التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

تغير المناخ والكهرباء في جنوب أفريقيا.. ملفات شائكة هل تحسمها الانتخابات؟

هبة مصطفى

تتعلق الآمال بالانتخابات المرتقبة لإحداث تغيير حقيقي بملف الكهرباء في جنوب أفريقيا، عقب أزمة خانقة تسببت في تخفيف الأحمال وانقطاع مزعج للتيار.

وترتبط خطط الكهرباء في الدولة الأفريقية عادةً بالفحم والطاقة المتجددة، وهي ليست بمعزل عن الانبعاثات وتغير المناخ أيضًا، ليجد المستهلك نفسه أمام دائرة مفرغة من الجدل حول مصادر الطاقة، دون حل جذري لتهالك المحطات والبنية التحتية والانقطاعات.

وفي إطار استعدادات الانتخابات المترقبة بعد أسبوع واحد فقط، تتنافس الأحزاب السياسية فيما بينها على طرح رؤى واعدة، وإلقاء شعارات رنانة، ويترقب المستهلك التنفيذ الفعلي.

ويختار الناخبون في جنوب أفريقيا -يوم الأربعاء المقبل 29 مايو/أيار 2024- ممثلي الجمعية الوطنية والمجالس التشريعية، تمهيدًا لاختيار رئيس البلاد من بين رؤساء الأحزاب التي ستحصد غالبية الأصوات.

وفيما يلي، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) قراءة في 4 ملفات رئيسة بقطاع الطاقة ترتبط فيما بينها بطريقة غير مباشرة، هي: (الكهرباء في جنوب أفريقيا، والفحم، والطاقة المتجددة، وتغير المناخ)، وماذا ينتظرها في الانتخابات المقبلة.

الكهرباء في جنوب أفريقيا

يحظى قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بنصيب الأسد من اهتمام المستهلكين المحليين، والمعنيين بالأمر من خارج البلاد.

وأوضح مسؤول برنامج انتقال الطاقة في معهد باري (PARI) التابع لجامعتي جوهانسبرغ وويتس، تريسي ليدغر، أن تخفيف الأحمال الشاغل الأكبر للمستهلك في الآونة الحالية.

محطة كهرباء تابعة لشركة إسكوم في جنوب أفريقيا
محطة كهرباء تابعة لشركة إسكوم في جنوب أفريقيا - الصورة من The Citizen

وأشار إلى أن الانقطاعات كان لها بالغ التأثير في الحياة العامة للمواطنين، وكذلك على اقتصاد البلاد، خاصة في ظل فقدان العديد من الوظائف، حسب تصريحات نقلها عنه موقع كربون بريف (Carbon Brief).

وعانت هذه المحطات تهالكًا في البنية التحتية والحاجة إلى الصيانة؛ ما أدى إلى تكرار الانقطاعات بصورة سبّبت حالة من الارتباك ولاحقت الرئيس الحالي سيريل رامافوزا في مسيرته ومستقبله السياسي.

مناجم ومحطات الفحم

يعتمد قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بنسبة كبيرة على الفحم، خاصة أن غالبية محطات التوليد ما زالت تعمل بالوقود الملوث.

ومع تصاعد وتيرة إنهاء الاعتماد على الفحم، ظهرت مشكلة جديدة بخلاف عدم استقرار أحمال التيار الكهربائي، تتعلق بعدم طرح بديل مناسب -حتى الآن- يستوعب الأعداد الهائلة لوظائف الفحم، خاصة في منطقة الحزام بمقاطعة مبومالانغا.

ولم يتطرق مرشّحو غالبية الأحزاب في سباق الانتخابات إلى كيفية التعامل مع هذا الملف، ولم يتحفظوا على دعم الوقود الملوث، رغم تأييدهم للطاقة المتجددة.

وقرر الرئيس الحالي "رامافوزا" -في أبريل/نيسان 2023- إعادة النظر في قرار وقف محطات الفحم عن العمل، لتقليص حدّة تخفيف الأحمال والانقطاعات في ظل تفاقم أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا.

الطاقة المتجددة

رغم الالتفاف الفعلي حول الفحم، وعدم حسم أمره بصورة نهائية في برامج المرشحين، فإن الطاقة المتجددة تحظى باهتمام في مزيج الطاقة بالبلاد.

وأشار "تريسي ليدغز" إلى أن الهيئات المعنية عوضت -جزئيًا- نقص الإمدادات عبر مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، مضيفًا أنه آجلًا أم عاجلًا ستغلق محطات الفحم أبوابها.

وأوضح أنه بحلول هذا الوقت، سيكون الاعتماد على الطاقة المتجددة هو الخيار الأمثل، خاصة أن تكلفة نشر محطات طاقة نووية ستكبّد ميزانية الدولة خسائر ضخمة.

احتجاجات ضد انقطاع التيار وتخفيف الأحمال في جنوب أفريقيا
احتجاجات ضد انقطاع التيار وتخفيف الأحمال في جنوب أفريقيا - الصورة من CNN

وفسّر ليدغز وجهة نظره بأن فرص الطاقة النظيفة باتت أقوى، قائلًا، إن الكهرباء في جنوب أفريقيا تخضع الآن للخصخصة في ظل أزماتها المتوالية، في حين يفضّل القطاع الخاص الطاقة المتجددة والغاز أكثر من الفحم.

وأضاف أنه بالمقارنة، نجد أن الطاقة الشمسية أقل سعرًا من الغاز ومن مصادر أخرى قد تُستعمل لتوليد الكهرباء في جنوب أفريقيا، إذ تعدّ الطاقة الشمسية أقل ثمنًا من الكهرباء المولدة بالفحم بنسبة 30%.

وتوقّع أنه خلال السنوات الـ10 المقبلة، سينخفض سعر كهرباء الطاقة الشمسية أكثر، لتصبح أقل ثمنًا من الفحم بنحو 70%.

تغير المناخ وتحول الطاقة

تنفّذ جنوب أفريقيا تحول الطاقة تدريجيًا إذا استمر النهج الحالي من مشاركة للقطاع الخاص في قطاع الكهرباء، إذ يشكّل ذلك إحلالًا للطاقة المتجددة، وتخليًا عن الفحم ومصادر الانبعاثات.

وكانت دول مشاركة في قمة المناخ كوب 26 (المنعقدة في غلاسكو عام 2021) قد اتفقت على دعم تحول الطاقة بصورة عادلة، وخصصت تمويلًا قدره 8.5 مليار دولار لدعم هذه الخطط في جنوب أفريقيا.

ويهدف التمويل إلى دعم التخلص من الفحم، وتعزيز خفض الانبعاثات، ومكافحة تغير المناخ.

ومع تعهّد مرشحي انتخابات 2024 في البلاد بدعم استثمارات الطاقة المتجددة، يمكن القول بأن هناك اتجاهًا داعمًا لتحول الطاقة تدريجيًا.

ورغم ذلك، تبنّى بعض المرشحين مبادرة لإنشاء شركة تعدين تابعة للدولة تتلخص مهمتها في إدارة مناجم الفحم التابعة لشركة إسكوم، لتوفير الوقود الملوث بأسعار ملائمة، ومن شأن استمرار ذلك أن يعرقل الطموحات المناخية للدولة الأفريقية.

ومن زاوية أخرى، فضّل بعض المرشحين مسك العصا من منتصفها، إذ روّجوا لضرورة استمرار عمل محطات الكهرباء العاملة بالفحم لضمان الإمدادات والوظائف، وفي الوقت ذاته دعوا لمكافحة تغير المناخ.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تزايُد وتيرة الجفاف ونقص المياه فاقما من وتيرة أزمة الكهرباء في البلاد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية وزيادة الطلب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق