اليابان تواجه التغيرات المناخية بزراعة الأعشاب البحرية
أحمد أيوب
تشهد جهود مكافحة التغيرات المناخية في اليابان تطورات مهمة مع تبني مبادرة وطنية لزراعة أنواع معينة من الأعشاب البحرية التي يُعوّل عليها في المساهمة بامتصاص جزء من الانبعاثات الكربونية في البلاد.
ومن أجل هذا الغرض، بدأت مجموعة من المتطوعين بزراعة عشب يلغراس (eelgrass) أو عشب الأنقليس ذي اللون الأخضر الفاتح على طول شاطئ ضحل بمدينة يوكوهاما، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تجدر الإشارة إلى أن اليابان تُعَد خامس أكبر مُصدِر للانبعاثات الكربونية في العالم، رغم أنها تقع على مساحة أصغر من مساحة ولاية كاليفورنيا الأميركية، كما أنها تحظى ببعض من أطول الخطوط الساحلية في العالم، ما يُتيح زراعة هذه الأعشاب البحرية بكميات كبيرة.
مكافحة التغيرات المناخية في اليابان
يبدو أن مبادرة زراعة عُشب يلغراس الذي تتبناه جماعات بيئية هو إحدى المبادرات الوطنية لاستعادة النظام البيئي الطبيعي على طول ساحل مدينة يوكوهاما الواقعة جنوب طوكيو مباشرة، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، في 25 أبريل/نيسان 2024.
وتكتسب هذه المبادرة أهمية وطنية كبيرة؛ إذ إنها إحدى الأدوات المُساعِدة بمكافحة التغيرات المناخية في اليابان التي تستهدف الوصول إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
قال عالم البحار كيتا فوروكاوا، المشارك بمبادرة مكافحة التغيرات المناخية في اليابان: "يمكن لعشب يلغراس أن ينمو بكل منطقة ضحلة من البحر، وأعتقد أنه يمكن أن يمتص ربما 10 أو 20% من الانبعاثات الكربونية".
النباتات البحرية وامتصاص الكربون
لدى العلماء قناعة بأن النباتات البحرية هي أداة فعّالة لالتقاط حصة لا بأس بها من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ ما يسهم في مكافحة التغيرات المناخية
وفي هذا الصدد، قال عالم البحار كيتا فوروكاوا، المشارك في مبادرة مكافحة التغيرات المناخية في اليابان، عبر زراعة عُشب يلغراس البحري: "على مدار هذا العمل، توصّلنا إلى فهم دقيق أنه يمكن لهذا العشب امتصاص وتخزين الكربون الذي يُعد أحد أسباب تغير المناخ".
وجدير بالذكر أنه للمرة الأولى فإن التقرير السنوي المُقدم للأمم المتحدة -خلال شهر أبريل/نيسان الجاري- حول كميات الكربون المنبعثة من اليابان، قد احتسب كميات الكربون التي تمتصها الأعشاب البحرية وطبقات الأعشاب البحرية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير تقديرات وزارة البيئة في طوكيو إلى أنه في السنة المالية 2022، بلغت كمية الكربون الأزرق -الكربون المُخزّن بشكل طبيعي بوساطة النظم البيئية البحرية والساحلية- نحو 350 ألف طن.
وفي حين أن هذا لا يمثل سوى 0.03% من 1.135 مليار طن من غازات الدفيئة المُكافئة لثاني أكسيد الكربون التي أطلقتها اليابان في عام 2022؛ فقد اكتسب الكربون الأزرق أهمية أكبر مع تقدم عمر الغابات في البلاد؛ إذ يمتص ثاني أكسيد الكربون بشكل أقل من الأشجار الأصغر سنًا.
وتظهر بيانات حكومية أن كمية الغازات المسببة للتغيرات المناخية التي امتصتها الغابات انخفضت بنسبة 17% خلال السنوات الـ5 حتى عام 2022، وقالت اليابان إنها ستبذل جهودًا على الأرض وفي البحر لاحتجاز المزيد من الكربون.
موضوعات متعلقة..
- اليابان تركّب أول شراع دوار في العالم على ناقلة فحم
- مصر تستعين بخبرات اليابان في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة
- اليابان تختار مشغلين لـ3 مشروعات جديدة لطاقة الرياح البحرية
اقرأ أيضًا..
- هل تأثر الطلب على النفط النرويجي بطفرة السيارات الكهربائية؟.. تقرير حديث يجيب
- سفينة إعادة تغويز عائمة تتحرك من أستراليا إلى مصر للإسهام في حل أزمة الغاز
- 4 محطات طاقة شمسية في الجزائر.. انطلاقة قوية لبرنامج 3000 ميغاواط