التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

لماذا يرتفع شراء النفط في الصين؟.. الطلب وخطط التصدير كلمة السر

خلال الربع الرابع من العام الجاري

هبة مصطفى

كثّف قطاع النفط في الصين من عمليات الشراء مؤخرًا، في إطار مواصلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا وارتفاع درجات الحرارة وتعطُّل الصناعات.

وتتزامن وتيرة الشراء المرتفعة مع توقعات بزيادة الطلب المحلي على الوقود والغاز واتجاه المصافي إلى زيادة قدرات التكرير ومعدل الصادرات، بحسب ما نقلته رويترز.

ولم تقتصر عمليات الشراء -التي سجلت مستويات قياسية في الربع الجاري- على المصافي الحكومية فقط، وإنما امتدت لتشمل شركات ومصافي مستقلة تابعة للقطاع الخاص، ما يعكس التوجه الاقتصادي العام في بكين لقطاع الطاقة الآونة المقبلة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

غزارة الشراء وخطط الصادرات

سجّل معدل شراء النفط في الصين خلال الأسبوع الماضي 10 ملايين برميل، ما يعكس زيادة معدل الاستهلاك المحلي وخطط تلبية الطلب العالمي، بحسب بيانات نقلتها بلومبرغ.

النفط في الصين
محطة وقود تابعة لشركة بتروتشاينا - الصورة من (Asia Financial)

ويشهد الربع الأخير من العام الجاري (2022) زيادة وتيرة شراء الشحنات التي يُخطط وصولها شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني مطلع العام المقبل (2023).

وبالتزامن مع ذلك، تسعى مصافي التكرير الصينية لزيادة معدل صادرات الوقود، للاستفادة من توسعة حصة تصدير المنتجات النفطية ومن ضمنها البنزين والديزل.

ومن ضمن الشركات المقبلة على شراء النفط بكثافة مؤخرًا شركات مملوكة لحكومة بكين أبرزها: شركة النفط الوطنية الصينية (بتروتشاينا)، والشركة الصينية للنفط والكيماويات (سينوبك)، والشركة الصينية الوطنية للكيماويات (كيم تشاينا).

كما زادت مصفاة "تشينغونغ" المستقلة من عمليات الشراء -خاصة من أبوظبي بالإمارات- لمواكبة خططها بزيادة معدل التكرير قبيل نهاية العام الجاري (2022).

معدلات التشغيل والطلب

توقع المحلل لدى "أويل كيم"، شيا وينهونغ، زيادة وتيرة معدلات التشغيل بالمصافي بما يتراوح بين 4 و5% خلال الربع الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري حتى ديسمبر/كانون الأول، ارتفاعًا من الربع الثالث المنتهي في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبخلاف الإقبال على شراء النفط في الصين، توقعت شركة بتروتشاينا نمو الطلب المحلي على الغاز الطبيعي والوقود المكرر خلال الربع الجاري مقارنة بالمدة ذاتها العام الماضي (2021).

وأرجعت ذلك إلى اتجاهات التعافي الاقتصادي مع طرح حكومة بكين سياسات تحفيزية في إطار التغلب على تداعيات الركود الذي شهدته البلاد خلال الموجات المتعاقبة لجائحة كورونا، وكذا موجة الجفاف التي سببت قطع التيار الكهربائي في واحدة من أبرز المدن الصناعية بالبلاد وتوقف لمصانع رئيسة.

يُشار إلى أن بكين كانت قد أنعشت حصص تصدير الوقود بنحو 15 مليون طن نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، لدعم خطط مصافي التكرير تجاه زيادة معدل الصادرات.

ويسلط الرسم أدناه الضوء على أبرز خطط مصافي التكرير في آسيا والشرق الأوسط خلال العامين الجاري والمقبل (2022-2023)، ومن بينها خطط تكرير النفط في الصين، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة بالاستعانة ببيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

تكرير النفط في آسيا والشرق الأوسط

تعاون سعودي وإنعاش التكرير

تشكّل السعودية وجهة استثمار آمنة لقطاع النفط في الصين، إذ قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن مستويات التعاون التجاري بين البلدين شهدت نموًا خلال السنوات الـ5 الأخيرة، بما سمح بوصف بكين الوجهة الأولى لصادرات الرياض النفطية.

ومن جانب آخر، تسعى عدد من مصافي النفط في الصين -حكومية ومستقلة- لزيادة معدلات التشغيل ورفع قدرات التكرير بنسبة 10% خلال الشهر الجاري، بعدما أبدت الحكومة استعدادها للإفراج عن حصص إضافية لتصدير المشتقات النفطية.

وجاءت تلك الخطوة ضمن محاولات إنعاش قدرات تكرير النفط في الصين، بعدما تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ بداية عام (2020) خلال الربع الثاني من العام الجاري (2022).

وعانى قطاع التكرير الصيني -منذ النصف الثاني للعام الماضي (2021) حتى الآن- عوامل مجتمعة أسهمت في إضعافه من بينها انخفاض الطلب المحلي وكذا تقليص حصص التصدير الممنوحة للشركات والمصافي، وفق ما رصدته وحدة الأبحاث بمنصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.

الطلب المحلي

شهد الطلب المحلي على النفط في الصين نموًا بوتيرة متسارعة تُشير التوقعات إلى ارتفاعها لمستويات أكبر خلال الآونة المقبلة، ما يفسّر زيادة معدلات الشراء، ويعكس ذلك خطوات جادة في اتجاه التعافي الاقتصادي للدولة الواقعة شرق آسيا.

النفط في الصين
موظفون داخل أحد مواقع العمل التابعة لقطاع النفط الصيني - الصورة من (China Daily)

ومن شأن معدلات التكرير للمصافي الحكومية والخاصة وتوقعات الأرباح أن تتلقى دعمًا من زيادة الطلب الموسمي على الديزل، غير أن محللين ذهبوا إلى أن المدة المقبلة ستشهد دورًا أكبر للمصافي الخاصة والمستقلة.

ودللوا على ذلك بتسلم المصافي التابعة للدولة شحناتها الجديدة خلال الربع الأول من العام المقبل (2023)، ما يعزّز فرص المصافي المستقلة خلال الربع الجاري، سواء لتلبية الطلب المحلي أو زيادة صادرات الوقود.

ولتلبية الطلب المحلي، فقد تجاوزت واردات النفط في الصين حاجز 11.5 مليون برميل يوميًا بحلول شهر فبراير/شباط المقبل، مقابل شحنات قُدرت بنحو 9.83 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول الماضي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق