تقارير الكهرباءأخبار منوعةالتقاريرتقارير منوعةرئيسيةعاجلكهرباءمنوعات

احتجاجات ضد فحم أداني في أستراليا.. والشركة الهندية تهدد نشطاء البيئة

داليا الهمشري

شهدت أستراليا موجة جديدة من الاحتجاجات ضد فحم أداني الهندية، نظّمها نشطاء البيئة الذين اعترضوا طريق قطار منجم كارمايكل للفحم، في ولاية كوينزلاند.

وكانت الاحتجاجات التي اندلعت أمس الأربعاء على بُعد 10 كيلومترات من مدينة كولينزفيل قد بدأت برجل يقيّد نفسه على القضبان، لمنع تحرّك شحنة من الفحم من منجم كارمايكل المثير للجدل المملوك لشركة أداني الهندية.

ومع عدم قدرة قطار فحم أداني على التحرك للأمام، بدأ ناشطان من كوينزلاند، هما فرانز داولينغ (24 عامًا) وكايل ماغي (38 عامًا) دورهما في عملية الاحتجاج.

وقال دولينغ: إن "المحتجّ الذي قيّد نفسه على القضبان كان يهدف إلى إيقاف القطار، حتى نتمكن من الصعود إليه، وبمجرد توقّفه، صعدنا أنا وماغي إلى إحدى العربات، ونحن هناك منذ ذلك الحين".

وبعد أن احتلّا القطار، بدأ الثنائي في تفريغ القطار من الفحم، وبعد 18 ساعة من الاحتجاج، كان قد تراكم تحتهما كومتان كبيرتان من الفحم.

وقفة احتجاجية فى أستراليا لوقف تنفيذ منجم فحم أدانى
احتجاجات في أستراليا لوقف تنفيذ منجم فحم أداني

احتجاجات خطيرة

أوضحت جماعة حماية البيئة "فرونت لاين أكشن أون كول" أن هذه هي المرة الثالثة خلال شهر التي ينجح خلالها النشطاء بإيقاف قطارات الفحم في طريقها إلى الميناء.

وتطالب مجموعة أداني -المعروفة باسم "برافوس للتعدين والموارد" في أستراليا- بفرض عقوبات أكثر صرامة لوقف "المتطرفين"، ووصفت الاحتجاجات الأخيرة ضدها بأنها "خطيرة".

وكانت أداني قد غيرت اسمها في أستراليا إلى "برافوس للتعدين والموارد"، بعد سعيها لتطوير منجم فحم حراري جديد، وعند تحضيرها لنقل أول شحنة من الفحم، دفع أحد المحاضرين في كانبيرا إلى القول، أن كلمة "برافوس"، المشتقة من الجرأة والشجاعة، تعني "القاتل المرتزق".

مطالبة بتشديد العقوبات

قال متحدث باسم شركة أداني إن لديها "مخاوف حقيقية" بشأن احتمال وقوع حوادث بسبب الاحتجاجات، متوقعًا إصابة أحد النشطاء بجروح خطيرة أو قتله إذا استمر تعطيل القطارات.

وأضاف المتحدث باسم برافوس أنه لابد من تشديد العقوبات على النشطاء الذين ينخرطون في أعمال "التخويف أو المضايقة أو التخريب".

وتابع: "من الواضح أن العقوبات في كوينزلاند ليست كافية لردع هؤلاء المتطرفين عن خرق القانون بشكل متكرر ومتعمّد، كما إنها لا تعكس خطورة جرائمهم".

وفي حين تشهد أستراليا آراء متباينة حول صناعة الوقود الأحفوري، ترى الشركة أنها مستهدفة من قبل "المتظاهرين المحترفين"، حسب موقع بيبولز ورلد الأميركي.

أستراليا-احتجاجات-الفحم
تسلّق أحد المحتجين لقطار فحم أداني في أستراليا

أحكام صارمة على نشطاء المناخ

خلافًا لادّعاءات الشركة بأن العقوبات ليست رادعة، صدر حكم على أحد نشطاء العمل المناخي بالحبس لمدة عام لتسلّقه قمة قطار فحم، متسببًا في تأخير دام 5 ساعات لـ 15 قطارًا للفحم بين نيوكاسل وميتلاند.

وكان إريك سيرغيو هربرت قد شارك في حملة أكبر، نظمتها "بلاكيد أستراليا" لاستهداف سلسلة تصدير الفحم المتوجهة إلى ميناء نيوكاسل ردًا على هشاشة التزام أستراليا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030، في قمة المناخ (كوب 26) التي انعقدت الشهر الماضي في غلاسكو.

وأُفرج عن هربرت بكفالة في انتظار الاستئناف، لكن بموجب شروط الكفالة، لا يستطيع دخول بعض المباني الحكومية إلّا لحضور المحاكمة، كما لا يمكنه دخول ممر السكة الحديدية ما لم يكن راكبًا في قطار، وهو قيد الإقامة الجبرية بين الساعة 6 مساءً و6 صباحًا يوميًا بالتوقيت المحلي.

وكان قد أُلقي القبض عليه خلال سيره في حديقة وطنية، ووُجِّهت إليه تهمة "عرقلة قاطرات" و "إعاقة معدّات التعدين".

كما هدّده مفوّض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، ميك فولر، بتهمة "نيّة إصابة أو قتل ركّاب السكك الحديدية"، مما يمثّل استجابة شائنة من قبل السلطات لعمل مباشر غير عنيف.

إذ إن تصرُّف هربرت كان في إطار حملة أكبر احتجاجات نظّمتها بلاكيد أستراليا، وهي مجموعة عمل مناخية شعبية تنظم العمل المباشر لتعطيل الممارسات التي تزيد من تفاقم أزمة المناخ.

مكاسب مناخية محدودة

يمثّل هذا الحكم أقصى عقوبة صدرت على الإطلاق في أستراليا بما يتعلق بالعمل المناخي المباشر.

وعلى النقيض من ذلك، لم تُصدَر مثل هذه الأحكام الصارمة على المتظاهرين العنيفين ضد اللقاحات، والذين عرّضوا حياة المواطنين للخطر.

من المقرر أن يبدأ منجم الفحم العملاق أداني كارمايكل في حوض الجليل التصدير بحلول نهاية العام، مما يثير عددًا كبيرًا من المخاوف، ليس فقط من قبل النشطاء، بل أيضًا من مجموعات الأمم الأولى التي تحمي المواقع التراثية.

وقد نجحت جهود نشطاء المجموعة في تحقيق بعض المكاسب، في مقدّمتها إبطاء المواعيد النهائية لصادرات الفحم وزيادة الدعاية للعمل المناخي.

إلا أن الانفصال عن النقابات أدى إلى خلق فجوة أعمق بين اليسار العريض والعاملين في صناعات التعدين، وأصبح لا بد من وجود دعم حاسم للخط الفاصل بين العمل المناخي وحماية سبل عيش العمّال.

بينما لا يزال من المهم الضغط على الحكومات في جميع أنحاء العالم لتحسين سياساتها للحدّ من الانبعاثات بحلول عام 2030.

وفي حين صدرت أحكام صارمة على المحتجين، لا يزال من المقرر شحن 10 ملايين طن من الفحم الحراري سنويًا لمدة 30 عامًا.

فحم - الفحم- الهند- روسيا

التمسك بالفحم

على المستوى الدولي، من الواضح أن الصين بدأت في إيجاد بدائل لاستيراد الفحم الأسترالي، وتعمل -حاليًا- على تطوير صناعة الطاقة المتجددة لديها.

ومع ذلك، يبدو أن الهند وجنوب شرق آسيا سيعتمدان على إنتاج الفحم في أستراليا ضمن تمسّكهما بالوقود الأحفوري.

وليس من العدل أن نتوقع من هذه الدول أن تجد طريقها نحو الطاقة المتجددة بوتيرة الدول المتقدمة نفسها، في الوقت الذي تتطور فيه وتظل تحت تأثير الإمبريالية الأمريكية، حسب موقع بيبولز ورلد الأميركي.

ولكن إذا مارس جميع النشطاء من الدول الغنية بالفحم ضغوطًا على حكوماتهم للحدّ من صادراتهم من الفحم، فربما تتجه الحكومات الأخرى إلى إيجاد مصادر طاقة بديلة.

سياسات مناخية جديدة

كان حزب العمال الأسترالي قد أعلن سياسات مناخية جديدة قبل الانتخابات، وقدم وعودًا بخفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع توفير 604 ألف فرصة عمل جديدة.

إلّا أن النهج الحالي للائتلاف الليبرالي-الوطني الحاكم من المتوقع أن يكون أقلّ كثيرًا من هذا الهدف.

كما أعلن حزب العمّال تحديث البنية التحتية للنقل بشكل كبير لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، والاستثمار في بنوك الطاقة الشمسية، وتركيب 400 بطارية جديدة، إلّا أن فشله في الانتخابات قد قوّض هذه الطموحات.

وتتمتع أستراليا بإمكانات هائلة من الشمس والرياح تؤهلها للتوسع في مجال الطاقة المتجددة، مع مراعاة توفير سبل عيش للعاملين في صناعة الفحم، وإيجاد طرق حقيقية لإشراك جميع العمّال في مواجهة أزمة تغيّر المناخ.

ناشطة أسترالية تتظاهر على شريط السكك الحديدة لوقف عبور قطارات الفحم في أستراليا - الصورة من موقع جماعة بلوك ايد
ناشطة أسترالية تتظاهر على شريط السكك الحديدة لوقف عبور قطارات الفحم في أستراليا - الصورة من موقع جماعة بلاكيد

تظاهرات أسترالية خلال كوب 26

كان آلاف الأستراليين قد خرجوا في مظاهرات ومسيرات -في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- احتجاجًا على ما عدّوه عدم وفاء من قادة العالم بالتزاماتهم تجاه أزمة تغيّر المناخ، بجزء من تظاهرات في مختلف أنحاء العالم، بالتزامن مع قمة المناخ (كوب 26) التي انعقدت الشهر الماضي في غلاسكو باسكتلندا.

وأفادت شبكة (إس.بي.إس) الأسترالية أن نحو ألف متظاهر احتشدوا في متنزّه هايد بارك بمدينة سيدني، قبل أن يبدؤوا مسيرة إلى الميناء في إطار تحركات اليوم العالمي للعدالة المناخية.

وأشارت الشبكة إلى أن تظاهرات أخرى شارك فيها من مئات إلى آلاف شهدتها عدّة مدن أسترالية على رأسها العاصمة كانبرا ومدن كبرى أخرى مثل ملبورن وبيرث وأديلايد وبريسبان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق