أسعار الكهرباء في أوروبا تواصل الصعود خلال أبريل.. إسبانيا والبرتغال في المقدمة
محمد عبد السند
- ارتفاع أسعار الكهرباء جرس إنذار لحكومات القارة العجوز
- يخطط الاتحاد الأوروبي لضخّ استثمارات بقيمة قرابة 600 مليار يورو في بنية الكهرباء الأساسية
- جاءت زيادة أسعار الكهرباء في أوروبا خلال الأسبوع الأخير من أبريل مدفوعة بالتراجع في إنتاج طاقة الرياح
- يتعين على أوروبا أن تسارع إلى تنويع إمداداتها وزيادة إنتاجها من مصادر أخرى
- أسعار الجملة من أهم أسباب الزيادة بأسعار الكهرباء في أوروبا
واصلت أسعار الكهرباء في أوروبا مسارها الصعودي خلال شهر أبريل/نيسان (2024)؛ ما يدقّ جرس إنذار لحكومات القارة العجوز بضرورة التحرك السريع وإصلاح تلك السوق الإستراتيجية قبل أن يستفحل الأمر، ويتحول إلى أزمة طاقة جديدة لا تُحمد عقباها.
ويخطط الاتحاد الأوروبي لضخّ استثمارات هائلة بنحو 600 مليار يورو (639.4 مليار دولار أميركي) في بنية الكهرباء الأساسية من الخطوط والمحولات والأسلاك ذات الجهد العالي، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.
(اليورو = 1.07دولارًا أميركيًا).
ويُعزى الارتفاع في متوسط أسعار الكهرباء في أوروبا إلى زيادة متوسط أسعار الغاز وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب ارتفاع الطلب على الكهرباء في معظم الأسواق.
ارتفاع أسبوعي
سجلت أسعار الكهرباء في أوروبا ارتفاعًا على أساس أسبوعي في الأسواق الرئيسة خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل/نيسان (2024)، وفق ما خلص إليه تحليل أجرته شركة آلياسوفت إنرجي فوركاستينغ (AleaSoft Energy Forecasting) المتخصصة في أبحاث وتحليلات السوق.
وجاءت زيادة أسعار الكهرباء في أوروبا خلال الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان (2024) مدفوعة -أساسًا- بالتراجع في إنتاجية طاقة الرياح في معظم الأسواق التي شملها التحليل، إلى جانب ارتفاع الطلب في بعض الحالات.
وشهدت أسواق البرتغال وإسبانيا وفرنسا نصيب الأسد من تلك الزيادات، مسجلة 419% و402% و181% على الترتيب.
في المقابل، رُصدت أقل الزيادات بأسعار الكهرباء في أوروبا في السوقين الإيطالية والألمانية اللتين سجلتا 12% و9.3% على التوالي.
وشهدت أسواق بلجيكا وبريطانيا وهولندا ومعها أسواق الدول الواقعة شمال القارة العجوز زيادات متفاوتة، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم الزيادات الكبيرة التي شهدتاها في أسعار الكهرباء، ما تزال سوقا البرتغال وإسبانيا تشهدان أقل متوسطات أسعار على أساس أسبوعي، مسجلتين 25.16 يورو (26.84 دولارًا أميركيًا) /ميغاواط/ساعة، و25.57 يورو (27.37 دولارًا أميركيًا)/ميغاواط/ساعة على الترتيب.
وتمثّل أسعار الكهرباء التي سجلتها البرتغال الأسبوع الـ12 على التوالي الذي تشهد فيه أقل أسعار الكهرباء.
وسجلت أسواق الكهرباء الـ7 الأخرى كلها متوسطات تزيد عن 60 يورو (64.21 دولارًا أميركيًا)/ميغاواط/ساعة، وجاءت أعلى متوسطات أسبوعية في السوقين الإيطالية والبريطانية بواقع 102.58 يورو (109.76 دولارًا أميركيًا)/ميغاواط/ساعة و86.36 يورو (92.41 دولارًا أميركيًا)/ ميغاواط/ساعة على الترتيب.
وتأتي تلك الزيادة امتدادًا لمثيلتها التي سُجلت في الأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان (2024)، حينما تجاوزت المتوسطات الأسبوعية 50 يورو (53.20 دولارًا)/ميغاواط/ساعة في معظم الأسواق الأوروبية التي شملها التحليل.
أسعار سلبية
سجلت كل أسواق الكهرباء الرئيسة في أوروبا، باستثناء الأسواق البريطانية والإيطالية وتلك الواقعة شمال أوروبا، أسعارًا سلبية للكهرباء في يوم واحد على الأقل، خلال الأسبوع الماضي.
فقد سجلت سوق الكهرباء الإسبانية أسعارًا سلبية خلال 3 أيام (22 و23 و28 أبريل/نيسان 2024)، كما سجلت السوق البرتغالية أسعار كهرباء سلبية على مدار يومين (22 و28 أبريل/نيسان 2024).
وسجلت أسواق الكهرباء في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا أقل سعر في الساعة، عند سالب 65.06 يورو/ميغاواط/ساعة ظهيرة يوم 28 أبريل/نيسان (2024).
هبوط سعري متوقع
توقعت الدراسة أن تهبط أسعار الكهرباء في معظم الأسواق الأوروبية خلال الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار (2024)، نتيجة التراجع في الطلب والزيادة في إنتاج طاقة الرياح.
غير أنه من المتوقع أن تواصل أسعار الكهرباء في أوروبا الارتفاع في كل من البرتغال وإسبانيا.
وخلال الأسبوع الرابع من أبريل/نيسان (2024)، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 35% في ألمانيا؛ ما يعكس التراجع الذي حدث في الأسبوع السابق، وبنسبة 0.6% في إسبانيا التي سجلت زيادة للمرة الرابعة على التوالي.
في المقابل، رصدت فرنسا هبوطًا بنسبة 22%، وفق تحليل شركة آلياسوفت إنرجي فوركاستينغ، تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما نجحت البرتغال وإسبانيا بتحطيم سجلاتهما التاريخية في إنتاج الطاقة الشمسية على أساس يومي خلال الأسبوع الماضي.
وحققت البرتغال هذا الإنجاز في 23 أبريل/نيسان (2024)، مسجلةً 18 غيغاواط/ساعة، بينما سجلت إسبانيا 174 غيغاواط/ساعة في 24 أبريل/نيسان (2024)، وهي أعلى قيمة في التاريخ على الإطلاق، وفق التحليل.
ووفق توقعات الشركات، سينخفض إنتاج الطاقة الشمسية في إسبانيا وإيطاليا خلال الأسبوع المقبل، لكنه سيواصل الارتفاع في ألمانيا.
أسعار الجملة
لعل من أهم أسباب الزيادة في أسعار الكهرباء في أوروبا هو أسعار الجملة؛ ما يجبر المورّدين على تمرير تكاليف إضافية إلى المستهلكين الممثلين في الأُسر.
وتأتي أسعار الجملة المتزايدة باستمرار من عوامل مركبة متعددة منذ النصف الثاني من عام 2021، بما في ذلك الظروف الجوية غير الموثوقة، والانتعاش الاقتصادي الذي سجلته دول القارة في أعقاب التعافي من فيروس كورونا كورونا المستجد (كوفيد-19)، وانعدام أمن الطاقة المتزايد، ومحدودية إمدادات التخزين في مناطق مختلفة عبر أوروبا.
ومن النصف الأول من عام 2021 إلى أكتوبر/تشرين الأول (2022)، ارتفعت أسعار الكهرباء المنزلية بنسبة 114% في المتوسط، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ اشتعال فتيل الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط (2022)، انسحبت موسكو من سوق الطاقة الأوروبية؛ ما قاد إلى تسارع وتيرة الأزمة القائمة منذ أن زوّدت روسيا الاتحاد الأوروبي بنسبة 45% من واردات الغاز في عام 2021، أي ما يقرب من 40% من إجمالي استهلاكها من الغاز، ما يعادل 155 مليار متر مكعب.
ومن دون تأمين الغاز الروسي، يتعين على العديد من البلدان في أوروبا أن تسارع إلى تنويع إمداداتها وزيادة إنتاجها من مصادر أخرى.
موضوعات متعلقة..
- انتقادات لتوسعات شبكة الكهرباء في أوروبا.. وخطر يهدد المستهلكين
- إصلاح سوق الكهرباء في أوروبا يواجه عدة تحديات.. دعم محطات الفحم أبرزها
- انتشار بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا مهدد بضعف هوامش الأرباح.. ما الحل؟
اقرأ أيضًا..
- إنتاج حقل ظهر المصري للغاز يسجل أكبر انخفاض منذ اكتشافه (خاص)
- وزير الطاقة الجزائري: نستهدف إنتاج 110 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا (صور)
- قطر تقود توقعات ارتفاع إسالة الغاز الطبيعي عالميًا.. قد تتجاوز 666 مليون طن سنويًا