كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

كورونا يقوّض هدف الوصول الشامل إلى الكهرباء بحلول عام 2030

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تفشي الوباء منذ بدايته حرم نحو 100 مليون شخص إمكان الحصول على الكهرباء
  • سيظل 2.4 مليار شخص دون إمكان الوصول إلى الطهو النظيف بحلول عام 2030
  • الحصول على الكهرباء أمر ضروري للتنمية الاقتصادية في بلدان جنوب الكرة الأرضية
  • تسبب وباء كوفيد 19 في تلاشي الطلب على الكهرباء المتجددة خارج الشبكة
  • ما يزال 2.6 مليار شخص لا يستطيعون الوصول إلى مواقد الطهو النظيفة

أدت عمليات الإغلاق المتقطعة نتيجة تفشي وباء كورونا في جميع أنحاء جنوب الكرة الأرضية إلى تدنّي الدخل في أفقر المجتمعات، وتسبب ذلك في تلاشي الطلب على الكهرباء المتجددة خارج الشبكة والوصول للطهو النظيف، وعاد الناس إلى استخدام الشموع والحطب في الإضاءة والتدفئة.

ونظرًا إلى أن تفشي الوباء منذ بدايته حرم نحو 100 مليون شخص إمكان الحصول على الكهرباء، أصبح قطاع الكهرباء المتجددة خارج الشبكة بحاجة إلى دعم عاجل في سبيل تحقيق هدف التنمية المستدامة السابع للأمم المتحدة، وضمان وصول الطاقة للجميع.

ووفقًا للبنك الدولي، يعيش نحو 760 مليون شخص دون كهرباء، ويعاني مليار آخر الكهرباء غير الموثوقة في منازلهم وأعمالهم، ولا يزال 2.6 مليار شخص لا يستطيعون الوصول إلى مواقد الطهو النظيفة، حسبما نشر موقع "إنرجي مونيتور" في 22 مارس/آذار الجاري.

جدير بالذكر أن هدف التنمية المستدامة السابع للأمم المتحدة يسعى إلى ضمان الوصول إلى طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة بأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030.

وقال رئيس برنامج الوصول إلى الطاقة في منظمة الطاقة المستدامة للجميع (إس إي فور أوول) التي أسستها الأمم المتحدة، جيم بوركارو: إن هدف تحقيق الوصول الشامل إلى الطاقة للجميع بحلول عام 2030 تراجع إلى حد كبير في عام 2020.

وأضاف أن التراجع في الوصول إلى الكهرباء والطهو النظيفين، انعكس في الواقع في العديد من بلدان جنوب الكرة الأرضية.

الانعكاسات القاتمة لتفشي الوباء

يحتاج الناس إلى الحصول على خدمات كهرباء موثوقة وميسورة التكلفة، من أجل صحتهم ونظافتهم ورفاههم وتعليمهم وإعداد الطعام.

وتشمل هذه الخدمات عادةً تدفئة الأماكن أو تبريدها، والإضاءة وتسخين الماء، والطهو والتبريد، فضلًا عن الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة للدراسة والعمل والتواصل الاجتماعي والترفيه وتلقي الرعاية الصحية.

كورونا والطلب على الكهرباء والفحم - مصارفتُجدر الإشارة إلى أن معدل الوصول إلى الكهرباء نما بنحو 6 أضعاف، في العقد الماضي، ما أتاح لـ470 مليون شخص إمكان الوصول إلى الكهرباء، وخلق أكثر من 370 ألف وظيفة ومنع انطلاق 74 مليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وحصل أكثر من مليار شخص على الكهرباء منذ عام 2010، وبحلول عام 2019، كان 90% من سكان العالم يحصلون على الكهرباء.

وتقدر مؤسسة روكفلر الخيرية -ومقرها الولايات المتحدة- أنه منذ بداية تفشي وباء كورونا فقدَ 100 مليون شخص إمكان الحصول على الكهرباء.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، انخفضت معدلات الوصول إلى الكهرباء في الدول الأفريقية جنوب الصحراء للمرة الأولى منذ عام 2013.

وينطبق الشيء نفسه على الوصول إلى الطهو النظيف، إذ سيظل 2.4 مليار شخص دون إمكان الوصول إليه بحلول عام 2030، بموجب السياسات الحالية والمعلنة.

وعلاوة على ذلك، يحتوي جزء صغير فقط من حزم تحفيز التعافي من تداعيات وباء كورونا على مكونات الوصول إلى الكهرباء، ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في تهميش التمويل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار رئيس برنامج الوصول إلى الطاقة في منظمة الطاقة المستدامة للجميع (إس إي فور أوول) التي أسستها الأمم المتحدة، جيم بوركارو، إلى أن الطهو خصوصًا شهد تباطؤًا ملحوظًا في دول آسيا والدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.

وبيّن أن قطاع الكهرباء شهد انخفاض مبيعات الأنظمة المعيارية الصغيرة خارج الشبكة بنحو 20%، في عام 2020، مشيرًا إلى أن المبيعات ظلّت على حالها تقريبًا منذ ذلك الحين، حسبما نشر موقع "إنرجي مونيتور".

وقال نائب رئيس برنامج جنوب آسيا في شركة صناديق مديري ومستشاري الاستثمار الاجتماعي (إس آي إم إيه فندز)، أريفاز هاغان جي دي: إن المؤسسة تتوقع بلوغ قيمة سوق الطاقة الشمسية خارج الشبكة من 3 إلى 4 مليارات دولار بحلول عام 2020.

وأضاف أن قيمة السوق وصلت فقط إلى نحو 1.75 مليار دولار في عاميْ 2015-2016، ووصلت قيمته إلى نحو 55-60% فقط من التقديرات الأولية، بحلول عام 2020.

وأشار تحليل شركة صناديق مديري ومستشاري الاستثمار الاجتماعي (إس آي إم إيه فندز)، لعام 2021، إلى أن العديد من الشركات شهدت انخفاضًا في المبيعات وزيادة التكاليف ومحدودية الاحتياطيات النقدية وتراجُع موارد التمويل.

وأفاد تحليل الشركة -بشأن الشركات العاملة في مجال الوصول إلى الكهرباء المؤهلة للحصول على تمويل إغاثة التعافي من وباء كورونا في 50 دولة- بأن 77% من المقترضين المحتملين طلبوا مساعدة مالية طارئة لمجرد الحفاظ على العمل المعتاد.

مشكلة الطاقة في أفريقيا

تحمّلت منطقة الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى -موطن 3 أرباع السكان المحرومين من الكهرباء- أعباء ثقيلة نتيجة تفشي وباء كورونا.

وارتفع عدد المحرومين من الكهرباء إلى أكثر من 590 مليونًا في عام 2020، بزيادة قدرها 13 مليون شخص، أو 2%، عن عام 2019، وفقًا لتوقعات الطاقة العالمية لعام 2020 الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية.

الكهرباء في أفريقيا- أزمة الكهرباء في أفريقيا
أزمة الكهرباء تؤثر في دراسة الأطفال في أفريقيا- أرشيفية

وتضمّ تنزانيا وساحل العاج 70% من السكان الذين لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف الكهرباء.

وقد ألغت الحكومات المحلية في هاتين الدولتيْن دعمها للحصول على الكهرباء.

وألغت الحكومة في كينيا إعفاءها لضريبة القيمة المضافة على منتجات الطاقة الشمسية لمدة عام في 2020.

وفي أوغندا عُلّقت الإعانات العامة لبرنامج الحصول على الكهرباء، في حين أعادت السلطات في جنوب أفريقيا توجيه الأموال إلى برامج ومرافق الصحة والرعاية الاجتماعية على حساب التوسع في كهربة الريف.

وأدى ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى منع الحكومات من تقديم الدعم.

ومن جهتها، تقدر وكالة الطاقة الدولية أن النصف الأول من عام 2020 ارتفعت خلاله مخاطر الصناديق السيادية الأفريقية التي يتصورها المستثمرون، علاوة على ارتفاع تكلفة الاقتراض طويلة الأجل، بنسبة 2% مقارنة بنهاية عام 2019، لتصل إلى 7%.

وانخفض إجمالي عدد منتجات الطاقة الشمسية المبيعة في أفريقيا بأكثر من 10% في النصف الأول من عام 2020.

وفي البلدان الأفريقية الكبيرة -مثل إثيوبيا- أثرت إجراءات الإغلاق في سلاسل توزيع الوصول إلى الكهرباء، وانخفضت المبيعات بنسبة 20% في النصف الأول من عام 2020، وفقًا لجمعية الإضاءة العالمية خارج الشبكة.

وأدت الاضطرابات في سلاسل التوريد الأولية، في أسواق أخرى، مثل زامبيا وأوغندا، إلى إعاقة مركة سلسلة الواردات.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، أطلقت شركة صناديق مديري ومستشاري الاستثمار الاجتماعي (إس آي إم إيه فندز) صندوق إغاثة الوصول إلى الكهرباء، الذي جمع 68 مليون دولار في أول دعوة لجمع الأموال، ويستهدف الصندوق أكثر من 80 مليون دولار.

ويهدف صندوق إغاثة الوصول للكهرباء إلى توفير الوصول إلى الكهرباء لما لا يقل عن 20 مليون شخص في الدول الأفريقية جنوب الصحراء وآسيا.

ويقدّم الصندوق -وهو أول مشروع تعاون من نوعه بين 16 حكومة ومؤسسة ومستثمرًا- رأس مال إغاثة في شكل قروض قصيرة الأجل وغير مضمونة ومنخفضة التكلفة ومدعومة لنحو 100 شركة أفريقية وآسيوية، للحصول على الكهرباء التي يعانون الاضطرابات التي يسببها الوباء.

ويرى المحللون أن الحصول على الكهرباء أمر ضروري للتنمية الاقتصادية في بلدان جنوب الكرة الأرضية، ولكن مصادر الطاقة المتجددة خارج الشبكة ستكون أساسية للحصول على الكميات المطلوبة دون التسبب في زيادة الانبعاثات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق