التقاريرتقارير السياراتتقارير الكهرباءرئيسيةسياراتعاجلكهرباء

الفحم يهدد نجاح خطة بايدن للتحول إلى السيارات الكهربائية (دراسة)

أمل نبيل

يهدد الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لخفض انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2035، بقيمة تريليونيْ دولار، التي تستهدف الوصول إلى الحياد الكربوني في قطاع الكهرباء وبناء 1.5 مليون منزل موفر للطاقة.

واتخذ الرئيس الأميركي خطوات فاعلة في طريق دعم الطاقة النظيفة في نهاية عام 2021، عندما تعهّد بأن تستحوذ مبيعات السيارات الكهربائية على 50% من مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة بحلول 2030.

وترى دراسة نُشرت حديثًا في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية" أن السيارات الكهربائية أصبحت أرخص ثمنًا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، لذلك يجب أن تؤدي دورًا في القضاء على انبعاثات غاز الاحتباس الحراري التي تصدر من السيارات كثيفة الاستهلاك للغاز.

لكن تأثير السيارات الكهربائية في أزمة المناخ يمكن أن يكون أقل من التوقعات الحالية إذا لم تصاحبه إجراء تغييرات مهمة في قطاع الكهرباء، وفقًا لموقع إنفيرس.

وتدعو النتائج إلى التساؤل عن قدرة السيارات الكهربائية على تعويض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون داخل نظام الطاقة الحالي.

الفحم ينتج 61% من الانبعاثات

وجد الباحثون أنه دون إجراء تغييرات جوهرية لتعزيز قطاع الطاقة المتجددة، فإن الانبعاثات المتزايدة من تشغيل السيارات الكهربائية وفقًا لخطة بايدن، ستعادل أكثر من نصف الانبعاثات الناتجة عن وجود عدد أقل من المركبات التي تعمل بالبنزين.

ومن الطبيعي أن يرتفع الطلب على الكهرباء، مع زيادة أعداد السيارات الكهربائية على الطرق، وما زال الوقود اللازم لتوليد الكهرباء يأتي أساسًا من مصدرين شديدي التلوث، وهما الغاز الطبيعي والفحم.

بمعنى آخر، ستفقد الولايات المتحدة أكثر من نصف المكاسب المتوقعة من استبعاد السيارات التي تعمل بالغاز من الطرق السريعة، إذا لم تُعالج مشكلة الطلب المتزايد على الكهرباء.

ويستحوذ الفحم على حصة كبيرة من الانبعاثات الصادرة عن السيارات الكهربائية، وينتج الفحم 24% فقط من الكهرباء في الولايات المتحدة، لكنه يمثل 61% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ عام 2019، وفقًا لوكالة حماية البيئة.

ويرتبط تحقيق الوعود الحكومية المستمرة للتحول نحو استخدام السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة على خفض استهلاك أميركا من الفحم في السنوات المقبلة.

محطة لتوليد الفحم
محطة لتوليد الكهرباء من الفحم

وتخطط وكالة حماية البيئة لاقتراح قانون يجبر العديد من المحطات التي تعمل بالفحم على تحديث نظم ترشيح لمعالجة مياه الصرف الصحي من الزرنيخ والملوثات الأخرى قبل وصولها إلى مياه الشرب.

وتعمل الوكالة على تطبيق معايير جديدة تهدف إلى التخلص من رماد الفحم السامّ، وتخطط لوقف قرابة 500 من عمليات التجميع السطحي غير المبطن للنفايات الناجمة عن حرق الفحم مثل الزئبق والكادميوم والزرنيخ، لمنع وصولها إلى المياه القريبة.

محطات الفحم الأميركية قد تشكل 85% من إغلاقات سعة توليد الكهرباء

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل، ماثيو كوتشن، الذي شارك في إعداد الدراسة: "توضح دراستنا أن الطلب المتزايد على الكهرباء دون سياسات تكميلية لتعزيز المزيد من مصادر توليد الطاقة المتجددة، من المرجح أن يزيد الطلب على الكهرباء المنتجة من محطات الفحم".

ومن المتوقع أن تمثّل محطات الفحم 85% من إجمالي إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة الأميركية، تليها محطات الغاز الطبيعي والطاقة النووية بنحو 8% و5% على التوالي.

تفاصيل الدراسة

لا يعارض الباحثون خطة بايدن لتبني السيارات الكهربائية، إذ توصلت الدراسة إلى أن تغيير السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي بما يقرب من 60 مليون سيارة كهربائية سيسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بما يتراوح بين 171 و235 مليون طن متري في عام 2030.

وقال كوتشن: "يتعيّن على راغبي شراء السيارات الكهربائية الاستمرار في عملية الشراء، لأنها ما تزال أفضل بشكل عام على البيئة من السيارات التي تعمل بالبنزين".

وأضاف: "من المهم ألا نبالغ في تقدير الفوائد المحتملة من التحول إلى السيارات الكهربائية في النظام الحالي للطاقة".

ووفقًا للدراسة، ستُسهم زيادة الطلب على الكهرباء جراء استخدام السيارات الكهربائية في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 104 إلى 114 مليون طن متري في عام 2030، والفحم هو الجاني الرئيس.

وأضاف كوتشن أن التحول إلى استخدام السيارات الكهربائية دون تغيير مصدر الكهرباء لهذه السيارات لن يحقق الأهداف المناخية لإدارة بايدن.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن استخدام السيارات الكهربائية مفيد للبيئة، لأنها تحل محل السيارات التي تعمل بالبنزين، فإن الفوائد الناتجة من استخدامها تعتمد على مدى استخدام مصادر نظيفة للكهرباء في شحن بطاريات تلك السيارات.

الاستغناء عن الفحم

تؤكد الدراسة ضرورة التحول بشكل مُلحّ وعاجل إلى مصادر الطاقة المتجددة والاستغناء عن الفحم.

وتعهّدت إدارة بايدن بخفض انبعاثات الكربون في قطاع الكهرباء بحلول عام 2035، وبتخصيص 5 مليارات دولار لإنشاء محطات شحن السيارات الكهربائية، في حين تشير التقارير الحديثة إلى زيادة توليد الفحم في الولايات المتحدة بنسبة 17% خلال عامي 2020 و2021.

وعلى الرغم من انخفاض متوسط الانبعاثات الناتجة من قطاع الكهرباء، بنسبة 28% خلال العقد الماضي، وجد الباحثون زيادة 7% في الانبعاثات الهامشية خلال المدة الزمنية نفسها.

ويتوافق متوسط الانبعاثات مع الكثافة العامة لانبعاثات الكربون، لكن الانبعاثات الهامشية هي ما ينتج من زيادة الطلب على الكهرباء.

وعلى سبيل المثال، يزداد الطلب على الكهرباء مع تغيرات الطقس، إذ يزداد على الطاقة في يوم شتاء قارس البرودة غير متوقع في تكساس، أو بعد ظهر يوم ربيع حار في كاليفورنيا، إذ يشغّل الناس أجهزة التدفئة ومكيفات الهواء.

ويتزايد الاحتباس الحراري مع زيادة استهلاك الكهرباء.

السعة المطلوبة لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة في الولايات المتحدة
السعة المطلوبة لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة في الولايات المتحدة

وترى الدراسة أن خطة إدارة بايدن لإحلال السيارات الكهربائية تبالغ في تقدير تخفيضات الانبعاثات الصادرة من السيارات الكهربائية في أي مكان بين 27 و114%، استنادًا إلى سياسات المناخ المستقبلي واتجاهات الانبعاثات.

الطاقة المتجددة.. شركة أميركية تطور جيلًا جديدًا من التكنولوجيا الشمسية

وتؤيد الدراسة أن تحقيق خطة بايدن المستدامة للسيارات الكهربائية يجب أن تتخلى تمامًا عن الفحم.

وقال كوتشن: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن السيارات الكهربائية لن تصبح شريان الحياة للفحم في المستقبل".

وأضاف: "في حين أن تكثيف إنتاج السيارات الكهربائية يُعد ضروريًا لنقل قطاع النقل إلى مستقبل أكثر اخضرارًا، نحتاج -أيضًا- إلى التركيز على مصادر نظيفة لإنتاج الطاقة المتجددة -مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- لتوليد الكهرباء.

وبلغ إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة العام الماضي 10.80 مليار كيلوواط/ساعة يوميًا، بحسب بيانات رسمية.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية نموّ سعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق في الولايات المتحدة بمقدار 21.5 غيغاواط في عام 2022.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق