تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير السياراتتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةسياراتنفطوحدة أبحاث الطاقة

التقاط الكربون من عوادم السيارات.. سلاح أرامكو السعودية لمواجهة انبعاثات النقل

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع النقل عالميًا مسؤول عن 24% من انبعاثات غازات الدفيئة.
  • استخلاص الكربون من عادم السيارات يُعَد حلًا بارزًا لقطاع النقل.
  • يمكن استخدام الكربون المستخلص عبر مزجه في الخرسانة.
  • عام 2011 شهد أول تجربة لأرامكو في التقاط الكربون من السيارات.

تعكف أرامكو السعودية (أكبر شركة نفط في العالم) على تطوير تقنيات التقاط الكربون لمواجهة الانبعاثات الضارة بالبيئة خصوصًا من قطاعي الطاقة والنقل.

ومن بين تلك الجهود، تطوير أرامكو تقنيةً تهدف إلى التقاط الكربون من وسائل قطاع النقل، وهو أحد القطاعات المتهمة بشكل رئيس بالتسبب في ارتفاع درجات حرارة الأرض والتغيرات المناخية.

وتكمن مشكلة قطاع النقل، في اعتماده على النفط والغاز الطبيعي، وهي المعضلة التي تعمل أرامكو على مواجهتها عبر استحداث تقنيات تهدف إلى التقاط الكربون من عادم وسائل النقل قبل أن تدخل الغلاف الجوي.

وتشير تقديرات لوكالة الطاقة الدولية إلى أن قطاع النقل مسؤول عن 24% من انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، ويُشكّل النقل البري 75% من هذه الانبعاثات الضارة بالبيئة.

ما فكرة التقنية؟

التقاط الكربون من عوادم السيارات
عوادم السيارات - أرشيفية

اعتبرت أرامكو السعودية، في تقرير لها -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن استخلاص الكربون من عادم وسائل النقل قبل دخوله إلى الغلاف الجوي يُعَد حلًا بارزًا لقطاعي النقل البري والبحري رغم تحديات الحد من انبعاثاتهما.

وشهد عام 2011 أول تجربة عملية لشركة أرامكو السعودية في تطبيق تقنية التقاط الكربون، عبر تركيب جهاز على شاحنة بيك أب من طراز فورد (إف-250)، ومن ثم فإن الشركة، بعد عامين، طوّرت وركّبت نظام استخلاص الكربون على سيارة تويوتا كامري لتحسين نسبة التقاط الكربون.

وبالفعل نجحت الشركة في زيادة نسبة التقاط الكربون؛ إذ استطاع النموذج الجديد المطبّق على سيارة تويوتا كامري تحقيق استخلاص نسبته 25% من ثاني أكسيد الكربون.

وتعتمد فكرة الجهاز على تثبيته مباشرة في إحدى السيارات بعد تعديل تصميم نظام العادم لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من المصدر؛ أي من الغازات الناتجة بعد الاحتراق.

وبحسب بيانات أرامكو، تستمد تلك التقنية طاقتها من الحرارة الناتجة عن المحرك خلال الاحتراق، ومن ثم تُخَزِّن ثاني أكسيد الكربون الملتقط من المركبة وتفرغه خلال التوقف للحصول على الوقود.

وتعتمد الخطوة الأولى للتقنية، التي طورتها مراكز أبحاث العملاق السعودي أرامكو، على إدخال وسيط لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون، مثل محلول مكون من الماء ومركب النيتروجين الأساسي في مجرى غاز العادم.

التقاط الكربون من عوادم السيارات
محرك شاحنة نقل ثقيل طورتها أرامكو لالتقاط الكربون - أرشيفية

ماذا يحدث بعد الالتقاط؟

يلتقط محلول الوسيط ثاني أكسيد الكربون بمجرد ملامسة غاز العادم له ويمتصه بشكل طبيعي.

وتتضمن هذه العملية عزل وإزالة ثاني أكسيد الكربون عن غازات العادم المتبقية.

وبعد ذلك تأتي عملية التخلص من العادم الخالي من الكربون، ويُنزع ثاني أكسيد الكربون من الوسيط ويضغط ويخزن على متن السيارة حتى يفرغ في محطة الوقود.

ومن هنا يمكن استخدام ثاني أكسيد الكربون المستخلص في أعمال صناعية.

كما يمكن تخزين ثاني أكسيد الكربون المستخلص بكميات كبيرة تحت الأرض في الأماكن التي يصعب فيها استخدامه محليًا.

استخدامات الكربون الملتقط

يوضح تقرير أرامكو السعودية أنه يمكن استخدام الكربون المستخلص بمزجه في الخرسانة، وهي العملية التي يطلق عليها اسم "كربنة الخرسانة"؛ إذ تتضمن الطريقة تحويل ثاني أكسيد الكربون من غاز إلى معدن.

وتؤكد الشركة أن المادة الكربونية الناتجة عن المزج تعمل على تقوية مواد البناء.

ويمكن كذلك تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مجموعة من المواد والكيميائيات والوقود، وهو ما يفتح الباب أمام تطوير تلك التقنية في اعتبار ثاني أكسيد الكربون من المواد الخام المربحة مستقبلًا.

صعوبات وتحديات

التقاط الكربون من عوادم السيارات
صورة من أحد مواقع العمل - أرشيفية

ما زالت هذه التقنية، التي تعمل عليها أرامكو، بحاجة إلى مزيد من التطوير؛ للتغلب على بعض الصعوبات المتمثلة في حجم النظام والتكلفة، وطريقة النقل.

ولكي تُعمم تقنية التقاط الكربون بقطاعي النقل البري والبحري، هناك الحاجة إلى تقليص حجم النظام ليكون له أقل تأثير ممكن في حمولة المركبة أو السفينة.

وتشير أرامكو إلى أن فريق البحث التابع للشركة عمل على تقليل حجم التقنية، ولكن لا تزال هناك الحاجة إلى تصغير الحجم بشكل أكبر.

بينما تأتي تكاليف النظام من بين التحديات أمام انتشار تلك التقنية؛ إذ تبحث الشركة عن طرق لجعل هذا المنتج مُجديًا اقتصاديًا.

ومن بين التحديات أيضًا تفريغ ثاني أكسيد الكربون من السيارات بأمان، وهو ما يتطلب -بحسب الشركة- سلسلة قيمة جديدة بالكامل عبر إنشاء بنية تحتية جاهزة لنقل الكربون وحجزه.

ويعمل قطاع البحوث في أرامكو على إيجاد حلول لدمج تقنية استخلاص الكربون في وسائل النقل البري والبحري؛ إذ تؤكد أنها قد تكون ذات جدوى اقتصادية على نطاق واسع في القطاعات البحرية والبرية، دون الحاجة إلى إجراء تعديلات على الأنظمة الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق