تقارير الطاقة النوويةالتقاريررئيسيةطاقة نووية

المفاعل النووي الأوكراني.. أعطال متكررة تهدد بكارثة إشعاعية (تقرير)

أحمد بدر

يواجه المفاعل النووي الأوكراني "زابوريزهيا"، الذي يخضع للسيطرة الروسية، منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير/شباط (2022)، مخاطر متصاعدة لا تنتهي، قد تؤدي إلى كارثة تضرب كييف وما حولها.

وكانت إدارة المحطة النووية العملاقة قد أعلنت في 4 أبريل/نيسان الجاري (2024) أن خط الكهرباء الاحتياطي الذي يغذّي المحطة المحتلة قد تعطّل، وذلك بالتزامن مع الخط الرئيس، الذي أصلحه المهندسون الأوكرانيون وعاد للعمل مؤخرًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وسرعان ما استعادت شبكة الكهرباء في كييف توازنها -رغم عدم اعتمادها على الإنتاج النووي- مع إصلاح الأعطال التي ضربت الخط الرئيس –الذي تبلغ قدرته نحو 750 كيلوفولت- في المفاعل النووي الأوكراني، بعد أن صارت أعطاله أمرًا متكررًا على مدار العامين الماضيين.

يشار إلى أن المعارك التي أسفر عنها الغزو الروسي لأوكرانيا، والمستمرة منذ عامين، دخلت محيط المفاعل الأوكراني، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة نووية قد يعاني كل سكان كوكب الأرض ويلاتها، لا سيما أن الهجمات الروسية استهدفت خطوط كهرباء المفاعل أكثر من 11 مرة.

منع وقود كارثة نووية

بينما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية "إنرجو آتوم"، إن خط الكهرباء الرئيس في المفاعل النووي الأوكراني، البالغة قدرته 750 كيلوفولت قد استعاد قدرته على تقديم الكهرباء اللازمة لمنع حدوث كارثة بمحطة زابوريزهيا، وما زالت المخاوف تحوم حول المحطة بشأن إمكان حدوث كوارث عديدة.

جندي روسي أمام محطة زبوريزهيا النووية في أوكرانيا
جندي روسي أمام محطة زبوريزهيا النووية في أوكرانيا - الصورة من يورو نيوز

ولا تعمل المفاعلات الـ6 داخل محطة زابوريزهيا في الوقت الحالي، بعدما وقعت تحت سيطرة القوات الروسية بسبب قربها من خط المواجهة، إلاّ أنها تعتمد على الكهرباء للحفاظ على برودة المواد النووية الموجودة داخلها، لمنع وقوع أيّ حوادث نووية.

وما زالت أسباب انقطاع الكهرباء -سواء من الخط الرئيس أو الخط الاحتياطي- في المفاعل النووي الأوكراني مجهولة الأسباب، ولكن إدارة المحطة -الخاضعة لروسيا- أعلنت أن التحقيق ما زال جاريًا في الأمر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان نظام الطاقة الأوكراني قد شهد تضررًا كبيرًا، جراء الهجمات الصاروخية الروسية خلال الأسابيع الأخيرة، لكن وزارة الطاقة الأوكرانية أعلنت اليوم الأحد أن الوضع مستقر، ومن ثم فإن البلاد لن تستورد كميات كبيرة من الكهرباء.

يشار إلى أن واردات أوكرانيا من الكهرباء كانت قد سجلت مستوى قياسيًا في نهاية مارس/آذار الماضي، بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية، وأسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء كثيرة من البلاد.

وتهاجم القوات الروسية، منذ 22 مارس/آذار الماضي 2024، البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، إذ استهدفت هجماتها محطات الطاقة الحرارية والكهرومائية، وكذلك الشبكات الرئيسة بشكل شبه يومي، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وكانت إدارة المفاعل قد طمأنت كل الجهات المعنية، بأن انقطاع التيار الكهربائي من الخط الرئيس ثم الخط الاحتياطي لم يتسبب في أيّ تغيير بمستويات الإشعاع داخل المفاعل النووي الأوكراني، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

يُذكر أنه -بعد الخط الرئيس- أصيب خط كهرباء "فيروسبلافنايا"، الذي تبلغ قدرته 330 كيلو فولت، للمرة الثانية، إذ سبق إصلاحه في منتصف شهر مارس/آذار الماضي، بعد إصابته، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء فيه لأكثر من 3 أسابيع.

محيط محطة زابوريزهيا بلا كهرباء
محيط محطة زابوريزهيا بلا كهرباء - الصورة من رويترز

محطة زابوريزهيا النووية

كاد العالم أن يشهد كارثة نووية في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي 2023، تعرّض محطة زابوريزهيا النووية الأوكرانية لانقطاع التيار الكهربائي بالكامل، ما دعا إلى تحرّك سريع لإصلاح الخطوط، ومنع خروج المواد النووية من حالة التجميد التي كانت عليها، بحسب ما أعلنته وزارة الطاقة الأوكرانية.

وتعرّض المفاعل النووي الأوكراني "زابوريزهيا" للقصف من جانب القوات الروسية أكثر من مرة منذ بداية الغزو وحتى الآن، الأمر الذي أدى إلى تحرك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي حذّرت من احتمالات حدوث تسرب نووي أو كارثة إشعاعية.

وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد دعا إلى تدخُّل أممي في المنطقة المحيطة بالمحطة النووية العملاقة، والسيطرة عليها وتحييدها، بهدف حماية أوكرانيا من خطر حدوث كارثة نووية، مع استمرار الحرب بين البلدين، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

وبحسب تقديرات سياسية، فإن نحو 3 ملايين مواطن أوكراني قد يواجهون خطر الفقد، بينما قد يتأثر مواطنو الدولة الباقون، وعددهم 51 مليونًا بالإشعاعات التي قد تتسرب من المفاعل النووي الأوكراني -الذي تفوق قدرته لتوليد الكهرباء قدرات المفاعلات الأميركية- في حالة وقوع حادثة جراء الهجمات المتواصلة.

وتعيد المخاطر التي تحيط بالمفاعل النووي الأوكراني، سيناريو التسرب الإشعاعي الذي شهدته محطة تشيرنويل، بالقرب من مدينة بريبيات شمال أوكرانيا، والتي تصنَّف على أنها أسوأ كارثة نووية شهدها العالم على الإطلاق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق