تقارير الكهرباءالتقاريررئيسيةكهرباء

الكهرباء المتجددة.. أمل الاتحاد الأوروبي في خفض الانبعاثات

مي مجدي

تتزايد المؤشرات على أن الكهرباء المتجددة ستشغل حيزًا كبيرًا من خطط الاتحاد الأوروبي المستقبلية لخفض الانبعاثات ومساعدته في تحقيق الحياد الكربوني، ولا سيما أن القارة العجوز تعُد ثالث أكبر مصدر للانبعاثات العالمية بعد الصين، التي احتلت المرتبة الأولى، والولايات المتحدة ثانيًا.

فأوروبا كانت من أولى المناطق في العالم التي شهدت ثورة صناعية ضخمة، وأسهمت في إصدار 33% من الانبعاثات العالمية، رغم أنها تشكل 10% فقط من سكان العالم.

ومع ذلك، استطاعت 27 دولة في الاتحاد الأوروبي خفض انبعاثات الكربون على مدى العقدين الماضيين، من خلال الاعتماد على الطاقة المتجددة وتقليل إنتاج الوقود الأحفوري القذر.

تبني الأهداف المستدامة

مع تبني السياسات الفعالة، تمكنت دول الاتحاد الأوروبي من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 17% في العقد الماضي، حسب تقرير لموقع "إنرجي مونيتور".

وبين عامي 2017، و2018، كانت دول الاتحاد الأوروبي الوحيدة -من بين أكبر 5 مناطق مسببة لانبعاثات الكربون- التي خفضت انبعاثاتها بنسبة 2%.

حجم الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (13 ديسمبر 2021)

كما حدد صناع السياسة في الاتحاد الأوروبي كيفية خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

قطاع الكهرباء

مع أن الكهرباء لا تمثل سوى 22% من الاستهلاك النهائي للطاقة في أوروبا؛ فإن استخدام مصادر نظيفة في هذا القطاع سيكون عاملًا حاسمًا لتحقيق الحياد الكربوني.

ووفقًا لخريطة طريق الحياد الكربوني (نت زيرو باثواي) الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية والمنشورة في مايو/أيار 2021، سيتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء بين عامي 2020 و2050.

وستزيد حصة الصلب المنتج من أفران القوس الكهربائي (تُستخدم في صهر خُردة الصُلب) من 20% إلى 53%.

كما أن حصة السيارات الكهربائية سترتفع من 1% إلى 53%، وستلبي المضخات الحرارية 55% من الطلب على التدفئة مقارنة بـ7% -حاليًا-.

تطور قطاع الكهرباء في أوروبا

أما عن حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء؛ فستتطور بمرور الوقت.

ومن أجل تحقيق ذلك، سيتعين على بلدان الكتلة أن توفر 68% من حصة الكهرباء المتجددة بحلول عام 2030 للوصول إلى هدف الحياد الكربوني في 2050.

ومع تراجع الصناعات الثقيلة واعتماد أنظمة الكهرباء على الطاقة الخضراء، انخفضت انبعاثات الكربون بمقدار الربع تقريبًا على مدار العقود الـ3 الماضية.

فأوروبا كانت مسؤولة عن 8% فقط من الانبعاثات العالمية في عام 2020، مقارنة بـ17% في عام 1990.

كما انخفضت حصة الاتحاد الأوروبي من الانبعاثات العالمية بمقدار الثلثين منذ الستينات.

بولندا - توليد الكهرباء من الفحم
محطة بلشاتو لتوليد الكهرباء بالفحم في بولندا

العدالة المناخية

بيد أن اتفاقيتي باريس وغلاسكو للمناخ تلزمان الدول المتقدمة بتحمل المسؤولية الكبرى، ومن هنا جاءت فكرة الحصص العادلة في مكافحة تغير المناخ.

ويعني ذلك أن الدول التي تتحمل مسؤوليات تاريخية أكبر عن إصدار انبعاثات الكربون، يجب عليها إزالة الكربون على نحو أسرع.

ووفقًا لتقييم الخطط الوطنية لإزالة الكربون من مؤسسة الأبحاث (كليمت آكشن تراكر)، ستسهم إجراءات سياسات الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على درجات الاحتباس الحراري العالمية بمعدل أدنى من درجتين مئويتين، لكن عند النظر إليها من منظور الحصص العادلة، سيُسهم الاتحاد الأوروبي في ارتفاع درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية.

كما تشير خريطة الكهرباء التي نشرها موقع "إنرجي مونيتور" إلى أن الاتحاد الأوروبي يحزر تقدمًا كبيرًا في الخطط الرامية إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكن هذه الخطط لن تحقق انتقالًا عالميًا منصفًا للطاقة.

خريطة الكهرباء الأوروبية

تسلط الخريطة الضوء على حصة الكهرباء المولدة من مصادر مختلفة؛ فقد نمت قدرة الطاقة المتجددة في الدول الإسكندنافية خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

فالدنمارك تعتمد على طاقة الرياح، في حين تركز النرويج على الطاقة الكهرومائية، ويأتي أكبر استهلاك للسويد من الوقود الحيوي.

وأدى اعتماد بعض الدول الأوروبية على توربينات الرياح والألواح الشمسية إلى انخفاض استخدام الفحم بمعدلات قياسية تصل إلى النصف تقريبًا في السنوات الـ5 الماضية.

برنامج فرنسا للطاقة المتجددة
مشروعات الطاقة المتجددة - أرشيفية

وتمثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية 63% من توليد الكهرباء في الدنمارك، بينما تشكل 33% في ألمانيا.

أما دول أوروبا الشرقية؛ فما تزال تعتمد على الفحم في توليد الكهرباء.

وتأتي بلغاريا ورومانيا من أكثر الدول اعتمادًا على الفحم في الاتحاد الأوروبي، وينفقان ملايين الدولارات لمواصلة حرق الفحم.

في حين لم يتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بعد باعتبار الطاقة النووية مصدرًا نظيفًا للطاقة، ففرنسا تنوي استمرار الاستثمار في الطاقة النووية، في حين ترى ألمانيا أن الوقت قد حان للابتعاد عنها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق