استهلاك وقود الطائرات في أميركا أقل بنسبة 5% من مستويات ما قبل كورونا

ارتفع استهلاك وقود الطائرات في أميركا خلال 2023، للعام الثالث على التوالي، لكنه ما يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا.

وبلغ متوسط الاستهلاك اليومي في أميركا 1.65 مليون برميل في العام الماضي، ارتفاعًا من 1.56 مليون برميل يوميًا خلال عام 2022، لكنه ما يزال أقل بنسبة 5% من أعلى مستوى له قبل الجائحة في عام 2019 (1.74 مليون برميل يوميًا)، وفق تقرير حديث اطّلعت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

يأتي ذلك في الوقت الذي زادت فيه أحجام ركاب شركات الطيران في الولايات المتحدة خلال هذا العام (2024) حتى الآن، متجاوزةً مستويات عام 2019، ما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك بصورة أكبر خلال 2024.

وتشير أرقام استهلاك وقود الطائرات في أميركا، خلال عام 2023، إلى أن طيران الولايات المتحدة لم يَستعِدْ بعد زخمه الذي كان عليه قبل تفشّي الجائحة.

تداعيات الوباء على استهلاك وقود الطائرات في أميركا

في 2020، أدى تفشّي جائحة كورونا إلى انخفاض كبير لاستهلاك وقود الطائرات في أميركا، بسبب تقليص رحلات السفر الجوي، ليسجل أدنى مستوى له منذ عام 1985.

ومع عودة رحلات السفر الجوي من جديد، أدت القيود التي تعرضت لها العمالة في قطاع الطيران مثل نقص العدد وزيادة الأعباء على الموظفين، بالإضافة لارتفاع أسعار الوقود إلى أن يكون تعافي قطاع الطيران من الجائحة أبطأ من أنواع الوقود السائل الأخرى (الديزل أو البنزين)، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وبحلول 2023، خفّت هذه القيود، لكن استهلاك وقود الطائرات في أميركا ظل أقل من مستويات ما قبل الجائحة بسبب انخفاض نشاط شركات النقل التجاري الأجنبية، وتقلُّص أنشطة نقل البضائع، وتحسُّن كفاءة الوقود في الأسطول التجاري.

استهلاك وقود الطائرات بمختلف الفئات

يُستهلَك وقود الطائرات من قبل ثلاث فئات: الطيران التجاري، والطيران العام، والطيران العسكري أو الحكومي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويُمثّل الطيران التجاري، الذي يشمل شركات طيران الركاب وشركات الشحن الجوي، 85% من استهلاك وقود الطائرات في أميركا، بحسب ما اطّلعت علية وحدة أبحاث الطاقة.

ويستحوذ الطيران العام، بما في ذلك الطيران الترفيهي وطيران رجال الأعمال، على 8% من الاستهلاك، بينما يستحوذ الطيران العسكري والحكومي على 7%.

وكان استهلاك وقود الطائرات في أميركا بقطاع الطيران التجاري الأكثر تضررًا بسبب جائحة كورونا، إذ هبط بنسبة 42% خلال 2020، مقارنة بعام 2019.

وبحلول 2021، تعافت جميع قطاعات الطيران إلى مستويات ما قبل الجائحة، باستثناء الطيران التجاري، الذي ما يزال استهلاكه في 2023، أقل بنسبة 8% مقارنة بـ2019.

انخفاض نشاط الطيران الأجنبي والشحن

عرضت شركات الطيران الأجنبية عددًا أقل بنسبة 14% من المقاعد المتاحة -مقياس للقدرة الاستيعابية للطائرات- على المسارات بين الولايات المتحدة والوجهات الدولية في 2023، مقارنة بـ2019.

في المقابل، زادت شركات الطيران التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، من السعة على المسارات الدولية بنسبة 2%، والمسارات المحلية بنسبة 4%.

ونتيجة لذلك، انخفض إجمالي عدد أميال المقاعد المتاحة على جميع المسارات -مقياس لقدرة شركة الطيران على نقل الركاب- بنسبة 2% في 2023، مقارنة مع عام 2019.

فضلًا عن ذلك، انخفض نشاط الشحن الجوي في 2023، ما أسهم بتباطؤ نمو استهلاك وقود الطائرات في أميركا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

في بداية الجائحة، تحوّل المستهلكون إلى شراء المزيد من السلع؛ ما أدى إلى زيادة الطلب على الشحن بنسبة 12% من 2020 إلى 2021.

ومع ذلك، ومع عودة سلاسل التوريد إلى طبيعتها وعودة إنفاق المستهلكين على السلع إلى مستويات ما قبل الجائحة، انخفض نشاط الشحن الجوي بنسبة 12% من 2021 إلى 2023.

وقد أدى هذا الانخفاض في نشاط الشحن، مع تحسُّن كفاءة استهلاك الوقود للطائرات الحديثة، إلى تقييد نمو الطلب الإجمالي على وقود الطائرات في الولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

• خطر يهدد إنتاج وقود الطائرات المستدام من الإيثانول في أميركا
• الطلب على وقود الطائرات في الهند يحقق طفرة بفضل "الكريكت"
• استهلاك البنزين في أميركا يتراجع مع ارتفاع الأسعار وتحسين كفاءة الوقود

اقرأ أيضًا..

• مشروعات الرياح البحرية في بريطانيا تتحرر من قيود الحظر
• قائمة الدول حسب الطاقة الإنتاجية للغاز المسال عالميًا تضم 6 بلدان عربية
• أكثر 10 دول إنتاجًا للفحم في 2023.. الصين تتصدر بفارق كبير (إنفوغرافيك)
• واردات جنوب آسيا من الغاز المسال قد تتضاعف 6 مرات بحلول 2050