غازتقارير الغازرئيسية

أميركا تتوسع في مشروعات الغاز.. و120 مجموعة مناخية تطالب المصارف بوقف تمويلها

وسط مقترحات بإنشاء 20 محطة جديدة

أمل نبيل

تعتزم الولايات المتحدة إنشاء والتوسع في عدد جديد من محطات تصدير الغاز، الأمر الذي دفع تحالفًا يضم 120 مجموعة مناخية، إلى مطالبة أكبر 6 مصارف أميركية بوقف تمويل عمليات الإنشاء والتوسع في منشآت تصدير الغاز في منطقة ساحل الخليج الأميركي.

وأكدت المجموعات المناخية أن استمرار دعم استخراج الوقود الأحفوري وحرقه يعدّ استثمارًا سيئًا يعرّض حياة العاملين للخطر، وينعكس سلبًا على الكوكب عمومًا.

يأتي هذا على الرغم من تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بخفض الانبعاثات الكربونية في بلاده إلى 50% بحلول عام 2030.

وقال مؤسس ورئيس شبكة العمل المجتمعي بورت آرثر، جون بيرد: "ابتلعت صناعة الوقود الأحفوري في جنوب شرق تكساس اقتصاداتنا المحلية، سمّمت الهواء والماء، كما أسهمت في زيادة وتيرة وشدة الأعاصير التي مازلنا نتعافى من أثارها".

ويؤدي الوقود الأحفوري دورًا مهمًا في توليد الكهرباء في الولايات المتحدة الأميركية، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاجه لأعلى مستوى له خلال 2023، بينما استحوذ الغاز الطبيعي على الجزء الأكبر من إنتاج الوقود الأحفوري في أميركا خلال العام الماضي بنسبة 46%، تلاه النفط بنسبة 30%، ثم الفحم بنسبة 15%.

وقف تمويل مشروعات الغاز في الولايات المتحدة
محطة لتوليد الكهرباء بالفحم -أرشيفية

وأضاف بيرد، وهو أحد أعضاء التحالف المكون من 120 مجموعة، في بيان: "على الرغم من أن مدينة بورت أرثر محاطة بمشروعات الوقود الأحفوري وصناعة البتروكيماويات، فإن هناك العديد من محطات تصدير الغاز التي يمكن بناؤها هنا". وفقًا لموقع كومون دريمز.

وقال بيرد: "نحن بحاجة إلى ضخّ الاستثمارات في الطاقة المتجددة وتجديد السواحل، وليس المزيد من البنية التحتية الملوثة والمدمرة".

20 منشأة جديدة لتصدير الغاز

قال نادي سييرا، وهو عضو أخر في التحالف: "يُقترح حاليًا إنشاء وتوسعة أكثر من 20 منشأة لتسييل غاز الميثان وشحنه من ساحل خليج تكساس ولويزيانا إلى الأسواق الخارجية".

وأضاف أن أنصار صناعة الوقود الأحفوري حاولوا استغلال المخاوف الحالية بشأن نقص الغاز في أوربا لحشد الدعم لبناء هذا الكم الهائل من منشآت تصدير الغاز الجديدة، على الرغم من أن إنشاء هذه المحطات لن يخفف من أثر الأزمة الحالية لأسعار الغاز على المدى القصير.

وتتزايد حدّة المخاوف من ارتفاع أسعار الغاز، إذا انقطعت الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي التي تُشّكل 40% من احتياجات الدول الأوروبية، واقتربت أسعار الغاز من حاجز 3200 دولار لكل 1000 متر مكعب.

وتواصل عمليات استخراج الوقود في الولايات المتحدة الأميركية ارتفاعها، على الرغم من تحذيرات العلماء المتكررة بضرورة وقف إنشاء مشروعات جديدة للوقود الأحفوري لتجنّب العواقب الكارثية لأزمة المناخ.

وفي وقت سابق من العام الجاري، أصبحت الولايات المتحدة أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ومن المتوقع أن تصل صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى 11.4 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2022.

وأنتجت الولايات المتحدة 5.84 مليون برميل يوميًا من الغاز الطبيعي المسال، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في أعلى مستوى لها.

وبفضل عمليات الحفر على مدار العقد الماضي، أصبح حوض برميان أكثر حقول العالم إنتاجًا للنفط والغاز، وأسهم قرار الكونغرس الأميركي برفع الحظر عن صادرات النفط الخام في عام 2015، بزيادة كبيرة في معدلات بناء خطوط الأنابيب والبنية التحتية بالولايات المتحدة.

وبلغ متوسط إمدادات النفط الخام من حوض برميان، في يناير/كانون الثاني، 5.06 مليون برميل.

وعلى الرغم من الأدلة المتزايدة على الكوارث البيئية التي يسبّبها الوقود الأحفوري، لم يستغلّ الرئيس جو بايدن سلطته الخاصة لإلغاء ما يقرب من 20 مشروعًا لتصدير الغاز، يمكنها أن تُصدر انبعاثات ملوثة تعادل ما يقرب من 400 محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم.

مخاطر مالية كبرى

يتبنّى الرئيس الأميركي جو بايدن خطة مناخية طموحة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في الولايات المتحدة بحلول عام 2050.

وكتب التحالف في رسائل أرسلها إلى مصارف جي بي مورغان تشيس، ومورغان ستانلي، وويلز فارغو، وغولدمان ساكس، وسيتي، ومصرف أوف أميركا: "من الضروري أن نوقف عمليات إنشاء محطات تصدير الغاز للحدّ من انبعاثات غاز الاحتباس الحراري، والالتزام بالأهداف المناخية المحلية والدولية، بما في ذلك اتفاقية باريس والتعهد العالمي بشأن الميثان".

وأضاف الائتلاف، الذي يتألف من العاملين في منطقة ساحل الخليج، وجمعيات حقوق البيئة والمجموعة الوطنية للسكان الأصليين التي تمثّل ملايين الأعضاء والداعمين، أنه "إذا استمرت مؤسساتكم في دعم هذه المشروعات الخطيرة، فإنها تتعرض لمخاطر مالية كبرى؛ إذ تتفوق عائدات مصادر الطاقة المتجددة على النفط والغاز، بالإضافة إلى التأثير السيئ على سمعتكم، والجمهور يطالب -بشكل عاجل- بممارسات استثمارية مسؤولة ومستدامة".

الغاز

ووفقًا لاستطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث على أكثر من 10 آلاف من البالغين الأميركيين في المدة من 24 إلى 30 يناير/كانون الثاني 2022، كشف الاستطلاع أن 69% من البالغين في الولايات المتحدة يفضّلون مصادر الطاقة البديلة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، على التوسع في إنتاج النفط والفحم والغاز الطبيعي.

وتفضل النسبة نفسها أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات جادة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو عنصر أساس في خطة سياسة المناخ والطاقة التي وضعها الرئيس جو بايدن، بحسب موقع مركز بيو للأبحاث.

تحديات تواجه محطات الغاز

قالت ممثلة حملة تمويل "فوسيل فري" التابعة لنادي سييرا، أديل شريمان: "إن إنشاء محطات تصدير الغاز والتوسع فيها سيؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ، وتهديد صحة وسلامة المجتمعات التي تئنّ في ساحل الخليج".

وأضافت: "تواجه عمليات إنشاء محطات تصدير الغاز معارضة عامة كبيرة، وتحديات قانونية، تهدد بعدم اكتمالها أو تحوّلها إلى مجرد أصول عالقة".

وقالت شريمان: "يجب على المصارف الكبرى أن تفعل ما هو في صالح المناخ والمجتمعات، وربحيتها الخاصة من خلال الابتعاد عن هذه الاستثمارات السامة والمحفوفة بالمخاطر".

وتواجه محطات الغاز الطبيعي المسال، المزمع إنشاؤها في الولايات المتحدة، تحديات عديدة، تتمثل في انخفاض أسعار الواردات الدولية، وضغوط المنافسة مع مصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى تشديد الالتزامات المناخية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن "غلوبال إنرجي مونيتور"، وهي منظمة أميركية غير حكومية تصدر أبحاثًا حول مشروعات الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة.

وأكد التحالف في بيانه أن ارتفاع صادرات الولايات المتحدة من الوقود الأحفوري في السنوات الأخيرة أوجد تصورًا متزايدًا لدى العامة عن أن شركات النفط والغاز ومموّليها يرفعون أسعار الكهرباء في الولايات المتحدة، في تعطّش شديد لتصدير الغاز للخارج للحصول على أعلى سعر.

وتعدّ الولايات المتحدة الفائز الأكبر من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مع اتجاه بعض الدول لمقاطعة صادرات النفط والغاز الروسية.

وقفزت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية إلى مستوى قياسي بالقرب من 60 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية، أواخر الأسبوع الماضي، بعد الغزو.
وبحسب مصادر لرويترز، حوّلت الولايات المتحدة عشرات الشحنات من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا خلال الأشهر الـ3 الماضية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق