التنقيب عن النفط والغاز في شمال أفريقيا.. خطوات جديدة لـ4 دول عربية
دينا قدري
يترقب قطاع التنقيب عن النفط والغاز في شمال أفريقيا 4 جولات تراخيص مهمة من شأنها أن تدعم خطط زيادة الإنتاج، فضلًا عن تعزيز التعاون مع شركات الاستكشاف والإنتاج العالمية.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن)، تقود هذه الطفرة في المنطقة 4 دول، وهي مصر وليبيا وتونس والجزائر.
وحددت مصر هدفًا لتعزيز إنتاج النفط بنسبة 9% إلى 637 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2025، في حين تتطلع ليبيا إلى زيادة بنسبة 50% إلى مليوني برميل يوميًا على المدى المتوسط.
وفي الوقت نفسه، تسعى الجزائر إلى جذب استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في قطاع النفط والغاز لزيادة الإنتاج بحلول عام 2027.
جولة تراخيص في مصر
دعمًا لجهود التنقيب عن النفط والغاز في شمال أفريقيا، تطلق مصر جولة عطاءات دولية في النصف الثاني من عام 2024، تتضمن مناقصات للمربعات البرية والبحرية عبر خليج السويس والصحراء الغربية والشرقية وأحواض البحر المتوسط.
وستُكشف المناقصات من قبل الهيئات المملوكة للدولة، وهي الهيئة المصرية العامة للبترول (EGPC)، وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول (Ganope)، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية.
وتعمل الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول -حاليًا- على تقييم المقترحات المقدمة من جولتي التراخيص اللتين اختُتمتا في 4 أبريل/نيسان 2024، التي تضم 23 مربعًا بريًا وبحريًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف مصر زيادة الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط والغاز إلى 7.5 مليار دولار، في العام المالي المقبل -من 1 يوليو/تموز 2024 إلى 30 يونيو/حزيران 2025- من 6 مليارات دولار متوقعة في السنة المالية الحالية –تنتهي 30 يونيو/حزيران المقبل-، بزيادة نحو 25%.
المربع النفطي المشترك بين ليبيا وتونس
بدأت المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية (ETAP) وشركة أولى ليبيا أويل (OLA Libya Oil) جولة عطاءات مصغرة للتنقيب في المربع النفطي المشترك عبر الحدود في 20 سبتمبر/أيلول 2023.
وتبحث الشركتان -أيضًا- عن مشغّل لتطوير حقل الزارات للنفط والغاز، الذي يُعدّ أكبر حقل بحري للنفط والغاز غير مستغل في تونس.
واكتشفت شركة ماراثون الأميركية (Marathon) حقل الزارات على عمق 90 مترًا في المياه عام 1992 في المنطقة التونسية التي تحمل الاسم نفسه.
وضربت بئر الزارات-1 الأولى عمودًا هيدروكربونيًا بطول 75 مترًا، بما في ذلك حافة نفطية بطول 15 مترًا، واختُبرت عند 17.5 مليون قدم مكعبة يوميًا، و1500 برميل يوميًا من المكثفات، ثم نجحت الشركة في حفر بئر ثانية ناجحة "الزارات-2"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن مجلة "ميس" الاقتصادية (Mees).
وستُغلق المناقصة في 4 يونيو/حزيران 2024.
جولة تراخيص في ليبيا
تستعد المؤسسة الوطنية للنفط الليبية لإطلاق جولة تراخيص في نهاية عام 2024 أو أوائل عام 2025؛ بهدف زيادة إنتاج البلاد من النفط إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا.
وستشمل الجولة مربعات نفطية في أحواض مرزق وغدامس وسرت، دعمًا لجهود التنقيب عن النفط والغاز في شمال أفريقيا.
وتسعى ليبيا إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية للنفط من 1.2-1.3 مليون برميل يوميًا إلى مليونَي برميل يوميًا، ومضاعفة إنتاج الغاز إلى نحو 3.5 مليار قدم مكعّبة يوميًا خلال السنوات الـ3 إلى الـ5 المقبلة.
وخصصت ليبيا 6 مليارات دينار ليبي (1.23 مليار دولار) لتطوير امتياز الحمادة إن سي-7 في ميزانيتها الأخيرة، التي وافق عليها البرلمان الليبي في شرق البلاد في 30 أبريل/نيسان 2024، وفقًا لمصادر الصناعة ومنصة "إنرجي كابيتال آند باور" (Energy Capital & Power).
وكانت التقديرات السابقة لمشروع تطوير الحقل تبلغ قيمتها ما بين 4 و5 مليارات دولار، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "ميد" (Meed).
ويهدف المشروع إلى تطوير 2.7 تريليون قدم مكعّبة من احتياطي الغاز في امتياز الحمادة إن سي-7 بحوض غدامس.
ويدير المنطقة تحالف تقوده شركة إيني الإيطالية (Eni)، ويضم شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) وشركة أدنوك الإماراتية (Adnoc).
جولة التراخيص في الجزائر
ضمن إطار جهود التنقيب عن النفط والغاز في شمال أفريقيا، من المتوقع أن تطلق الجزائر جولة تراخيص لطرح ما بين 10 مربعات و12 مربعًا بريًا في أواخر عام 2024.
وتشكّل جولة العطاءات جزءًا من إستراتيجية البلاد لتعظيم إمكاناتها في مجال الغاز والغاز المسال.
ووقّعت شركة النفط الوطنية سوناطراك (Sonatrach) اتفاقية للتنقيب عن الغاز في منطقة الشمال الشرقي لتيميمون مع شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) في أبريل/نيسان 2024، بالإضافة إلى اتفاقية مع شركة سينوبك الصينية (Sinopec) للتنقيب في منطقة حاسي بركان شمال في مارس/آذار 2024، ما يؤكد التزام البلاد بتنمية المحروقات.
وتناول وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب جهود بلاده لضمان الأمن الطاقي والاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة بطريقة مستدامة، وذلك من خلال برنامج استثماري بأكثر من 52 مليار دولار، إذ تهدف بلاده إلى زيادة إنتاج الغاز إلى 110 مليارات متر مكعب سنويًا.
ووفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ارتفع متوسط صادرات النفط الجزائري في الربع الأول من عام 2024 بنسبة 2% على أساس سنوي، لتسجل 430.97 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بـ423.68 ألف برميل يوميًا خلال المدّة نفسها من 2023.
كما حلّت الجزائر في المركز الثالث بقائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك خلال الربع الأول من 2024، وسط تراجع متوسط إنتاجها إلى 0.910 مليون برميل يوميًا، مقابل 1.015 مليونًا في الربع المقابل من العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
- صفقات النفط والغاز في شمال أفريقيا على رادار عمالقة الطاقة.. مصر والجزائر وليبيا تقود الطفرة
- الطاقة في شمال أفريقيا.. هل تتعلم دول الجنوب من خبرات الجزائر ومصر وليبيا؟
- 7 دول تقود تركيبات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2028
اقرأ أيضًا..
- بعد اكتشاف 11 مليار برميل نفط.. قطر للطاقة تقترب من دخول غايانا
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)
- رئيس شركة إنجي الفرنسية في السعودية: خطة توسع ضخمة.. وهذه أهدافنا للهيدروجين (حوار)
- حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي تتجاوز 30% لأول مرة