تقارير النفطالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

5 معلومات عن ميناء صحار العماني منافس الإمارات في تزويد السفن بالوقود (تقرير)

الميناء العماني يشغل موقعًا إستراتيجيًا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • يقع ميناء صحار في سلطنة عمان عند مدخل مضيق هرمز
  • في 2010 أنشأت سلطنة عمان منطقة حرة تابعة للميناء
  • صحار ينافس ميناء الفجيرة الإماراتي في بيع الوقود للسفن
  • يرتبط بالميناء مناطق صناعية واقتصادية مع تجارة البضائع والحاويات

يأتي ميناء صحار العماني من بين الموانئ العربية التي تؤدي دورًا رئيسًا في حركة التجارة العالمية، ومنها تداول النفط، وذلك بالتوازي مع تميز المنطقة العربية باحتواء باطن أراضيها على ثروات طبيعية مهمة، كالوقود الأحفوري.

وتتنافس دول المنطقة العربية في تطوير موانيها لتحصل كل منها على النصيب الأكبر من السفن العابرة لها، وذلك عبر تقديم خدمات لوجستية وتموين للسفن.

ومن بين تلك المواني، ميناء صحار في سلطنة عمان، الواقع عند مدخل مضيق هرمز، ذي الموقع الإستراتيجي على طريق التجارة نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية.

نشأة ميناء صحار

ميناء صحار
ميناء صحار - أرشيفية

في عام 1999، بدأت سلطنة عمان تنفيذ الأعمال الإنشائية بميناء صحار، باستثمارات حكومية في البنية الأساسية والمرافق، بلغت وقتها نحو 4.5 مليارات دولار.

وتبلغ مساحة أرض الميناء أكثر من 45 كيلو مترًا مربعًا، وبفضل تلك المساحة يحتوي على 21 رصيفًا بعمق يصل ما بين 16 و25 مترًا بمجموع أطوال 6270 مترًا، إذ يمتلك أرصفة للمياه العميقة لديها القدرة على التعامل مع أكبر السفن في العالم.

وفي عام 2004، شهد ميناء صحار أول عبور للسفن، لتواصل عمان تطوير الميناء، قبل أن تضيف له منطقة حرة عام 2010.

ويقع "صحار" بمنطقة إستراتيجية على مدخل مضيق هرمز، لتمرّ به حركة التجارة بين أوروبا وآسيا، كما يقع في منتصف الطريق بين دبي ومسقط.

ومن أبرز ما يميز الميناء، إتاحته الوصول إلى دول الخليج العربي دون العبور من مضيق هرمز وعدم دفع تكاليف إضافية، إذ يرتبط الميناء مع جميع دول مجلس التعاون عبر شبكة طرق ومطارات.

أسندت سلطنة عمان إدارة ميناء صحار والمنطقة الحرة التابعة له إلى شركة ميناء صحار الصناعي، وهي استثمار مشترك بين مجموعة أسياد للخدمات اللوجستية المتكاملة التابعة للحكومة العمانية، وميناء روتردام الهولندي، مناصفة فيما بينهما.

وتؤكد الشركة المسؤولة عن إدارة الميناء، بأن "صحار" يأتي ضمن المواني العالمية القليلة المُجهزّة بأرصفة المياه العميقة، ولديها القدرة على التعامل مع أكبر السفن عالميًا.

ويمتلك ميناء صحار رافعات مزوّدة بخاصية التحكم عن بعد، قادرة على خدمة أكبر سفن شحن الحاويات في العالم.

المنطقة الحرة في سلطنة عمان

ميناء صحار
مجسم للمنطقة الحرة في صحار- أرشيفية

في عام 2010، أنشأت سلطنة عمان منطقة حرة تابعة لميناء صحار تقع على مساحة 45 مليون متر مربع.

والمنطقة الحرّة بصحار تتوسط الطريق الواصل بين العاصمة مسقط ومدينة دبي الإماراتية، وتقوم بإدارتها وتشغيلها شركة ميناء صحار الصناعي.

ونجحت المنطقة الحرة بصحار في جذب استثمارات أكثر من 27 مليار دولار خلال طرح المرحلة الأولى لها، إذ حجزت بالكامل قبل الموعد المحدد لها بـ3 سنوات.

وتتمتع المنطقة الحرة في ميناء صحار بعوامل جذب ساعدت على حجز المنطقة الأولى بالكامل، من بينها إتاحة ملكية أجنبية بنسبة 100%، وإعفاءات ضريبية على الشركات تصل إلى 25 عامًا، بالإضافة إلى إعفاء كامل من رسوم الاستيراد أو إعادة التصدير، وإعفاء كامل من ضريبة الدخل للأفراد.

وتعدّ الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة بعمان، هي الجهة المنظمة الرسمية للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، بما في ذلك المنطقة الحرة بصحار، وذلك بموجب مرسوم سلطاني.

الأهمية الاقتصادية لصحار

ميناء صحار
ميناء صحار - أرشيفية

بفضل المساحة الواسعة والمنطقة الحرة التي يتميز بها ميناء صحار، بالإضافة إلى موقعه المتميز على مدخل مضيق هرمز، يعدّ "صحار" أكبر ميناء ومجمع صناعي في سلطنة عمان، وهو ما يبرز أهميته الاقتصادية للبلاد.

وتستهدف سلطنة عمان من المنطقة الحرة التابعة لميناء صحار والتي يوجد بها العديد من الأنشطة الصناعية، تنويع مصادر إيرادات البلاد، وتقليل اعتمادها على العائد من بيع النفط والغاز.

وبحسب بيانات رسمية، يتعامل ميناء صحار مع أكثر من مليون طن متري من الشحنات البحرية أسبوعيًا، نتيجة موقعه الإستراتيجي على مركز طرق التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا.

ويستقبل ميناء صحار كذلك أكثر من 3 آلاف سفينة سنويًا، بحمولات تصل إلى 85 مليون طن.

مشروعات ضخمة تعتمد على النفط

يوجد في ميناء صحار مشروعات صناعية ضخمة تعتمد على النفط والغاز، إذ يرتبط بالميناء مناطق صناعية واقتصادية، وذلك بالتوازي مع تجارة البضائع العامة والحاويات.

وبحسب بيانات حكومية، كانت بداية تأسيس "صحار" حول 3 مجمعات صناعية، هي المعادن والبتروكيماويات واللوجستيات، ومع تطوير الميناء أنشأت سلطنة عمان مجمعًا رابعًا للصناعات الغذائية.

ويتضمن مجمع الصناعات الغذائية أول محطة مخصصة في عمان لاستقبال البضائع الزراعية، مع وجود مرافق لغرض تصنيع المواد الغذائية وتعبئتها والدعم اللوجستي للأغذية.

وضخّت سلطنة عمان استثمارات كبيرة لإنشاء مجمع للتكرير والبتروكيماويات بمنطقة صحار، بهدف تنويع مصادر إيرادات البلاد، وتقليل اعتمادها على إيرادات النفط،

ويوجد في الميناء مصفاة للنفط مملوكة لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك).

وفي عام 2018، افتتحت سلطنة عمان مصنعًا لغزل الأقطان بالمنطقة الحرة في صحار بقيمة 300 مليون دولار، واكتمل بناؤه عام 2019، وتتولى شركة إس في بيتي صحار للمنسوجات إدارته.

ويتضمن المصنع نحو 300 ألف ماكينة غزل، بالإضافة إلى 7 آلاف آلة برم تُنتج أكثر من 100 ألف طن متري سنويًا من خيوط القطن المضغوطة، بحسب بيانات حكومية.

كما يوجد في الميناء مجمع لوى للصناعات البلاستيكية، وهو تابع لشركة أوربك، والذي بدأ العمل في 2020، باستثمارات تُقدَّر بنحو 6.5 مليار دولار.

ويعتمد المجمع على المواد من البولي بروبلين والبولي إيثيلين، والتي تتحول إلى مواد تغليف تُستخدم في الصناعات الغذائية.

وفي السياق نفسه، تعمل الحكومة العمانية على إنشاء 5 مصاهر جديدة للفيروكروم -نوع من السبائك الحديدية- في المنطقة الحرة، بالإضافة إلى إنشاء أكبر مصنع لإنتاج المعادن الأرضية النادرة "الأنتيمون"، لتكون سلطنة عمان أكبر منتج لذلك المعدن، بعد الصين -بحسب وصف شركة ميناء صحار الصناعي-.

تطوير ميناء صحار والطاقة الشمسية

ميناء صحار
محطة قبس للطاقة الشمسية - أرشيفية

تعمل سلطنة عمان على إضافة مساحات أخرى لميناء صحار؛ بهدف توسعته وتطويره.

وتنفّذ الحكومة العمانية توسعة جديدة من الجهة الجنوبية لميناء صحار، بهدف إضافة 25 مليون متر مربع إلى مساحة الميناء.

ومن المقرر أن تضيف التوسعة الجديدة سعة شحن إضافية، على هيئة أرصفة جديدة عميقة المياه.

وفي 15 يونيو/ حزيران الماضي، وقّع ميناء صحار والمنطقة الحرة مع شركة "سي ستاينويخ عُمان" المُشغّلة لمحطة البضائع العامة بالميناء، اتفاقية تضمنت إضافة توسعة جديدة على مساحة 270 ألف متر مربع لمخازنها بمحطة البضائع العامة بميناء صحار.

وفي السياق نفسه، خصصت المنطقة الحرة بصحار نحو 6 ملايين متر مربع، لإنشاء مشروعات للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 25 ميغاواط للمشروع، وذلك بالتعاون مع شركة شل.

وفي يناير/كانون الثاني 2021، كانت شركة شل عُمان قد أعلنت افتتاح مشروع قبس للطاقة الشمسية، بقدرة إنتاجية تبلغ 25 ميغاواط.

ينافس الإمارات في بيع الوقود

ميناء صحار
إحدى السفن في ميناء صحار - أرشيفية

نقلت منصة ستاندرد أند بورز كوموديتي إنسايتس بدء شركة نفط عمان التسويق لبيع الوقود البحري، لتدخل بذلك المنافسة مع ميناء الفجيرة بالإمارات الذي يقدّم هو الآخر خدمة الوقود للسفن.

وبحسب المنصة، رأى كبير مديري شركة نفط عمان، كريستوف الكاتي، أن ميناء صحار قد يُنظر إليه من وكلاء الشحن البحري مركزًا بديلًا لميناء الفجيرة الإماراتي للتزويد بالسفن، خاصة خلال الازدحام والاختناقات التي تشهدها مراكز التزويد بالوقود في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد أن معايير الوقود البحري الذي يقدّمه ميناء صحار متوافقة مع المعايير التي حددتها المنظمة البحرية الدولية.

ومن بين أنواع الوقود البحري المقدَّم للسفن من ميناء صحار، الوقود المحتوي على الكبريت بنسبة 0.5%، وكذلك زيت الوقود البحري بنسبة كبريت 3.5%.

وكانت وكالة بلومبرغ قد نقلت، في أغسطس/آب 2021، توقيع ميناء صحار اتفاقية مع شركة هرمز مارين التي تتخذ من مسقط مقرًا لها، للبدء في تقديم خدمات تزويد السفن بالوقود بالميناء، بدءًا من منتصف سبتمبر/أيلول 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق