رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

النحاس في زامبيا يستقطب شركة إماراتية كبرى

دينا قدري

يجذب النحاس في زامبيا اهتمام شركة إماراتية كبرى، تسعى بشكل خاص إلى بناء إمبراطورية لتعدين النحاس في أفريقيا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقد عرضت وحدة التعدين التابعة للشركة العالمية القابضة (IHC) شراء حصة أغلبية بأصول النحاس في زامبيا التابعة لشركة فيدانتا ريسورسز (Vedanta Resources).

وقدّمت إنترناشونال ريسورسز هولدينغ (IRH) عرضًا بأكثر من مليار دولار، لشراء حصة 51% في شركة كونكولا كوبر ماينز (Konkola Copper Mines)، من شركة فيدانتا المملوكة للملياردير الهندي أنيل أغاروال.

صفقة إماراتية محتملة

تتسابق إنترناشونال ريسورسز هولدينغ لتوسيع أعمالها المزدهرة في تعدين النحاس في زامبيا، بعد شراء حصة 51% في شركة موباني كوبر ماينز (Mopani Copper Mines)، في صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار.

وقالت الشركة، في شهر مارس/آذار الماضي، إنها تخطط لتقديم عطاء لشراء حصة مملوكة لشركة إي إم آر كابيتال (EMR Capital) في منجم لوبامبي للنحاس، والمعروضة للبيع أيضًا.

ويبدو أن عرض إنترناشونال ريسورسز هولدينغ للحصول على حصة مسيطرة غير ملزم، والمحادثات ما زالت مستمرة، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

إذ قد ترفض شركة فيدانتا التخلّي عن حصة الأغلبية في كونكولا كوبر ماينز، لأنها كانت تريد دائمًا الأصول في ميزانيتها العمومية.

وقالت إنترناشونال ريسورسز هولدينغ، إنها تلتزم بشدة بتوسيع وجودها إستراتيجيًا في قطاع تعدين النحاس، وهو ما يتجسد في اهتمامنا بأصول متعددة، دون التعليق على "المناقشات الجارية".

إحياء أصول النحاس في زامبيا

تريد شركة "فيدانتا" بيع جزء من حصتها البالغة 80% في كونكولا كوبر ماينز، وعيّنت بنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) لإدارة العملية في محاولة لجمع رأس المال لإحياء الأصول، التي كانت محلّ نزاع مع الحكومة في عام 2019.

وتمتلك الحكومة الزامبية 20% من شركة كونكولا كوبر ماينز من خلال شركة زد سي سي إم- آي إتش الحكومية (ZCCM-IH).

وأصدر بنك ستاندرد تشارترد "طلب عروض" يبحث عن مستثمرين مهتمين بشراء حصة أقلية في كونكولا كوبر ماينز.

وتبدو إنترناشونال ريسورسز هولدينغ مهتمة فقط بحصّة مسيطرة في كونكولا كوبر ماينز، إذ لا توجد فوائد واضحة في أن تصبح مستثمرًا سلبيًا في العمليات، لأنها لا تجني أموالًا، وتحتاج إلى استثمارات كبيرة.

وقالت فيدانتا، إن ستاندرد تشارترد كان يساعد في "إستراتيجية أوسع لإدارة هيكل رأس المال، والتأكد من أن الشركة لديها الأموال اللازمة للوفاء بالتزاماتها، ومواصلة العمليات مرة أخرى".

وتابعت: "جزءًا من هذه العملية، نحن نتعامل مع الشركاء المحتملين لكل من التمويل قصير الأجل وتمويل الأسهم طويل الأجل، ولكن لا يمكننا الكشف عن أسماء هؤلاء الشركاء أو المستثمرين، بسبب المرحلة الحساسة التي وصلت إليها هذه المناقشات".

منجم كونكولا لإنتاج النحاس في زامبيا
منجم كونكولا لإنتاج النحاس في زامبيا - الصورة من وكالة رويترز

النزاع حول النحاس في زامبيا

استعادت شركة فيدانتا مؤخرًا السيطرة على الأصول بعد معارك قانونية طويلة، بما في ذلك التحكيم الدولي، مع الحكومة الزامبية السابقة التي استولت على مناجم النحاس ومصنع الصهر، بعد اتهام الشركة بالفشل في الاستثمار بتوسيع إنتاج النحاس في زامبيا.

وأدت المشاحنات القانونية، التي اندلعت في أعقاب التصفية القسرية التي قامت بها الحكومة في مايو/أيار 2019 لـ كونكولا كوبر ماينز، إلى حرمان العمليات من رأس المال الجديد، وكادت أن تؤدي إلى توقّفها تمامًا.

وقال الرئيس التنفيذي لوحدة المعادن الأساسية في فيدانتا، كريس غريفيث، في فبراير/شباط، إن الشركة تريد الآن جمع نحو مليار دولار للاستثمار في الأصول على مدى السنوات الـ5 المقبلة، و300 مليون دولار إضافية لسداد الدائنين المحلّيين.

وهناك حاجة إلى قدر كبير من التمويل لتطوير مشروع كونكولا للتعدين العميق، وهو عبارة عن عملية تحت الأرض تحتوي على واحدة من أغنى رواسب النحاس في العالم.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تبدو شركة فيدانتا منفتحة لبيع حصة أقلية أو أغلبية، وتشهد الشركة اهتمامًا من مختلف المستثمرين.

من المرجّح أن يؤدي ارتفاع أسعار النحاس إلى زيادة اهتمام المستثمرين بالأصول، لكنهم قد يشعرون بالقلق من الظروف الصعبة، بما في ذلك إزالة المياه الجوفية من عملية كونكولا ديب تحت الأرض.

ارتفاع متوقع لاستهلاك النحاس

في سياقٍ آخر، من المتوقع أن يؤدي النشاط المزدهر في قطاعات السيارات الكهربائية والبنية التحتية للطاقة والذكاء الاصطناعي والأتمتة، إلى ما لا يقلّ عن 10 ملايين طن متري من استهلاك النحاس الإضافي على مدى العقد المقبل، وفق ما أكدته شركة ترافيغورا لتجارة السلع الأساسية (Trafigura).

وقد أدت التطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة، وانتقال الطاقة، الذي يشمل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، إلى زيادة آفاق الطلب على الخطوط النحاسية المستعملة لتوصيل الكهرباء.

وتختلف تقديرات الطلب الجديد من هذه التطبيقات، لكن رئيس تحليل المعادن في شركة ترافيغورا غرايم ترين، قال، إن ثلث الطلب الجديد البالغ 10 ملايين طن، سيأتي من قطاع السيارات الكهربائية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وأوضح أن "الثلث هو توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها، والباقي لأشياء مثل الأتمتة والنفقات الرأسمالية للتصنيع وأنظمة التبريد داخل مراكز البيانات"، ويرتبط النمو في مراكز البيانات بالذكاء الاصطناعي.

وقد أدى تسارع إنتاج السيارات الكهربائية والألواح الشمسية والاستثمار في الشبكات في الصين، وانتعاش نشاط التصنيع في أكبر مستهلك، إلى تعزيز الطلب على النحاس المستعمل في قطاعي الكهرباء والبناء.

أدى ذلك، جنبًا إلى جنب مع قلة الإمدادات من معدن النحاس المكرر والمركّز، إلى دفع النحاس في بورصة لندن للمعادن (LME) لأعلى مستوياته خلال عامين، بالقرب من 10 آلاف دولار للطن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق