أخبار الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

كردستان العراق يخطط لتصدير الغاز إلى أوروبا.. وإيران تتحفظ

دينا قدري

يخطط إقليم كردستان العراق لتصدير الغاز إلى أوروبا، لتعويض النقص العالمي في الطاقة، خاصةً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما أثار حفيظة إيران؛ لما يمثّله من تهديد لمكانتها بصفتها موردًا رئيسًا للغاز.

إذ أكد رئيس وزراء كردستان العراق، مسرور بارزاني، أن الإقليم لديه القدرة على تعويض بعض النقص في الطاقة، على الأقلّ في أوروبا، كما إنه سيصبح قريبًا مصدرًا مهمًا للطاقة.

وقال -خلال مشاركته في مؤتمر للصناعة عُقد في دبي، اليوم الإثنين-: "أنا واثق من أن كردستان ستصبح قريبًا مصدرًا مهمًا للطاقة لتلبية الطلب العالمي المتزايد".

وأضاف: "سنصبح مصدّرًا صافيًا للغاز لبقية العراق وتركيا وأوروبا في المستقبل القريب"، حسبما نقلت وكالة رويترز.

كما قال: "نحن في كردستان لدينا القدرة الآن على تعويض بعض النقص في النفط في أوروبا، على الأقلّ، إذا استعد شركاؤنا في بغداد للعمل معنا".

استثمارات كردستان العراق

شدّد بارزاني على أن حكومة كردستان لا تزال ملتزمة بالعقود الموقّعة مع شركاء النفط والغاز، وهي في وضع يمكّنها من مساعدة الدول الأخرى في المنطقة.

إذ دفعت احتياطيات النفط الهائلة غير المستغلة في المنطقة الكردية وعقود تقاسم الإنتاج المربحة والبيئة الآمنة، شركات النفط الدولية إلى الالتزام باستثمار مليارات الدولارات هناك، خلال السنوات الأخيرة.

وقال بارزاني -الشهر الماضي- إنه استكشف "إمكانات الغاز الضخمة في كردستان" باجتماع مع وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي.

وكتب -في تغريدة بموقع التواصل الاجتماعي تويتر- أن فِرقًا من الحكومتين ناقشت أيضًا الاستثمار في الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مجال الطاقة.

كردستان العراق
جانب من مباحثات رئيس حكومة كردستان العراق في قطر

النفط والغاز في كردستان العراق

تعمل حكومة إقليم كردستان على تطوير موارد النفط والغاز بشكل مستقل عن الحكومة الفيدرالية، وفي عام 2007 سنّت قانونها الخاص الذي أرسى التوجيهات التي ستدير المنطقة بموجبه هذه الموارد.

إلّا أن المحكمة الفيدرالية العراقية رأت الشهر الماضي أن قانون النفط والغاز الذي ينظّم صناعة النفط في كردستان العراق غير دستوري.

كما طالبت السلطات الكردية بتسليم إمداداتها من الخام، ووصفَ بارزاني الخطوة بأنها "ظلم فادح".

هجوم إيراني في كردستان العراق

في سياقٍ متصل، قال مسؤولون عراقيون وأتراك، إن خطة ناشئة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز -بمساعدة إسرائيل- هي جزء مما أغضب إيران ودفعها لضرب العاصمة الكردية أربيل بصواريخ باليستية هذا الشهر.

وأوضح الحرس الثوري الإسلامي الإيراني أن الضربة أصابت "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية في أربيل في 13 مارس/آذار، وكانت انتقامًا لغارة جوية إسرائيلية قتلت اثنين من أعضائها في سوريا.

إلّا أن اختيار الهدف حيّر العديد من المسؤولين والمحللين، إذ أصابت معظم الصواريخ (فيلا) رجل أعمال كردي يعمل في قطاع الطاقة في إقليم كردستان، حسبما أفادت رويترز.

مصالح الطاقة كلمة السر

قال المسؤولون، إنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لكن الدافع الرئيس كان خطة لضخّ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا، بمشاركة إسرائيل.

إذ قال مسؤول أمني عراقي: "كان هناك اجتماعان مؤخرًا بين مسؤولي الطاقة والمتخصصين الإسرائيليين والأميركيين في الفيلا لمناقشة شحن غاز كردستان إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد".

وهو ما يضع هجوم إيران على أربيل في سياق مصالح الطاقة للّاعبين الإقليميين، وليس هجومًا عسكريًا إسرائيليًا واحدًا على الحرس الثوري الإيراني، كما ورد على نطاق واسع.

قالت المصادر العراقية والتركية والغربية، إن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس سياسيًا لإيران والمنطقة: خطة تصدير الغاز قد تهدد مكانة إيران بصفتها موردًا رئيسًا للغاز للعراق وتركيا، بينما لا يزال اقتصادها يعاني من العقوبات الدولية.

وتعثّرت جهود إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب في الأسابيع الأخيرة، ما يلقي بظلال من الشك على احتمالات رفع العقوبات عن طهران، بما في ذلك قطاع الطاقة لديها.

الغاز الطبيعي - تركيا
خطوط نقل الغاز في تركيا - أرشيفية

مشروعات الغاز بين تركيا وإسرائيل

يأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل -أكبر أعداء إيران في المنطقة- وتركيا على تعزيز العلاقات، وتتطلع إلى مزيد من التعاون في مجال الطاقة، إذ تهدد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا بنقص حادّ في جميع أنحاء أوروبا.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، إن تركيا وإسرائيل يمكنهما العمل معًا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا، كما التقى أردوغان برزاني، وقال، إن أنقرة تريد توقيع اتفاق لتوريد الغاز الطبيعي مع العراق.

وقال أحد المسؤولين الأتراك: "توقيت الهجوم في أربيل مثير للغاية. يبدو أنه كان موجهًا بشكل أكبر إلى صادرات الطاقة في شمال العراق، والتعاون المحتمل الذي قد يشمل إسرائيل".

وأضاف المسؤول: "أُجريَت بعض المحادثات بشأن صادرات الغاز الطبيعي لشمال العراق، ونعلم أن العراق والولايات المتحدة وإسرائيل شاركت في هذه العملية، وتركيا تؤيد ذلك أيضًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق