سلطنة عمان تحتضن أول مركز لتزويد السفن بالغاز المسال في الشرق الأوسط
من المقرر أن تحتضن سلطنة عمان أول مركز لتزويد السفن بالغاز المسال في الشرق الأوسط، في خطوة تدعم جهود البلاد لتنويع مصادر الدخل من خلال توسيع أنشطة الشحن التجاري.
ووفق بيانات، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وقّعت شركة أوكيو -المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة- اتفاقية استثمار مشترك في مشروع شركة مرسى للغاز المسال لتزويد السفن بالوقود في صحار، وهو مشروع مشترك بين توتال إنرجي (80%) وأوكيو (20%).
ويتميّز مشروع شركة مرسى للغاز المسال لتزويد السفن بالوقود في صحار بكونه يعمل كليًا بالطاقة المتجددة التي ستوفرها محطة للطاقة الشمسية.
ووُقِّعَت الاتفاقية بحضور وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان المهندس سالم بن ناصر العوفي، ورئيس مجلس إدارة أوكيو ملهم بن بشير الجرف، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه.
أول مركز لتزويد السفن بالغاز المسال
يتمثّل طموح مشروع مرسى للغاز المسال في أن يكون بمثابة أول مركز لتزويد السفن بالغاز المسال في الشرق الأوسط؛ إذ يعرض وقودًا بحريًا بديلًا متاحًا وتنافسيًا لتقليل انبعاثات صناعة الشحن.
إذ يشمل مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال إنتاج الغاز بطاقة 150 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، يأتي من حصة 33.19% التي تمتلكها شركة مرسى في حقل المبروك الشمالي الشرقي بمربع 10، والتي ستوفر المواد الخام اللازمة لمصنع الغاز المسال.
وبدأ الإنتاج من المربع في 10 يناير/كانون الثاني 2023، ووصل إلى مرحلة الاستقرار في أبريل/نيسان 2024، وتسمح اتفاقية الاستثمار النهائي لشركة مرسى للغاز المسال بتمديد حقوقها في مربع 10 حتى انتهاء مدتها خلال عام 2050.
كما يشمل المشروع إنشاء محطة لتسييل الغاز الطبيعي بقدرة إنتاجية تبلغ 1 مليون طن سنويًا في ميناء صحار، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز المسال بحلول الربع الأول من عام 2028، وفق بيان لشركة توتال إنرجي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما يتضمن المشروع توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة؛ إذ ستُبنَى محطة مخصصة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاواط لتغطية 100% من استهلاك الطاقة السنوي لمحطة الغاز المسال؛ ما يسمح بتخفيض كبير في انبعاثات غازات الدفيئة.
ويضع المشروع معايير منخفضة للغاية لكثافة الكربون للجيل القادم من محطات الغاز المسال؛ إذ سيُشَغَّل مصنع مرسى المسال كهربائيًا بنسبة 100% وتزويده بالطاقة الشمسية؛ ما يجعله من أقل محطات الغاز الطبيعي المسال من حيث كثافة انبعاثات غازات الدفيئة التي بُنِيَت على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، مع كثافة غازات دفيئة أقل من 3 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون المكافئ.
وبالمقارنة مع الوقود البحري التقليدي، يساعد الغاز المسال على خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 23%، وخفض انبعاثات أكسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 85%، وخفض انبعاثات الكبريت بنسبة 99%، وخفض انبعاثات الجسيمات الدقيقة بنسبة 99%.
مشروع مرسى للغاز المسال
قال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي، باتريك بويانيه: "نحن فخورون بفتح فصل جديد في تاريخنا بسلطنة عمان مع إطلاق مشروع مرسى للغاز المسال، بالتعاون مع شريكتنا أوكيو؛ ما يدل على التزامنا طويل الأمد تجاه البلاد".
وأضاف: "يسعدنا بشكل خاص نشر الركائز الأساسية لإستراتيجيتنا الانتقالية، وهما الغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة؛ ومن ثم دعم سلطنة عمان على نطاق جديد في التنمية المستدامة لموارد الطاقة لديها"، إذ يبرز هذا المشروع المبتكر أهمية إستراتيجيتنا المتكاملة للطاقة المتعددة، مع طموحنا إلى أن نكون لاعبًا مسؤولًا في تحول الطاقة".
كان ميناء صحار قد انضم مؤخرًا إلى مجموعة "إس إي آي إل إن جي" العالمية بصفته أول عضو من مواني الشرق الأوسط لتعزيز استثماره في مرافق تزويد السفن بالغاز المسال واستعمال الغاز الطبيعي المسال بوصفه وقودًا للشحن البحري.
وسيعمل مشروع محطة الغاز الطبيعي في ميناء صحار على استقطاب المزيد من السفن العاملة على خطوط الشحن العالمية التي تمر بالمنطقة خلال الوقت الذي ينسجم فيه مع التحولات المتسارعة التي تقوم بها شركات الشحن العالمية للبدء باستعمال الغاز الطبيعي المسال بوصفه بديلًا عن الوقود البحري التقليدي للحد من انبعاثات الكبريت وفقًا للحدود التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية التي دخلت حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2020 وانبعاثات غازات الدفيئة المحددة لعامي 2030 و2050.
صفقة غاز مسال
من جهة أخرى، وقّعت الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال اتفاقية بيع وشراء الغاز الطبيعي المُسال مع شركة توتال إنرجي؛ لتزويدها بنحو 800 ألف طن متري سنويًا من الغاز المُسال على مدى 10 أعوام بدءًا من عام 2025.
وستسهم الاتفاقية في رفد التعاون القائم بين الشركتين؛ إذ تعكس جهود الشركة العُمانية للغاز المسال في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تطوير الشراكات الإستراتيجية وتسليم الغاز الطبيعي المُسال من سلطنة عُمان لشتى الأسواق العالمية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال حمد بن محمد النعماني، إن اتفاقية البيع والشراء تأتي لتقوية حضور توتال إنرجي في سلطنة عمان نتيجة للتعاون المستمر على مر السنين والذي تُرجِمَ الآن إلى صفقة طويلة المدى.
وأضاف أن الاتفاقية تعزز الشراكة المتنامية مع شركة توتال إنرجي التي لا تعد واحدة من أبرز شركائنا فحسب، بل أحد أبرز المساهمين لدى الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال.
وأشار إلى أنه من خلال الاتفاقية تعزز الشركة العُمانية للغاز المُسال سمعتها بوصفها مزودًا يمكن الاعتماد عليه في الغاز الطبيعي المُسال، كما تُظهر قدرتها الريادية على إدارة العمليات التجارية بكفاءة لتوفير طاقة آمنة ومستدامة للعملاء حول العالم.
من جانبه، أعرب نائب الرئيس الأول لشؤون الاستكشاف والإنتاج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى توتال إنرجي، جوليان بوجيه، عن سعادته بتوسيع الشراكة بين شركة توتال إنرجي والشركة العُمانية للغاز المُسال من خلال اتفاقية البيع والشراء التي تُعَد نقطة مهمة نحو تعزيز محفظة الشركة العالمية من مخزون الغاز المُسال التي تتماشى مع التزام الشركة بتوفير طاقة مرنة ومستدامة.
وقال إن الصفقة تمثل تعاونًا أوسع مع سلطنة عمان، مؤكدًا التزام توتال إنرجي بالمساهمة في نموها الاقتصادي من خلال مشروعات الطاقة المتنوعة والطموحة.
وتشارك توتال إنرجي بالفعل في مجمع عمان للغاز الطبيعي المسال في قلهات الذي يضم 3 خطوط إنتاج بطاقة تبلغ نحو 11.4 مليون طن سنويًا.
وتملك الشركة حصة قدرها 5.54% في شركة قلهات للغاز المسال و2.04% في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.
موضوعات متعلقة..
- تنشيط بطاقة دعم الوقود في سلطنة عمان.. طريقة مبسطة للحصول على الخدمة
- سلطنة عمان توقع صفقة غاز مسال لمد تركيا بمليون طن سنويًا
اقرأ أيضًا..
- لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر .. "الطاقة" ترصد أبرز الحلول العملية والأسعار (صور)
- شركة طاقة بريطانية تبيع أصولها في مصر وتتجه إلى المغرب
- مصنع توربينات الغاز الجزائرية يعلن خطوة هي الأولى في أفريقيا