رئيسيةأخبار التغير المناخيالتغير المناخيعاجل

مسؤول أممي: أزمة الطاقة قد تكون "نعمة" للمناخ

أمل نبيل

في الوقت الذي تواجه فيه شعوب العالم أوقاتًا عصيبة، بسبب أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، يرى مسؤول أممي أن الحرب قد تكون "نعمة" من منظور مناخي.

وتسبّبت الحرب على أوكرانيا -التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط من العام الجاري (2022)- في اشتعال أسعار الوقود مع تضييق الخناق على الواردات الروسية من النفط، وتوقف ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وتشير تعليقات الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إلى تسارع الطلب على المشروعات الخضراء بسبب أزمة الطاقة، وفقًا لموقع كلوب أوف موزمبيق (clubofmozambique).

الطلب على مصادر الطاقة المتجددة

في الشهر الماضي، أدلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، فرانشيسكو لا كاميرا، بتعليقات مماثلة -لكن باختيار كلمات تعبيرية أفضل-.

وقال لا كاميرا: "على المدييْن المتوسط والطويل، ستؤدي الأزمة الأوكرانية إلى تسريع انتقال الطاقة؛ لأن الحكومات تدرك أخيرًا أن استخدام مصادر الطاقة المتجددة ليس مفيدًا للبيئة والوظائف والناتج المحلي الإجمالي فحسب، وإنما مفيد -أيضًا- لضمان زيادة استقلالية الطاقة".

أزمة الطاقة
مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا - الصورة من موقع cesi

وعلى الرغم من أن بعض البلدان تحولت بسرعة إلى الوقود الأحفوري لتلبية الطلب المتزايد، فإن ارتفاع الأسعار جعل الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية المائية أكثر تنافسية في سوق الطاقة.

وأدت أزمة الطاقة -أيضًا- إلى تقليص العديد من البلدان كثيفة الاستهلاك في أوروبا، الاستخدام وتقنينه في بعض الأماكن.

وكانت العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، المُنتج الرئيس للنفط والغاز الطبيعي، وراء ارتفاع أسعار الطاقة، وقد أدى هذا إلى حدوث انتعاش في استخدام الوقود الأحفوري، الأمر الذي كان بمثابة "صدمة لقطاع الطاقة الأوروبي"، وفقًا للأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس.

وأضاف: "من الواضح أن الحرب في أوكرانيا، ستسرّع من استهلاكنا للطاقة الأحفورية خلال المدى الزمني الممتد من 5 إلى 10 سنوات، وستسرع في الوقت ذاته عملية التحول الأخضر".

وفي بعض الحالات، يُنظر إلى الاستثمار في بعض أنواع الوقود الأحفوري على أنه نقطة انطلاق لمصادر طاقة أكثر اخضرارًا.

ويُمكن أن يكون التحول بعيدًا عن الفحم والتوجه نحو أنواع الوقود الأحفوري "الأنظف" مثل النفط والغاز، إستراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق أهداف الطاقة، مع الحفاظ على الطموحات المستدامة.

الدروس المستفادة من أزمة الطاقة

قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس: "لذلك سنستثمر أكثر بكثير في الطاقة المتجددة، وحلول توفير الطاقة"، ومن المُرجّح أن تدخل بعض المفاعلات النووية صغيرة الحجم حيز التشغيل بحلول عام 2030 بصفتنا جزءًا من الحل".

وأضاف تالاس: "لذلك من منظور المناخ، قد يُنظر إلى الحرب في أوكرانيا على أنها نعمة".

وسبق لقادة مختلفين في الأمم المتحدة، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن سلّطوا الضوء في السابق على الدروس المستفادة من أزمة الطاقة التي أعقبت الصراع الروسي الأوكراني.

أزمة الطاقة
الانبعاثات الكربونية الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري - الصورة من موقع greenqueen

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: "بالإضافة إلى الآثار البشرية المأساوية، يسلّط الصراع الروسي الأوكراني الضوء على التكاليف المتزايدة لإدمان الوقود الأحفوري في العالم، والحاجة المُلحة لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، لحماية الناس والكوكب، كما تعرّض التغيرات المناخية إمدادات الطاقة للخطر.

وكشف تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن أن إمدادات الكهرباء من مصادر الطاقة الأنظف تحتاج إلى مضاعفتها خلال السنوات الـ8 المقبلة، للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وشهد العالم ارتفاعًا بنسبة 20% في الانبعاثات الكربونية خلال 2021، لتصل إلى أكثر من 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.

ويحتاج العالم -حاليًا- إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 6 إلى 7%؛ للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق معلومات اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.

الآثار السلبية لتغير المناخ

قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إن قطاع الطاقة مسؤول حاليًا عن نحو ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، داعيًا إلى "تحول كامل" لنظام الطاقة العالمي.

أزمة الطاقة
الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس - الصورة من موقع يورو نيوز

وحذّر تالاس، من أن تغير المناخ قد يؤثر في توليد الكهرباء، ويمكن أن يكون له تأثير متزايد في المستقبل.

ومن بين المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، يمكن أن تتأثر المحطات النووية التي تعتمد على المياه للتبريد، بنقص المياه، فضلًا عن وجود بعضها في المناطق الساحلية المعرضة لارتفاع مستوى سطح البحر أو الفيضانات.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في تقريرها، إن عام 2020 شهد اعتماد نحو 87% من الكهرباء العالمية المولدة من الأنظمة الحرارية والنووية والكهرومائية -التي تُنتج كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون عن المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري- على توافر المياه.

ودعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في مايو/أيار (2022) إلى زيادة استثمارات انتقال الطاقة إلى 5.7 تريليون دولار سنويًا، حتى يتفادى العالم كارثة المناخ، وللإسهام في تحقيق الأهداف المناخية المرحلية بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق