أسهمأسهم وشركاترئيسيةشركات

سهم فورد اختيار مميز للاستثمار في السيارات الكهربائية

بعيدًا عن الشركات الناشئة

محمد سليم

عند الحديث عن أسهم شركات السيارات الكهربائية، يتجاهل الكثيرون الشركات التقليدية، مثل سهم فورد.

ويعتقد كثيرون أنّ تحوّل شركات السيارات التقليدية إلى مجال السيارات الكهربائية موثوق، ويتميز بنسبة نجاح أعلى من شركات السيارات الكهربائية الناشئة؛ نظرًا لما تمتلكه من خبرات في صناعة السيارات وخطوط الإنتاج اللازمة التي تدعم هذا التحول دون عراقيل.

ويعتبرون أن شركة فورد موتورز -التي تُتداول أسهمها في البورصة الأميركية تحت رمز (F)- كانت مؤخرًا بمثابة الملهِم لتحوّل شركات السيارات التقليدية إلى إنتاج السيارات الكهربائية.

وقد ارتفع سهم فورد بنسبة مذهلة بلغت 162% خلال السنة الماضية، وهو ما يجلب تحديًا جديدًا في 2022.

وتحاول "الطاقة" في هذا التقرير، تحديد ما إذا كان الوقت قد حان للاستثمار في أسهم فورد أصلًا من ضمن محفظة أسهم السيارات الكهربائية التي يجب أن يمتلكها المستثمر أم لا.

ولصياغة إجابة عقلانية قائمة على البيانات لهذا السؤال، نعتقد أنه من الإفضل تقييم توقعات فورد في عام 2022.

ملخص أرباح فورد

من الجيد بدء هذا النقاش بإلقاء نظرة على الاتجاهات الحديثة في أرباح فورد، كما يجب أن نعلم أن النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية أصاب شركات صناعة السيارات بأزمة حقيقية؛ لذا فإن فهم كيفية تعامل شركة فورد مع هذه التحديات قد يكشف عن تفاصيل مهمة حول النقطة التي تتجه إليها فورد هذا العام.

في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أصدرت شركة فورد نتائجها المالية للربع الثالث، والتي فاقت توقعات المحللين، وساعدت زيادة توافر الرقائق الإلكترونية وارتفاع شحنات المركبات الشركة على كسب 51 سنتًا للسهم الواحد، مقارنة بالتقديرات التي كانت تبلغ 27 سنتًا للسهم الذي توقّعه المحللون.

وسجلت الشركة إيرادات قدرها 33.2 مليار دولار للربع الثالث، وهو ما يمثّل انخفاضًا بنسبة 4% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، وهذا لا يمثّل مفاجأة بالنظر إلى مشكلات سلسلة التوريد التي تعاني منها صناعة السيارات اليوم.

وزادت شحنات السيارات في أميركا الشمالية بنسبة 67%، بينما تحسّنت الربحية في أوروبا، إذ ما تزال فورد العلامة التجارية الرائدة في مجال السيارات التجارية، وارتفعت مبيعات التجزئة للمركبات الفاخرة التي تحمل علامة لينكولن التجارية بنسبة 24% على أساس سنوي في الصين.

وخلال هذا الربع، أطلقت الشركة متاجر فورد سيليكت مباشرة للعملاء في الصين لتلبية الطلب المتزايد على سياراتها الكهربائية في الصين، كما بدأت إنتاج سيارتها الكهربائية بالكامل في الصين.

وانعكس ارتفاع الطلب على المنتجات الجديدة والمبيعات القوية في جميع المناطق، والاستثمارات الإضافية في قيادة السيارات الكهربائية المتصلة بشكل إيجابي مع أداء فورد في الربع الثالث، والذي كان إفضل بشكل ملحوظ من الربع الثاني من عام 2021، وجاء هذا النجاح على خلفية بعض السهولة في الوصول للرقائق المستخدمة في إنتاج المركبات.

إن أرباح فورد الأخيرة، في رأينا، تسلّط الضوء على أن الشركة تتحرك في الاتجاه الصحيح خلال تنفيذ إستراتيجية التحول الخاصة بها لوضع نفسها رائدًا في صناعة السيارات الكهربائية، وهو ما يدعم سهم فورد بشدّة في المستقبل.

حصة فورد السوقية من السيارات الكهربائية في 2022

السيارة-الكهربائية-فورد-إف-150-لايتنينغ
السيارة الكهربائية فورد إف-150 لايتنينغ

بدأت شركة فورد في التحول إلى السيارات الكهربائية مع الظهور الأول لسيارتها موستانج ماتش إي، في أواخر عام 2020 في الولايات المتحدة،

وفازت موستانج ماتش السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات الكهربائية بالكامل بجائزة السيارة الكهربائية لعام 2021، متفوقة على 10 سيارات أخرى، بما في ذلك 3 نماذج من تيسلا.

ووسط الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، من المقرر أن تطلق فورد النسخة الكهربائية من شاحنة بيك أب إف 150 في وقت مبكر من هذا العام.

وقالت فورد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن الحجوزات على شاحنة إف 150 لايتيننغ تجاوزت 200 ألف حجز، وكما هو واضح، فإن إف 150 الكهربائية بالكامل لن تساعد الشركة على اكتساب قوة جذب بوصفها صانع سيارات كهربائية هائل فقط، بل ستعزز -أيضًا- ثقة المستثمرين.

من منظور التقييم، ما تزال فورد تحظى بتقدير كبير مثل صانع سيارات تقليدي -وليس شركة سيارات كهربائية-، ونعتقد أن النجاح المتوقع لشاحنة إف 150 لايتيننغ سيكون علامة فارقة تاريخية تساعد الشركة على سدّ الفجوة مع صانعي السيارات الكهربائية.

وأصدرت فورد سيارة فورد مافريك شاحنة هجينة منخفضة التكلفة، في عام 2021، وتخطط للبدء بتسليم شاحنة كهربائية بالكامل في أوائل عام 2022 أيضًا.

من ناحية أخرى، استمرت مبيعات نماذج سيارات فورد الكهربائية الحالية باكتساب قوة دفع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وباعت فورد 11 ألف سيارة كهربائية في نوفمبر/تشرين الثاني، بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الشركة أن حصتها في سوق السيارات الكهربائية قد زادت إلى 10% في عام 2021، ارتفاعًا من 5.4% في عام 2020، وتخطط فورد لزيادة قدرتها الكهربائية العالمية إلى 600 ألف سيارة في غضون عامين؛ ما يجعلها ثاني أكبر مصنّع للسيارات الكهربائية بعد تيسلا.

تحديات سلسلة التوريد في 2022

في عام 2021، تضرّر قطاع السيارات بشدّة من تأخير الإنتاج؛ بسبب تحدّيات سلسلة التوريد، ومن المتوقع أن يستمر النقص في الرقائق الإلكترونية حتى عام 2022؛ ما قد يؤدي إلى خفض فورد لأهداف الإنتاج مرة أخرى.

في سبتمبر الماضي توقعت شركة أبحاث السوق أليكس بارتنرز أن النقص المستمر في الرقائق الإلكترونية سيكلف قطاع السيارات العالمي 7.7 مليون وحدة في عام 2021، بزيادة 97% عن توقعات مايو/أيار.

من ناحية أخرى، فإن متغير كورونا الجديد وتفشّي العدوى مؤخرًا يشكّلان أيضًا تهديدًا لتعافي صناعة السيارات، وعلى الرغم من أنه قد لا يكون هناك إغلاق عالمي آخر، فمن المرجّح أن تجبر الحالات المتزايدة الشركات على العمل بقدرة محدودة مع توجّه المستهلكين لخفض الإنفاق، وسيكون التضخم مصدر قلق رئيسًا آخر هذا العام، إذ إن ارتفاع تكاليف المواد الخام قد يأكل هوامش ربح شركة فورد.

كيف تتغلّب فورد على نقص الرقائق الإلكترونية؟

فورد تستثمر في السيارات الكهربائية
مقرّ شركة فورد

سيظل الطلب على الرقائق الإلكترونية مرتفعًا مع انتقال صناعة السيارات إلى الجيل التالي من المركبات الذكية والكهربائية بالكامل، ويجب على الشركات المصنّعة النظر في الخيارات الإستراتيجية لتلبية هذا الطلب المتزايد ومعالجة نقص الرقائق.

ولذلك أعلنت شركة فورد شراكة مع شركة جلوبال فوندرايز لتصميم الرقائق الإلكترونية في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، للتعامل مع إمدادات الرقائق غير المنتظمة المستمرة التي عاقت الصناعة منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا.

وتوصلت الشركتان إلى اتفاقية غير ملزمة ستنتج بموجبها شركة جلوبال فوندرايز رقائق إضافية لمجموعة سيارات فورد الحالية.

ومن أجل تلبية الطلب المتزايد على الرقائق الإلكترونية في صناعة السيارات، تخطط الشركات للعمل على البحث والتطوير الجديد للرقائق، مثل رقائق القيادة المستقلة، ورقائق شبكات البيانات داخل السيارة، ورقائق إدارة البطارية، والتي ستُستَخدَم لتشغيل المركبات الكهربائية وأنظمة القيادة المستقلة.

هل سهم فورد عبارة عن شراء أم بيع؟

يرى متابعون، أن 2022 سيكون عامًا ناجحًا بالنسبة لشركة فورد، وأنها تتحرك في الاتجاه الصحيح.

ومن المعروف أن سير كل شركة نحو الاتجاه الصحيح لا يعني بالضرورة استمرارها وتحوّلها لشركة كبيرة على المدى الطويل، ولكن الشيء الفريد في فورد هو أن لديها ما يلزم لجعلها كبيرة في سوق السيارات الكهربائية.

تصنع فورد الشاحنة الأكثر شهرة في أمريكا (إف 150)، وتتجه البلاد نحو تقليل انبعاثات الكربون، وتستجيب فورد من خلال تزويد إف 150 بالكهرباء للبقاء في صدارة السوق؛ ما يؤكّد النجاح المبكر لإستراتيجية فورد للكهرباء، والذي يتضح من الطلب الممتاز على إف 150 لابتينيغ.

كل تلك الخطط تجعل تقدير قيمة سهم فورد 29.58 دولارًا؛ ما يعني ارتفاعًا بنسبة 22% عن سعر السوق الحالي، مع هذا، نعتقد أن سهم فورد ما يزال شراءً حتى بهذه الأسعار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق