التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يضرب باكستان بآثار مدمرة.. فيضانات وارتفاع درجات الحرارة

تدمر الاقتصاد وتقلل الإنتاج وتضرب السياحة

حياة حسين

جنبًا إلى جنب مع الفيضانات، التي تعدّ أكبر كارثة طبيعية يسبّبها تغير المناخ في باكستان، تلقّى اقتصاد الدولة، الذي يعاني حالة من الهشاشة والضعف، ضربة قوية، وفق تقرير نشرته صحيفة ديلي تايمز (Daily Times).

ودمّرت الفيضانات مناطق عدّة في باكستان، إذ قال رئيس الوزراء، شهباز شريف، السبت 27 أغسطس/آب، إن "حجم الكارثة" أكبر مما كان متوقعًا، وذلك خلال زيارته إلى جنوب باكستان بإقليم السند.

وبلغ معدل متوسط هطول الأمطار، خلال شهر أغسطس/آب الجاري، في إقليم السند 8 أضعاف هطولها سنويًا، وفق بي بي سي.

ورغم أن باكستان تسهم بأقلّ من 0.6% من غازات الاحتباس الحراري العالمية، فإنها في المرتبة الـ8 بين أكثر الدول تأثرًا بعواقب تغير المناخ، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الكوارث الأسوأ

الفيضانات تضرب باكستان بسبب تغير المناخ
آثار الفيضانات في باكستان - الصورة من سي إن إن عربية

تغيّرت سمات الطقس بسبب تغير المناخ بشدة في جنوب آسيا، وتمثّل باكستان نموذجًا واضحًا لتلك التغيرات، إذ تعاني من فيضانات خلال السنوات الأخيرة، كان آخرها قبل أيام، والتي وصفتها منظمات بيئية ومعنية بالكوارث الطبيعية، وبأنها الأسوأ على الإطلاق في البلاد.

وتسبّبت الفيضانات الأخيرة في باكستان بمصرع أكثر من 1000 شخص، وفقد ملايين منازلهم.

وقال رئيس الوزراء، إن 33 مليون شخص تضرروا من الفيضانات، أي نحو 15% من السكان، وإن الخسائر الناجمة عن الفيضانات هذا الموسم تعادل خسائر 2010-2011، التي يُعتقد أنها الأسوأ على الإطلاق.

وفاقم سوء إدارة الأراضي، وبناء مدارس بصورة غير قانونية، إضافة إلى تدشين المنازل في ممرات السيول، ضياع رؤوس الأموال وزيادة حدّة الفقر، بسبب الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ، وفق ديلي تايمز.

وتحتاج باكستان إلى الأمطار، التي تسبّب في بعض الأحيان فيضانات مدمرة، إذ تستخدمها في زراعة الحبوب مثل الأرز والذرة والقمح، لكنها باتت تأتي بالدمار والخراب وقتل الأرواح.

بالإضافة إلى ذلك، يضطر السكان الناجون للهجرة من مناطقهم إلى أماكن أخرى، إذ يدفعهم سوء أوضاعهم إلى الاحتجاج، ما يؤدي بدوره إلى عدم استقرار الأوضاع في البلاد.

ذوبان ثلج الهيمالايا

يُعدّ ذوبان الثلج السريع في جبال الهيمالايا، بسبب تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة، واحدًا من أسباب زيادة حدة الفيضانات في العالم، مثل تلك التي ضربت باكستان مؤخرًا.

في المقابل، قد يؤدي الجفاف الناجم عن تغير المناخ إلى الجفاف ونقص المياه، مثلما حدث في كراتشي عام 2015، عندما تسبّبت موجة الحرارة في نقص المياه، الذي ما زال مستمرًا حتى الآن.

وقتل الجفاف في منطقتي بالوتشيستان وثارباركار عددًا كبيرًا من السكان.

وفي 2022، دفعت موجة حرارة في تشوليستان إلى تصحّر المنطقة، وفقدان نحو 200 بركة مياه، ما مثّل صعوبات للسكان وحيواناتهم التي يربونها ويتعيشون منها، مثل الأبقار والجمال.

وعُرف النقص في سعة المباني الخاصة بالخدمات التعليمية والصحية في باكستان من قبل مؤسسات دولية بأنه الأكبر، إذ تسبّب في ارتفاع معدلات الوفيات، وانتشار الأمراض التي تنقلها المياه.

وأدت سحابة الدخان الناجمة عن تغير المناخ في باكستان إلى تعليق عمل المدارس وأنشطة الأعمال، ما أثّر سلبًا في دورة عمل الاقتصاد الوطني، ومعدل إنتاج العمال.

ارتفاع مستوى البحر

تغير المناخ
خراف تشرب من بركة مياه تقترب من الجفاف في باكستان، الصورة من ذا إكسبريس تريبيون"

يسبّب تغير المناخ -أيضًا- ارتفاع مستوى سطح البحر، وتظهر أثاره بحدّة في دول الجنوب مثل باكستان، في صورة زيادة ملوحة التربة، أو الفيضانات، أو الإضرار بالبنية التحتية، وحتى عائدات السياحة.

ومن المعروف لدى خبراء تغير المناخ، أن ارتفاع الحرارة سيؤثر سلبًا في أداء العمال، وقد يرفع معدلات الوفيات لديهم جراء زيادة انتشار بعض الأمراض مثل الملاريا.

ولتجنّب تلك الأثار، أو التخفيف من حدّتها، فإن باكستان وغيرها من دول العالم، تحتاج إلى العمل بطرق صديقة للبيئة، وخفض استهلاك الطاقة والهبوط بانبعاثات الكربون.

كما تحتاج الدول إلى الإنفاق على التكيف والبحوث والتقنيات الجديدة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يُذكر أن معدل ثاني أكسيد الكربون الذي يزيد بمقدار 3 أجزاء في المليون، ليرتفع إلى 750 جزء في المليون مع نهاية القرن الحالي، سيدفع درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، وفق خبراء تغير المناخ.

ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع الحرارة إلى فقد دول العالم نحو 5% من الناتج المحلي سنويًا، بالإضافة إلى أن تغير المناخ سيؤثر سلبًا في كل أسواق السلع.

وبينما تستفيد البلدان الباردة في السنوات الأولى جراء تراجع تكلفة التدفئة، وتقلّص انتشار الأمراض المرتبطة بالطقس البارد، وتتضرر البلدان متوسطة الحرارة بصورة متوسطة، فإن دول الجنوب ستكون الأكثر تأثرًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق