لدولة الإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 113 مليار برميل نفط و290 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، مما يعزز مكانتها في المركز السادس عالميًا ضمن قائمة الدول التي تمتلك أعلى احتياطيات نفطية، والمركز السابع ضمن قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي، مما يسهم في ترسيخ مكانتها موردًا عالميًا موثوقًا للطاقة.

وجاءت زيادة الاحتياطيات الوطنية من النفط والغاز عبر استخدام "أدنوك" للتقنيات المتطورة وتطبيق أفضل الممارسات في إدارة المكامن وتنفيذ خطط عالمية المستوى لتطوير الحقول.

ويمثّل خام مربان عالي الجودة الجزء الأكبر في الاحتياطيات الوطنية للدولة من النفط التي أُضيفَت مؤخرًا، والتي تُقدّر بنحو ملياري برميل، مما يسهم في تعزيز سيولة العقود الآجلة لخام مربان على المدى الطويل، منذ بدء تداولها في بورصة أبوظبي إنتركونتننتال للعقود الآجلة في شهر مارس/آذار 2021.

أدنوك للغاز

في إطار الإستراتيجية المحدّثة، أعلنت "أدنوك" تأسيس شركة " أدنوك للغاز"، وهي شركة جديدة عالمية المستوى لمعالجة وتسويق الغاز.

ومن المقرر أن تبدأ الشركة الجديدة أعمالها بدءًا من 1 من شهر يناير/كانون الثاني 2023، إذ ستتولى مسؤولية عمليات التشغيل والصيانة والتسويق لشركتي "أدنوك لمعالجة الغاز" و"أدنوك للغاز الطبيعي المسال" من خلال شركة واحدة متكاملة.

ووجّه المجلس "أدنوك" لتنفيذ طرح عام أولي لحصّة أقلية في الشركة الجديدة خلال عام 2023، ويخضع ذلك للحصول على موافقات الجهات التنظيمية المختصة.

يستند تأسيس شركة "أدنوك للغاز" إلى خبرة شركة بترول أبوظبي الوطنية التي تزيد عن 40 عامًا، كونها مُنتِجُا رائدًا للغاز.

كما أنّ دمج عمليات "أدنوك لمعالجة الغاز" و"أدنوك للغاز الطبيعي المسال" سيؤسس واحدة من أكبر شركات معالجة الغاز الرائدة في العالم، بطاقة معالجة تبلغ أكثر من 10 مليارات قدم مكعبة قياسية يوميًا.

وستتولى الشركة تشغيل 8 مواقع لمعالجة الغاز في الحقول البرية والبحرية، إضافة إلى شبكة خطوط أنابيب تمتد إلى أكثر من 3250 كيلومترًا.

زيادة الاستثمارات

اعتمد المجلس خطة عمل "أدنوك" لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 550 مليار درهم (150 مليار دولار) للسنوات الخمس القادمة (2023-2027)، والتي ستمكّن الشركة من المضي قدمًا في تنفيذ إستراتيجيتها للنمو السريع.

وتهدف "أدنوك" من خلال الخطة إلى إعادة توجيه 175 مليار درهم (48 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة.

من جانبه، قال سلطان الجابر: "بفضل دعم رئيس الدولة لشركة أدنوك نجحت في إرساء أسس متينة تمكّنها من المضي قدمًا في المرحلة التالية من النمو والتطور، ومواصلة تنفيذ إستراتيجيتها لتسريع نمو أعمالها على امتداد سلسة القيمة لقطاع الطاقة".

وأضاف: "من خلال خطة الشركة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.. فإننا نعمل على ترسيخ الاستدامة في صلب إستراتيجية الشركة لتسريع النمو في مختلف مجالات ومراحل القطاع".

وقال: "إن العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة بأقلّ انبعاثات، وإلى جميع الحلول المتاحة لتأمين احتياجات الطاقة بما يضمن أمنها واستدامة إمداداتها".

خفض الانبعاثات

شدد سلطان الجابر على التزام "أدنوك" بالعمل على خفض الانبعاثات في مصادر الطاقة الحالية، والاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة المستقبلية لتعزيز مكانة الإمارات مزودًا موثوقًا ومسؤولًا للطاقة.

وأوضح أنه في سعيها لتنفيذ الأهداف، تستمر "أدنوك" بالتركيز على تحقيق قيمة أكبر وأكثر استدامة لدولة الإمارات وخلق فرص للقطاع الخاص للاستفادة من النمو الذي تشهده الشركة، إضافةً إلى تأمين مزيد من فرص العمل للمواطنين من أصحاب المهارات المتميزة.

وتهدف "أدنوك" إلى تحقيق الحياد المناخي في (النطاقين1و2) بحلول عام 2050، في حين يستند هذا الهدف إلى تركيز الشركة الدائم على العوامل الرئيسة للحدّ من الانبعاثات المتمثلة في تعزيز كفاءة الطاقة، وتحقيق التميز في عملياتها التشغيلية على امتداد سلسلة القيمة للقطاع، وخفض انبعاثات الميثان، والتوسع في تطبيق تقنيات التقاط الكربون وتخزينه واستعماله، والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.

وسيستفيد القطاع الجديد الذي ستؤسسه "أدنوك" من النجاح الذي تحققه الشركة في استثماراتها وجهودها لخلق وتعزيز القيمة، بهدف زيادة النمو والتوسع على المستوى الدولي، والاستفادة من الفرص التي تتيحها مصادر الطاقة المتجددة والجديدة.

كما نجحت "أدنوك" في زيادة إنتاج الكوادر البشرية نسبة لكل برميل نفط مكافئ إلى الضعف خلال الأعوام الخمسة الماضية صاحبَه ارتفاع نسبة التوطين بمعدل 15%.

موضوعات متعلقة..

• أدنوك الإماراتية تعتزم خفض إمدادات النفط لعملائها في آسيا خلال ديسمبر
• أدنوك الإماراتية تستحوذ على 3 حفارات بحرية لتنفيذ إستراتيجية زيادة إنتاج النفط

اقرأ أيضًا..

• 5 أسباب تمنع أوبك+ من اتخاذ قرار مفاجئ بزيادة إنتاج النفط
• إيطاليا تفرض ضريبة مفاجئة على أرباح شركات الطاقة في 2023
• بي بي البريطانية تفوز بحقوق تنقيب جديدة عن الغاز في مصر