تسريح عمال تيسلا يُهدد برنامج محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا
أحمد أيوب
تتزايد مخاوف قطاع شحن السيارات الكهربائية في أميركا بعد قرار شركة تيسلا (Tesla) بتسريح نحو 500 من العاملين بمحطات الشحن الفائق التابعة لها.
وسبب هذه المخاوف هو أن شركة تصنيع السيارات الكهربائية المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك كانت قد اقتنصت العطاءات الأكبر لتنفيذ عدد من محطات الشحن الفائق المطروحة ضمن برنامج أميركي فيدرالي للتوسع في هذه المحطات، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وفي العام الماضي (2023)، أعلنت إدارة بايدن التوسّع في محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا، في إطار البرنامج الوطني للبنية التحتية للمركبات الكهربائية "نيفي" (NEVI).
وآنذاك، أعلنت الإدارة الأميركية تقديم دعم بقيمة 5 مليارات دولار للولايات على مدى 5 سنوات لبناء 500 ألف شاحن للمركبات الكهربائية.
تيسلا ومحطات الشحن الأميركية
جاء إعلان شركة تيسلا تسريح قُرابة 500 عامل ممن يُديرون محطات شحن السيارات الكهربائية المملوكة لها، والمعروفة باسم محطات الشحن الفائق (Superchargers)، ضمن توجه عام للشركة لتخفيف عدد العمال لديها في ظل ما تحققه من نتائج غير مرضية منذ العام الماضي (2023)، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز في 10 مايو/أيار 2024.
وتشير تقارير إلى أن هذا القرار الذي اتخذته شركة تصنيع السيارات الأميركية سيكون له آثار سلبية في استمرار تنفيذ البرنامج الوطني للبنية التحتية للمركبات الكهربائية الذي تتبناه الإدارة الأميركية بنفس الوتيرة أو ربما تأجيله؛ لأن تيسلا هي التي اقتنصت العدد الأكبر من هذه المحطات، وبالتالي استحوذت على قيمة الدعم الأكبر من البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، أوضحت شركة الأبحاث "إيفادوبشن" (Evadoption) أن شركة تيسلا اقتنصت 69 موقعًا لبناء محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا من أصل 501 موقع ممول من البرنامج الأميركي.
في المقابل، كان "ماسك" قد قال في تغريدة له على موقع "إكس" إن شركته ما تزال تخطط للتوسع في إنشاء شبكة المحطات الفائقة، لكن ذلك سيكون بوتيرة أبطأ للمواقع الجديدة مع التركيز على تشغيل المحطات الحالية.
وأوضح ماسك في مكالمة مع المحللين في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان الماضي أنه يُركز على الفرص المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة، وهو ما قد يكون إشارة لخفض نشاط الشركة في مجال شحن السيارات الكهربائية في أميركا.
قرار تيسلا والبرنامج الأميركي
أثار قرار تيسلا بتسريح هذا العدد الكبير من العاملين في محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا جدلًا كبيرًا يتعلق بالتأثير السلبي لهذه القرارات في نشر هذه المحطات على مستوى الولايات الأميركية.
في هذا الصدد، قال المؤسس المشارك لشركة "إكس تشارج نورث أميركا" (X-charge North Amirca)، المُصنّعة لشواحن السيارات الكهربائية، آتيش باتيل، إن قرار تيسلا بتسريح فريق محطات الشحن الفائقة التابعة لها سيؤدي -بلا شك- إلى تأخير طرح محطات جديدة ضمن البرنامج الوطني الأميركي لشواحن المركبات الأميركية.
وأضاف: "إذا تراجعت تيسلا، فإنه لن يُبنى الكثير من محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا هذه المواقع هذا العام (2024)، أو ضمن الأطر الزمنية المُحددة".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بلينك تشارينغ (Blink Charging)، بريندان جونز، إن تيسلا لن تتقدم في أي من المواقع التي حصلت عليها ضمن البرنامج الوطنية للبنية التحتية للمركبات الكهربائية.
في المقابل، قال متحدث باسم المكتب الفيدرالي المشترك للطاقة والنقل، الذي يشرف على برنامج "نيفي"، إنه لا يتوقع أن تؤثر قرارات العمل الفردية -في إشارة لقرارات تيسلا- على مشروعات شحن السيارات الكهربائية في أميركا التي تمولها الحكومة.
وتسبب هذا الإعلان في صدمة لشركات تصنيع السيارات الكهربائية التي كانت تعتمد على محطات تيسلا الفائقة لإصدار طرازات جديدة من السيارات الكهربائية، وفقًا لما نشرته رويترز، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وأثارت الخطوة -أيضًا- مخاوف الولايات الأميركية التي تستهدف تسريع وتيرة إنشاء هذه المحطات وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم التنقل المبتكر في وزارة النقل في ولاية كولورادو، كاي كيلي، إن حكومة الولاية ستعدل برنامجها حسب الحاجة، فيما أعلنت ولاية تكساس -أكبر مستفيد من أموال برنامج نيفي- إنها لا تتوقع أي تأثير من تسريح العمال في شركة تيسلا.
موضوعات متعلقة..
- الاستثمار في شحن السيارات الكهربائية ينهار.. هل يتلاشى في 2024 (تقرير)
- مبيعات السيارات الكهربائية تتأرجح في 3 أسواق.. كيف تأثرت تيسلا؟
- سعة محطات شحن السيارات الكهربائية تتجاوز الطاقة الشمسية الموزعة في أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مسؤول مغربي: لدينا أكبر محطة شمسية مركزة في العالم.. وأنتجنا أكثر من 120 مشروعًا بحثيًا (حوار 1/2)
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)
- حرائق السيارات الكهربائية تمتد إلى الدراجات وتهدد السفن