كاليفورنيا تستعيد الحق في وضع قواعد مناخية للحد من انبعاثات السيارات
أمل نبيل
تعتزم ولاية كاليفورنيا التخلص تدريجيًا من السيارات التي تعمل بالوقود بحلول عام 2035، وفي خطوة داعمة لتحقيق هذا الهدف، أعادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى ولاية كاليفورنيا، السلطة لوضع قواعدها الخاصة، للحد من انبعاثات غاز الاحتباس الحراري من السيارات والشاحنات الصغيرة ومركبات الدفع الرباعي.
وخلال العام الماضي 2021، ارتفعت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بنسبة 6.2%، ويُعد قطاع النقل أكبر مصدر لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري فيها.
وتُعد ولاية كاليفورنيا إحدى الولايات الرائدة في مجال البيئة في أميركا، وعادة ما تتبع خطاها الولايات الأخرى، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب جرّدت الولاية من حقها في وضع قواعدها الخاصة بشأن التلوث الكربوني لآلاف السيارات التي تزدحم على الطرق السريعة في الولاية.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق ترمب إلغاء الحق الممنوح لولاية كاليفورنيا في وضع معايير أكثر صرامة للحد من تلوث السيارات، في خطوة أخيرة ضمن حملة واسعة لتقويض سياسات عهد أوباما الهادفة لمكافحة التغير المناخي.
والآن، سينعكس تراجع الرئيس الأميركي جو بايدن عن القرار الصادر في عهد ترمب، على قطاع النقل في جميع الولايات الأميركية، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
ومن المتوقع تراجع حصة مبيعات المركبات الخفيفة التي تعمل بالوقود في الولايات المتحدة إلى 72% بحلول 2050، مقارنة بـ92 % في 2021، مقابل 13% مبيعات متوقعة للسيارات الكهربائية.
معايير أكثر صرامة
أعلنت وكالة حماية البيئة أمس الأربعاء (9 مارس/آذار)، السماح لحاكم ولاية كاليفورنيا بوضع معايير أكثر صرامة من تلك التي تفرضها الحكومة الفيدرالية، للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن عوادم السيارات.
وعادة ما تضع الحكومة الفيدرالية القواعد المنظمة للحد من التلوث الناجم عن السيارات التي تستهلك الكثير من الوقود، وعلى الرغم من ذلك، يمكن لمصادر الانبعاثات المتنقلة أن تتخطى حدود الولاية وتلوث الهواء بغض النظر عن مكان بيعها أو صنعها.
وعلى الصعيد العالمي ينبغي تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 25% و50%، لتحقيق أهداف اتفاقية باريس 2015، حسب بيانات صندوق النقد الدولي.
وتتميز ولاية كاليفورنيا -أكثر الولايات الأميركية سكانًا- بوضع قانوني مختلف عن باقي الولايات، ووفقًا لقانون الهواء النظيف في البلاد، يمكن لولاية كاليفورنيا -وحدها- طلب الإذن من الحكومة الفيدرالية لوضع قواعدها الخاصة للحد من عوادم السيارات، إذا كانت تمتلك سببًا مقنعًا لذلك.
وسارت أكثر من 12 ولاية أخرى على خُطى كاليفورنيا حول القواعد الخاصة بخفض التلوث الناجم عن غازات الاحتباس الحراري للسيارات.
أسباب تمتّع كاليفورنيا بوضع قانوني مميز
في أحد أيام منتصف القرن العشرين، كانت سماء لوس أنغليس مُلوثة للغاية، لدرجة العجز عن رؤية المباني، وخلال موجات التلوث التي اجتاحت البلاد، اشتكى سكان كاليفورنيا من حرقان في العين واضطراب في المعدة.
ولتقليص العوادم الملوثة الصادرة عن السيارات، أصدرت الولاية أول معايير منظمة للانبعاثات الضبابية في البلاد خلال عام 1966.
وبعد 4 سنوات، أصدر المُشرعون الفيدراليون قانون الهواء النظيف، مع السماح لولاية كاليفورنيا بالاستمرار في وضع قواعدها الخاصة بالسيارات.
ومع مرور الوقت، ساعد القرار في تحفيز الابتكار في قطاع السيارات، إذ اعتُمد المحول الحَفَّاز، وأضواء فحص المحرك وغيرها من الأفكار الناتجة عن القانون التنظيمي في ولاية كاليفورنيا في السيارات المبيعة على الصعيد الوطني.
وفي عام 2007، رفضت إدارة جورج دبليو بوش منح الولاية الحق في وضع قواعدها الخاصة لخفض الانبعاثات الكربونية، بحجة أن الاحتباس الحراري مشكلة عالمية، وليس شيئًا محليًا في كاليفورنيا.
ومع تولي الرئيس أوباما منصبه، استعادت كاليفورنيا هذا الحق مجددًا، ثم أبرم مسؤولو الولاية اتفاقًا مع الحكومة الفيدرالية لوضع قيود مشتركة على الانبعاثات الكربونية.
وفي عهد دونالد ترمب، جُمّدت معايير كفاءة الوقود وإلغاء الميزة الممنوحة لولاية كاليفورنيا، وعقدت الولاية المزدحمة بالسكان اتفاقيات خاصة مع شركتي فورد وهوندا وكبرى شركات السيارات الأميركية لخفض الانبعاثات الكربونية في سياراتها الجديدة.
وقالت الرئيسة السابقة لمجلس موارد الهواء في كاليفورنيا، الجهة المنظمة للهواء النظيف في الولاية، ماري دي نيكولز: "لقد كانت صدمة هائلة عندما قررت إدارة ترمب تجريدنا من هذا الحق! نحن سعداء لاستعادته".
وفي ديسمبر/كانون الأول، وضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اللمسات الأخيرة على قواعد خفض التلوث المناخي في السيارات والشاحنات الخفيفة التي تُصنّع خلال السنوات الـ4 المقبلة، استنادًا إلى الاتفاقية الحالية لولاية كاليفورنيا مع شركات صناعة السيارات.
وتتمثّل الخطوة التالية لوكالة حماية البيئة في صياغة قاعدة مناخية جديدة للسيارات التي تُصنّع بعد عام 2026.
وأصبحت كاليفورنيا الآن في وضع يمكّنها من حث شركات صناعة السيارات على خفض أعمق للانبعاثات الكربونية، حتى دون مساعدة الحكومة الفيدرالية، وهو أمر مهم للغاية إذا لم يُنتخب بايدن لولاية ثانية في عام 2024، وتولى رئيس له وجهة نظر مناخية مختلفة حكم البلاد.
وتستهدف الولايات المتحدة الأميركية خفض الانبعاثات الكربونية في البلاد إلى النصف بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050، من خلال الاعتماد على إحلال مصادر الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري، ومنع بيع المركبات الجديدة التي تعمل بالوقود التقليدي، وزيادة مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة إلى 50% من إجمالي مبيعات السيارات بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر يُخلص 4 محطات كهرباء من الاعتماد على الغاز في كاليفورنيا
- كاليفورنيا تطلق دليلًا لحماية أصحاب المنازل من احتيالات شركات الطاقة الشمسية
- للمرة الأولى.. إغلاق محطة الطاقة الكهرومائية في كاليفورنيا بسبب الجفاف
اقرأ أيضًا..
- توتال إنرجي: النفط سيظل وقودًا بحريًا.. والميثان الحيوي الحل لإزالة الكربون
- الفحم يهدد نجاح خطة بايدن للتحول إلى السيارات الكهربائية (دراسة)
- بطاريات السيارات الكهربائية.. الشركات الصينية تتفوق على الكورية الجنوبية في 2021