أسعار النفط الكندي تنخفض لأقل مستوياتها أمام الخام الأميركي منذ 2018
أمل نبيل
تراجعت أسعار النفط الكندي إلى أكبر خصم لها على العقود الآجلة منذ عام 2018، بضغط من عدّة عوامل، من بينها انخفاض سعر الخام الروسي وإغلاق العديد من مصافي التكرير الأميركية للصيانة.
وتعمل مصافي التكرير على تحويل النفط الخام إلى مشتقات نفطية مختلفة، مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
واتّسع الفارق بين سعر النفط الكندي الثقيل وخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 1.50 دولارًا إلى 32.50 دولارًا للبرميل في بلدة هادريستي بمقاطعة ألبرتا، يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وهو الأكبر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عندما فرضت حكومة ألبرتا قيودًا على الإنتاج على شركات النفط المحلية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
أسباب تراجع أسعار النفط الكندي
على مدار السنوات الماضية، ألقى منتجو الرمال النفطية في ألبرتا باللوم على افتقار المقاطعة لخطوط الأنابيب؛ ما أجبر الشركات على البيع بأسعار مُخفّضة محليًا، وتقديم خصومات كبيرة على الخام الكندي الثقيل.
لكن خط أنابيب تصدير جديدًا، يسمّى الخط 3 التابع لشركة إنبريدج، والذي بدأ تشغيله العام الماضي (2021)، أدى إلى حلّ جزء كبير من هذه المشكلة.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للخطّ 760 ألف برميل يوميًا، ويبلغ طوله 1100 ميل تقريبًا، ويمتد من إدمونتون، ألبرتا، إلى مصافي التكرير في الغرب الأوسط للولايات المتحدة.
ويرتبط الخصم المتزايد في أسعار النفط الكندي، اليوم، بمجموعة أوسع من المشكلات التي لا تمتلك كندا السيطرة عليها.
وتسببت عمليات الصيانة والإغلاق الطارئ لمصافي التكرير الأميركية الرئيسة في الغرب الأوسط، بما في ذلك مصفاتي "وايتينغ" و"توليدو" التابعتين لشركة النفط البريطانية بي بي، في معالجة كميات أقلّ من الخام الكندي في أكبر أسواقها.
وشهدت مصفاة "وايتينغ" التابعة لشركة النفط البريطانية بي بي حريقًا أواخر شهر أغسطس/آب (2022)، واضطرت الشركة إلى إغلاق بعض وحداتها، وتعدّ المصفاة أكبر مصفاة نفط في وسط غرب أميركا، وتعمل بقدرة 435 ألف برميل يوميًا.
واندلع حريق آخر بمصفاة توليدو، في 21 سبتمبر/أيلول (2022)، وأدى إلى إصابة شخصين بحروق بالغة.
ويُحتَفَظ بمعظم احتياطيات كندا في الرمال النفطية الشاسعة شمال ألبرتا، التي تمثّل ما يقرب من ثلثي إنتاج البلاد البالغ 4.9 مليون برميل يوميًا.
ارتفاع أسعار الغاز
في الوقت ذاته، تثير اضطرابات الشحن على نهر المسيسيبي مخاوف من أن المصافي ستضطر إلى تقليص عملياتها؛ لأن الوقود الذي تنتجه لا يمكن شحنه عبر النهر.
ومع انخفاض الطلب في الغرب الأوسط، يُشحن المزيد من النفط جنوبًا باتجاه ساحل الخليج الأميركي، حيث تظهر مشكلات جديدة.
وأدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى زيادة تكلفة تكرير النفط الخام الثقيل وعالي الكبريت، وفقًا لبيانات شركة تحليلات النفط "فورتيكسا"، في الوقت ذاته يواجه الخام الكندي تراجع أسعار النفط الروسي.
وخفضت الهند وارداتها من النفط الكندي بمقدار النصف تقريبًا منذ مايو/أيار (2022)، إذ تستقبل البلاد المزيد من الخام الروسي.
وظهرت الهند -التي نادرًا ما كانت تشتري الخام الروسي- بوصفها ثاني أكبر عميل لنفط موسكو، بعد الصين.
وجرى تداول خام "كولد ليك" الكندي على ساحل الخليج بخصم قياسي، بنحو 23 دولارًا للبرميل أقلّ من خام غرب تكساس الوسيط، في قت مبكر من يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، قبل أن يتقلص الخصم إلى 20.25 دولارًا للبرميل في مدة ما بعد الظهيرة.
وبلغ الخصم على النفط الكندي 25 دولارًا للبرميل في كوشينغ، بولاية أوكلاهوما، قبل أن يرتدّ إلى 21.75 دولارًا للبرميل.
وسجلت صادرات النفط الكندي من ساحل الخليج الأميركي رقمًا قياسيًا عام 2021، في ظل تزايد الطلب العالمي وحاجة الأسواق إلى الخام الثقيل.
وبلغ متوسط صادرات الشركات الكندية أكثر من 180 ألف برميل يوميًا العام الماضي (2021)، لتصل إلى نحو 300 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.
موضوعات متعلقة..
- النفط الكندي يجذب مصافي التكرير الأميركية.. وتوقعات بارتفاع أسعاره
- ركود تجارة النفط الكندية بسبب دعوى قضائية ضد شركة سمسرة
- صادرات النفط الكندي من الخليج الأميركي تسجل رقمًا قياسيًا في 2021
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات إيران من النفط تتضاعف 11 مرة خلال عام فقط
- بتمويل سعودي.. الطاقة الشمسية تضيء طرق جمهورية أفريقيا الوسطى
- أدنوك ترسي عقدًا جديدًا بمليار دولار لزيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا