تقارير الغازالتقاريررئيسيةغاز

نيجيريا.. الأسر تواجه ارتفاع أسعار غاز الطهي باستخدام الحطب والفحم

وسط انخفاض في الواردات بسبب فرض الضرائب

مي مجدي

استيقظ مواطنو نيجيريا مؤخرًا على ارتفاع جنوني في أسعار غاز النفط المسال أو المعروف بـ"غاز الطهي"، ما دفع أغلب الأسر إلى استخدام الحطب والفحم.

وتشير الدلائل إلى أن طقوس احتفالات أعياد الميلاد ستتأثر حال ارتفاع أسعار غاز الطهي إلى 10 آلاف نايرا نيجيرية (24.33 دولار أميركي) بحلول ديسمبر/كانون الأول.

إذ شهدت بعض الأجزاء من مدينة لاغوس بيع أسطوانة الغاز البالغ وزنها 12.5 كيلوغرامًا من 9 آلاف إلى 9 آلاف و500 نايرا نيجيرية مقارنة بـ 3 آلاف و500 نايرا في فبراير/شباط، بحسب موقع ذا صن.

(1 نايرا نيجيرية= 0.0024 دولارًا أميركيًا)

كريسماس قاتم

مع حركة الأسعار الحالية، ستؤدي زيادة الطلب على غاز الطهي في نيجيريا إلى التأثير في احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.

وأرجعت بعض الجهات المعنية داخل سلاسل قيمة غاز النفط المسال، التكلفة المرتفعة إلى تقلبات أسعار الصرف الأجنبي، وارتفاع أسعار النفط الخام العالمية، وعدم كفاية المخصصات لغاز النفط المسال في السوق المحلية، والبنية التحتية الرديئة، إلى جانب إعادة فرض رسوم جمركية بنسبة 7.5% على غاز النفط المسال المستورد.

وكشفت صحيفة ديلي صن أن بائعي المواد الغذائية عادوا إلى استخدام الحطب، بعد توقّف دام سنوات، بسبب ارتفاع تكلفة غاز الطهي.

نيجيريا
موقد للطهي يعمل بغاز النفط المسال

وبالنسبة للأسر، قلّلت العائلات من عادات الطهي إلى مرة أو مرتين يوميًا، بينما حلّت الحبوب محلّ الأطعمة الصلبة.

وقالت ربة منزل في منطقة أبو إيغبا بمدينة لاغوس، إن الحبوب أصبحت الوجبة الرئيسة لأطفالها، بينما أصبح استخدام الماء الساخن للاستحمام رفاهية منذ ارتفاع الأسعار.

عدم التنسيق

في حين علّق نائب رئيس الرابطة النيجيرية لغاز النفط المسال، فيليكس إيكوندايو، بأن قرار دائرة الجمارك النيجيرية بزيادة محركات الإيرادات أدى إلى تحصيل ضريبة القيمة المضافة بأثر رجعي على غاز النفط المسال المستورد والمستهلك.

وقال، إن الجمارك أخطرت مستوردي غاز النفط المسال بخططها لتحصيل 7.5% ضريبة القيمة المضافة على غاز النفط المسال المستورد.

ونتج عن ذلك تعليق المستوردين الواردات، ومن ثم انخفضت واردات غاز النفط المسال بنحو 50% في شهر سبتمبر/أيلول.

ويرى فيليكس إيكوندايو أن السبب يرجع إلى عدم التنسيق بين وزارة المالية والجمارك، ففي الوقت الذي وعدت فيه الوزارة بإخطار دائرة الجمارك بتعليق تحصيل ضريبة القيمة المضافة، لم تتلقَّ الأخيرة أيّ أوامر بذلك.

من جانبه، أكد الأمين التنفيذي لجمعية مسوّقي النفط المسال النيجيري، باسي إيسيان، في أكتوبر/تشرين الأول أن الحكومة بحاجة إلى مراجعة رسوم الاستيراد وضريبة القيمة المضافة التي قُدّمت مؤخرًا، وإلّا سترتفع أسعار غاز الطهي إلى 10 آلاف نايرا نيجيرية.

رئيس نيجيريا محمد بخاري
الرئيس النيجيري محمد بخاري

قطع الأشجار

على الجانب الآخر، حذّرت مجموعة "ائتلاف قادة الشباب الجنوبي الشرقي" من أن التكلفة العالية لغاز الطهي تدفع معظم العائلات النيجيرية إلى استخدام الحطب والفحم.

وأوضحت المجموعة أن 70% من النيجيريين الذين كانوا يستخدمون الغاز للطهي عادوا إلى استخدام الحطب والفحم، وتُقطّع الأشجار كل دقيقة على مدار اليوم بهدف الطهي، بحسب موقع ديلي بوست.

وحثّت الرئيس النيجيري محمد بخاري على اتخاذ إجراء عاجل للحدّ من ارتفاع الأسعار، مضيفةً أن الإهمال الحكومي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الغابات والنظام البيئي.

تناقضات

قبل أيام قليلة، وعدت أكثر من 100 دولة -من ضمنها نيجيريا- بوضع حدّ لإزالة الغابات بحلول 2030، خلال مشاركتها في مؤتمر كوب 26 الأخير في غلاسكو.

في الوقت نفسه، تمتلك نيجيريا أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في أفريقيا، وخامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال.

وتنتج نيجيريا محليًا نحو 35% فقط، وتستورد 65% من غاز النفط المسال.

ومع توقّف مستوردي غاز النفط المسال عن الاستيراد بسبب فرض الضرائب، ارتفعت الأسعار.

ويرى محللون أنه على الرئيس بخاري التدخل لرفع جميع الضرائب المفروضة على غاز الطهي، والسعي لتوفيره بأسعار معقولة مناسبة للعائلات.

وتُعدّ هذه خطوة لمنع تدمير الغابات في نيجيريا، والتي تلعب دورًا رئيسًا في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق