التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر قد تصل إلى 11 مليون طن سنويًا

بحلول عام 2050

هبة مصطفى

يمكن لصادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر أن تُغذّي الأسواق الأوروبية والآسيوية بكثافة الآونة المقبلة، لا سيما أن هناك اتجاهًا عالمي بالتوسع في مصادر الطاقة النظيفة، مقابل خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وكشف تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة أن موارد القارة المتجددة تعزز فرص إنتاج الهيدروجين، وزيادة استهلاكه محليًا، مع وجود فائض يسمح بالتصدير للأسواق الكبرى.

وتبحث أوروبا تحديدًا عن بدائل للغاز الروسي، وطرحت دول عدّة في القارة العجوز إستراتيجيتها لتطوير الهيدروجين بوصفه وقودًا نظيفًا يمكن أن يصير أحد البدائل.

وتُشير التوقعات إلى أن حجم صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر قد يصل إلى مليون طن سنويًا، بحلول عام 2030، لترتفع بمعدل أكبر حال نجاح بلدان القارة في اقتناص حصة قدرها 15% من تجارة الهيدروجين العالمية.

الصادرات المتوقعة

توقّع تقرير مشترك أن تصل صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر إلى 11 مليون طن سنويًا، بحلول منتصف القرن في 2050، مع ارتفاع حصة القارة من حجم تجارة الوقود النظيف.

ويُعزز طموح زيادة الصادرات من فرص نشر الطاقة المتجددة والتوسع في مشروعاتها بوتيرة أكبر، لخفض تكلفة استهلاكها محليًا.

وتُقدَّر قيمة صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر -المتوقعة بحلول التاريخ ذاته- بنحو 15 مليار دولار، من إجمالي الاستثمارات العالمية التي قد تصل إلى 400 مليار دولار، وفق تقرير صادر عن مجلس الهيدروجين وشركة ماكنزي أند كومباني (McKinsey & Company) الأميركية للاستشارات.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الطلب على الهيدروجين في عدد من المناطق عام 2022:

الطلب العالمي على الهيدروجين

وتُعدّ صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر أحد أبرز منافذ الإمدادات العالمية، في ظل توقعات بزيادة الطلب الأوروبي والآسيوي بصورة خاصة على الوقود النظيف ومشتقاته، مثل الأمونيا والوقود الاصطناعي.

وفي حالة تزايد استثمارات الطاقة المتجددة في القارة السمراء، فإن احتمالات تحوُّلها إلى "مُنتج" ثم "مُصدّر" للهيدروجين ترتفع لتحمل آفاقًا واعدة لأطراف الاستثمار، بدءًا من الحكومات الأفريقية والمطورين والأسواق المستقبلة للإمدادات.

مسارات النقل

تُشير توقعات الطلب العالمي لحاجة الأسواق إلى واردات بنحو 7 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين بحلول عام 2030، وقد ترتفع هذه الكميات إلى 72 مليون طن سنويًا بدءًا من عام 2050.

وتستحوذ أوروبا وبعض الدول الآسيوية على غالبية الواردات من أفريقيا، في حين تحقق أميركا الشمالية واللاتينية الاكتفاء الذاتي.

وبذلك، تُشكّل أوروبا وآسيا أسواقًا رئيسة لاستيعاب تدفقات صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر، ومع ثبات الطلب من دول القارتين يبدأ إنتاج الوقود النظيف في القارة السمراء بصورة منتظمة.

ومما يعمّق فرص أفريقيا في سوق الهيدروجين العالمية، الموقع الجغرافي المميز قرب أوروبا، خاصة دول شمال القارة السمراء، مما يخفض تكلفة النقل.

وتُنقل صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا وبعض الدول الآسيوية عبر الضخ في خطوط الأنابيب، بوصفها أقل طرق نقل الوقود النظيف من حيث التكلفة.

ويتطلب هذا إنشاء بنية تحتية لخطوط نقل الهيدروجين، أو إعادة تأهيل الخطوط الحالية لتتلاءم مع عملية النقل.

وتنخفض تكلفة نقل الهيدروجين إلى أوروبا وآسيا عبر خطوط الأنابيب، نتيجة قرب دول شمال القارة السمراء، بحجم تدفقات متوقع بنحو 7 ملايين طن سنويًا بحلول 2030، و32 مليون طن سنويًا في 2040، قبل أن تقفز إلى 72 مليون طن سنويًا في 2050.

مشتقات الهيدروجين

لن تقتصر صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر على النقل عبر خطوط الأنابيب من دول شمال القارة فقط، ولكن قد تفتح التوسعات المرتقبة المجال أمام إنتاج المزيد من مشتقات الهيدروجين وتصديرها.

ويعزز هذا من إنتاج دول جنوب وشرق القارة للأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي، ما يضع القارة السمراء في مقدمة المنتجين ومصدّري الهيدروجين ومشتقاته عالميًا.

وبجانب مسارات صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر، يمكن أن تؤدي المواني الأفريقية دورًا مهمًا في اقتحام القارة لعالم تزويد السفن بالوقود المستدام، خاصة أن موقع القارة الممتد على مسارات شحن بحرية رئيسة قد يخدم ذلك.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- المسار المُتوقع لممر الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا:

خريطة ممر الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا والجزائر قد تنضم

ويُرجَّح أن تؤدي مصر ودول الجنوب الأفريقي دورًا مهمًا في تزويد السفن على مدار طرق الشحن الرئيسة، بوقود الهيدروجين المستدام.

ويقدّر تقرير مجلس الهيدروجين أنّ التزود بالوقود المستدام،ـ في المواني البحرية الأفريقية، يمكن أن يغطي طلب 12% من حركة السفن في طرق الشحن العالمية، خاصة جنوب آسيا وأوروبا.

وبالتوازي مع زيادة صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر، سواء عبر خطوط الأنابيب أو في صورة مشتقات الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي، يزداد طلب القارة السمراء على الوقود النظيف للاستعمالات المحلية، خاصة في ظل اتجاه عالمي وإقليمي للتخلص من الكربون.

ولم يسقط "تخزين" وقود الهيدروجين من حسابات القارة السمراء، إذ قد يصل إلى 2 مليون طن سنويًا بحلول 2050، ما يتطلب توافر رأس مال يتجاوز 400 مليار دولار.

الدعم والاستثمارات

تزداد توقعات صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر مع توسعة نطاق استثمارات القطاع، إذ يُشير الاتجاه إلى أن القطاع سيشهد طفرة في الاستثمارات بنسبة 90% بعد نهاية العقد الجاري في 2030.

ويتعين على الحكومات الأفريقية تجنُّب المخاطر المحدقة بالمشروعات، والتي من شأنها رفع تكلفة التنفيذ إلى مستوى يفوق الشرق الأوسط وأستراليا، على سبيل المثال.

ورغم وجود مشروعات تفوق استثماراتها بحلول 2030 ما يقدَّر بنحو 50 مليون دولار، فإن مشروعات الهيدروجين قيد التنفيذ في أفريقيا ما زالت دون متوسط المشروعات العالمية.

وبالتزامن مع ضخ المزيد من الاستثمارات، يتطلب زيادة إنتاج الهيدروجين في أفريقيا وتصديره وضع حدّ لتقنين المخاطر المحتملة، عبر التنسيق بين المطورين والحكومات والمجتمعات.

وسبق أن طرحت هيئات مثل: البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية (EBRD)، ووكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف (MIGA)، عددًا من الإجراءات للحدّ من هذه المخاطر، عبر تقديم قروض للسداد المرحلي والتأمين على المشروعات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق