التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

5 أسباب لتعثر طاقة الرياح البحرية في أميركا.. أبرزها قانون عمره قرن (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إلغاء مشروعات مزارع الرياح وارتفاع التكاليف يثيران شكوكًا بشأن مستقبل القطاع
  • • مزرعة الرياح البحرية النموذجية تحتاج إلى أكثر من 25 نوعًا مختلفًا من السفن
  • • تفتقر الولايات المتحدة إلى الكوادر المدربة لتصنيع وبناء وتشغيل مزارع الرياح البحرية
  • • اتهام مطوري طاقة الرياح البحرية في أميركا بالتسبب في نفوق الحيتان قبالة سواحل نيويورك ونيوجيرسي

ما تزال مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا تتعثر حتى الآن، الأمر الذي دفع بعض الشركة إلى مغادرة الساحة في الولايات المتحدة، والتوجه إلى الاستثمار في مناطق أخرى، أو مجالات أخرى.

وفي هذا الإطار، كشف مقال جديد، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عددًا من الأسباب، التي تسببت في هذا التعثر، والتي يأتي من بينها بطء التراخيص وحملات التضليل وقرارات الإلغاء وارتفاع التكاليف.

وعلى الرغم من أن أولى مزارع طاقة الرياح البحرية في أميركا بدأت بإرسال الكهرباء إلى الشمال الشرقي في أوائل عام 2024، فإن موجة إلغاء المشروعات وارتفاع التكاليف أثارت شكوكًا بشأن مستقبل القطاع في الولايات المتحدة.

وذكر كاتب المقال أن العديد من الشركات الكبرى، بما في ذلك أورستد، وإكوينور، وبي بي، وأفانريد، ألغت عقودها، أو سعَت إلى إعادة التفاوض بشأنها في الأشهر الأخيرة.

وكان الانسحاب يعني أن الشركات واجهت غرامات إلغاء تتراوح بين 16 مليون دولار أميركي وبعض مئات الملايين من الدولارات لكل مشروع.

مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا

قال مدير مركز ابتكار الطاقة لدى جامعة ماساتشوستس في لويل، كريستوفر نيزريكي، إنه يتابع قطاع طاقة الرياح البحرية في أميركا، وأشار إلى أن المشكلات التي يواجهها القطاع معقّدة، لكنه ما يزال قابلًا للتعافي، وقد تساعده بعض التغييرات في السياسة على ترسيخ دعائمه.

مدير مركز ابتكار الطاقة لدى جامعة ماساتشوستس في لويل، كريستوفر نيزريكي
مدير مركز ابتكار الطاقة لدى جامعة ماساتشوستس في لويل، كريستوفر نيزريكي – الصورة من (لينكد إن)

جاء ذلك في مقال لكريستوفر نيزريكي، نشره موقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation) المعني بتغطية التحليلات الإخبارية والتقارير البحثية.

وأوضح أن ترخيص مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا والموافقة عليها يستغرقان سنوات، وهو أمر محفوف بالضبابية بالنسبة للمطورين، أكثر مما هو الحال في أوروبا أو آسيا.

وقبل أن تقدّم أيّ شركة عطاءات لمشروع أميركي، يجب على المطور التخطيط لشراء مزرعة الرياح بأكملها، بما في ذلك إجراء الحجوزات لشراء مكونات مثل التوربينات والكابلات ومعدّات البناء والسفن.

ويجب أن يكون العرض تنافسيًا من حيث التكلفة، لذلك تميل الشركات إلى تقديم عطاءات منخفضة التكلفة وعدم توقّع تكاليف غير متوقعة، ما يزيد من الضبابية المالية والمخاطر.

ارتفاع التكاليف بسبب تأخر التراخيص

حتى وقت قريب، لم تتضمن عقود مزارع طاقة الرياح البحرية في أميركا أيّ آليات للتكيف مع ارتفاع تكاليف التوريد خلال مدة الموافقة الطويلة، ما يزيد من المخاطر التي يواجهها المطورون.

ومنذ تقديم العطاءات لمشروعات اليوم وحتى وقت الموافقة على بنائها، واجه العالم جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والتضخم، والزيادات الكبيرة في أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك الصلب والنحاس، فضلًا عن تكاليف البناء والتشغيل، أصبح العديد من العقود الموقّعة قبل سنوات غير مُجدٍ من الناحية المالية.

وتسمح العقود الجديدة وعقود إعادة العطاءات بتعديل الأسعار بعد الحصول على الموافقات البيئية، ما يجعل المشروعات أكثر جاذبية للمطورين في الولايات المتحدة.

وهكذا، تُعيد بعض الشركات التي ألغت المشروعات تقديم العطاءات حاليًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

قوانين الشحن والربط الكهربائي

قال مدير مركز ابتكار الطاقة لدى جامعة ماساتشوستس في لويل، كريستوفر نيزريكي، إنه توجد عقبة كبيرة أخرى أمام تطوير طاقة الرياح البحرية في أميركا، تتعلق بقانون عمره قرن من الزمان، يُعرَف باسم قانون جونز.

في المقابل، يتطلب قانون جونز أن تكون السفن التي تحمل البضائع بين النقاط الأميركية مبنية في الولايات المتحدة، وتديرها الولايات المتحدة، ومملوكة للولايات المتحدة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكُتِبَ القانون لتعزيز صناعة الشحن بعد الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك، لا يوجد سوى 3 سفن لتركيب توربينات الرياح البحرية في العالم كبيرة بما يكفي للتوربينات المقترحة للمشروعات الأميركية، ولا يتوافق أيٌّ منها مع قانون جونز.

ركاب على متن قارب يشاهدون أول مزرعة رياح بحرية في أميركا، مملوكة لشركة أورستد الدنماركية
ركّاب على متن قارب يشاهدون أول مزرعة رياح بحرية في أميركا، مملوكة لشركة أورستد الدنماركية – الصورة من أسوشيتد برس

وهذا يعني أنه يجب نقل مكونات توربينات الرياح بوساطة قوارب أصغر من المواني الأميركية، ثم تركيبها بوساطة سفينة تركيب أجنبية تنتظر في البحر، ما يزيد من التكلفة واحتمال التأخير.

وأشار كريستوفر نيزريكي إلى أن البلاد تفتقر إلى القوى العاملة المدربة جيدًا لتصنيع وبناء وتشغيل مزارع الرياح البحرية.

دعاوى قضائية ومعلومات مضللة

أدت الدعاوى القضائية العديدة التي رفعتها مجموعات الضغط، التي تعارض مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا، إلى تباطؤ عملية التطوير.

بدورهم، حاول أصحاب المنازل الأثرياء إيقاف مزارع الرياح التي قد تظهر بالقرب منهم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأطلقت مجموعات الدعاية الشعبية الزائفة -التي تدّعي أنها من المدافعين عن البيئة، ولكنها مدعومة من شركات الوقود الأحفوري- حملات تضليل.

في عام 2023، ألقى العديد من السياسيين الجمهوريين والجماعات المحافظة على الفور اللوم في نفوق الحيتان قبالة سواحل نيويورك ونيوجيرسي على مطوري طاقة الرياح البحرية في أميركا، لكن الأدلة تشير بدلًا من ذلك إلى زيادة اصطدامات حركة السفن وتشابكها مع معدّات الصيد.

ومن الممكن أن يؤدي مثل هذه المعلومات المضللة إلى تقليل الدعم العام وإبطاء تقدّم المشروعات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق