التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير منوعةروسيا وأوكرانيامنوعات

المنقذ المنبوذ.. الفحم يعود لتوليد الكهرباء في غياب الغاز الروسي

وبريطانيا تدرس استخدامه للحفاظ على الإنارة في الشتاء المقبل

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الفحم مسؤول عن نحو 20% من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
  • إيقاف تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم كان سابقًا لأوانه
  • إيقاف تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم يجب أن يتم بشكل مدروسٍ وحَذِر
  • المحطات في أوروبا استهلكت 51% أكثر من الفحم للكهرباء في مطلع مارس
  • أسعار الفحم قد تتجاوز 500 دولار للطن هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الغاز

يُعدّ الفحم المستخدم لتوليد الكهرباء سهل الاستبدال نسبيًا، نظرًا إلى وجود بدائل متجددة متاحة منذ عقود.

ومن بين أنواع الوقود الأحفوري الـ3، التي تشمل النفط والغاز الطبيعي، يُعدّ الفحم أكبر ملوِّث مناخي، نظرًا إلى أنه مسؤول عن نحو 20% من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ يُسهم حرق الفحم في مفاقمة التأثيرات البيئية بما في ذلك تلوث الهواء.

ونتيجة احتدام الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفي ظل أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا، يعود توليد الكهرباء بالفحم إلى الانتعاش رغم ضغط الحكومات، من أجل زيادة استخدام الطاقة النظيفة، حسبما نشر موقع "فوكس بيزنس" الأميركية، مؤخرًا.

ويرى الرئيس التنفيذي لجمعية التعدين الوطنية الأميركية ريتش نولان أن إيقاف تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم كان سابقًا لأوانه، وشبّه استغناء أسواق الكهرباء الأوروبية وفي الولايات المتحدة عن الفحم ببيع المنزل والانتقال إلى منزل لم لم يُبنَ بعد.

وتابع نولان قائلًا إن إيقاف تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم يجب أن يتم بشكل مدروسٍ وحَذِرٍ بمرور الوقت.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن بيانات معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية في ألمانيا أن المحطات في أوروبا استهلكت 51% أكثر من الفحم للكهرباء في الأسبوع الأول من مارس/آذار مقارنة بالعام السابق، بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والاعتماد على الغاز الروسي.

ارتفاع الطلب على الفحم

على الرغم من ارتفاع أسعار الفحم، بما في ذلك أسعار معظم السلع الأخرى، أصبحت المرافق الأوروبية تعتمد كثيرًا على الفحم، الذي يُعدّ أقذر أنواع الوقود الأحفوري، للحصول على الكهرباء، إذ تحاول دول أوروبا تقليل اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي.

وقالت شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، الأسبوع الماضي، إن أسعار الفحم قد تتجاوز 500 دولار للطن هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار الغاز، ما قد يتسبب في لجوء الدول الأوروبية إلى الفحم.

وبلغت أسعار الفحم 462 دولارًا للطن يوم الخميس 10 مارس/آذار الجاري، ارتفاعًا من 186 دولارًا في 23 فبراير/شباط، قبل غزو روسيا لأوكرانيا، وفقًا لأبحاث شركة ريستاد إنرجي.

وذكرت الشركة أن روسيا تُعدّ أكبر مورد للفحم الحراري في أوروبا، مضيفة أنه وفقًا لبيانات نظام الإحصاء الأوروبي "يوروستات" زوّدت روسيا الدول الأوروبية بـ36 مليون طن من الفحم الحراري العام الماضي، وهو ما يمثّل 70% من إجمالي واردات الفحم الحراري.

وأشارت ريستاد إلى أنه على الرغم من أن إجمالي الطلب على الفحم كان في اتجاه تنازلي خلال العقد الماضي، فإن محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في أوروبا أصبحت أكثر اعتمادًا على الفحم الروسي ونمت حصة روسيا في السوق بشكل كبير.

محطة فحم - توليد الكهرباء من الفحم
محطة لتوليد الكهرباء من الفحم - أرشيفية

احتياطيات الفحم في الولايات المتحدة

قال الرئيس التنفيذي لجمعية التعدين الوطنية الأميركية ريتش نولان إنه يمكن لمنتجي الفحم في الولايات المتحدة فعل المزيد لمساعدة أوروبا في أزمة الطاقة، خصوصًا أن أميركا لديها احتياطيات من الفحم أكثر من أي دولة أخرى في العالم.

وصُنِّفَت الولايات المتحدة الدولة الأولى من حيث احتياطيات الفحم المؤكدة عالميًا، إذ تمثّل 22% بدءًا من 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وأشارت الوكالة إلى أن صادرات الفحم الأميركية وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 126 مليون طن في 2012 وفي 2020، وانخفض هذا الرقم إلى نحو 69 مليون طن.

ولا يقتصر الدافع وراء الاستغناء عن الفحم على المخاوف المناخية، إذ كان الغاز الطبيعي يحل محل الفحم لسنوات، في أميركا، لأسباب اقتصادية، على الرغم من أن الفحم قد انتعش مؤخرًا بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وسط الصراعات الخارجية.

الاستغناء عن الفحم

منذ اتفاقية باريس في عام 2015، حددت العديد من البلدان أهدافًا للوصول إلى الحياد الكربوني، الذي تتطلب عادةً التخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم غير المزودة بتكنولوجيا باهظة الثمن مصممة لاحتجاز الانبعاثات.

وقد أغلقت النمسا وبلجيكا والسويد آخر محطات الفحم لديها، وتخطط بريطانيا لإغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم بحلول عام 2024، في حين لم تتعهد الولايات المتحدة بذلك حتى الآن.

وتُعد الصين أكبر مستهلك للفحم في العالم، تليها الهند والولايات المتحدة.

استخدام الفحم في توليد الكهرباء

أجرت بريطانيا مناقشات استكشافية مع شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف" بشأن فرصة الاحتفاظ بمحطة "ويست بورتون" لتوليد الكهرباء التي تعمل بالفحم بعد نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، وفقًا لما نشره موقع "بولي إنسايد" الهندي، نقلًا عن صحيفة التايمز البريطانية.

وأعلنت شركة كهرباء فرنسا أن خطة الاستغناء عن الفحم تتمثل في بدء إيقاف تشغيل الوحدتين الأخيرتين في البلاد بداية أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقد اُتُّخِذ العديد من الإجراءات لتحقيق ذلك، ومن بينها تقليل أعداد الموظفين في الموقع وتقليل مخزون الفحم.

ومن ناحيتها، أفادت محطة "دراكس" لتوليد الكهرباء في بريطانيا بأنه لم يتم الاتصال بها للإبقاء على وحدتي فحم مفتوحتين، ومن المقرر إغلاقهما في سبتمبر/أيلول.

وتشعر الحكومة البريطانية بالقلق إزاء تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على المنازل والشركات وكذلك على التضخم.

وقد كانت خطة بريطانيا للتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2024 جزءًا أساسيًا من حملة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر المناخ كوب 26 العام الماضي.

ومن شأن وجود خيار استخدام المزيد من الفحم أن يوفر بعض الحماية إذا قُللت كميات الغاز، ولكن يمكن أن يساعد البلاد على تقليل استخدام الغاز إذا ظلت الأسعار مرتفعة.

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية في بريطانيا، فإن تشغيل محطات الفحم في البلاد يُعدّ مسألة تجارية، مشيرة إلى أن الوزارة لم تتقدم بأي طلب رسمي إلى شركة كهرباء فرنسا بهذا الخصوص.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق