ألمانيا تطلق أول مناقصة لاستيراد الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في أوروبا
عبر اتفاقيات شراء لمدة 10 سنوات
هبة مصطفى
تعتزم ألمانيا بإطلاقها أول مناقصة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في القارة الأوروبية تولي زمام المبادرة لتنويع موارد الطاقة النظيفة ودعم خطط استقلال الطاقة بعيدًا عن إمدادات الطاقة الروسية.
ومع نمو الاهتمام بإمدادات الوقود النظيف يومًا بعد يوم، لجأت برلين إلى تلقي وارداته عبر اتفاقيات شراء طويلة الأجل، جنبًا إلى جنب مع مشروعاتها لإنتاجه على الصعيد المحلي أو خارج حدود البلاد، بحسب ما نشرته مجلة بي في ماغازين (PV Magazine).
وتطمح الدولة الواقعة وسط غرب أوروبا إلى أن تتحول إلى "سوق" لاقتصادات الهيدروجين يمكنها تزويد الدول الأوروبية بالإمدادات اللازمة، وتساعد على إبرام اتفاقيات شراء لبدء استيراد مشتقاته أيضًا في غضون عامين، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
أولى مناقصات الاستيراد
شملت أولى مناقصات استيراد الهيدروجين الأخضر في القارة العجوز الدول من خارج الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أورده بيان صادر عن وزارة الاقتصاد في ألمانيا ونشرته "ناسداك" نقلًا عن رويترز.
وأكدت الوزارة أنه من المخطط مد اتفاقيات الشراء لنحو 10 سنوات بهدف استيراد الوقود النظيف المُنتج عبر مصادر الطاقة المتجددة، مع وجود نية لتشمل الواردات مشتقات الهيدروجين -وأبرزها الأمونيا- بحلول نهاية عام 2024.
وكشفت الوزارة الألمانية عن أنها تلقّت دعمًا تمويليًا لمناقصاتها بقيمة 900 مليون يورو (بما يقارب 945 مليون دولار)، من قِبل مؤسسة التمويل "إتش تو غلوبال" -مقرها هامبورغ- والتي ترعى مشروعات الطاقة الـ"محايدة مناخيًا".
(اليورو = 1.05 دولارًا أميركيًا)
وتعتزم الوزارة الألمانية تعزيز مناقصة استيراد الهيدروجين الأخضر بمناقصات لاحقة تهدف إلى شراء مشتقات للوقود النظيف من بينها الأمونيا الخضراء والميثانول الأخضر ووقود الطائرات المُنتجَة عبر مصادر متجددة.
تفاصيل المناقصة
خصصت وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية 360 مليون يورو من تمويل "إتش تو غلوبال" البالغ 900 مليون يورو لاستيراد الأمونيا الخضراء والميثانول الأخضر ووقود الطائرات المستدام، عبر شركة "هينتكو" التابعة للدولة بوصفها وسيطًا ممثلًا للحكومة.
وتهدف مؤسسة "إتش تو غلوبال" إلى دعم إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته ونشر استخداماته الصناعية عبر مبادرة أطلقتها لذلك.
وتُقدم عطاءات المرحلة الأولى من المناقصة في 7 فبراير/شباط العام المقبل (2023)، ومن خلال تلك المرحلة توقع "هينتكو" اتفاقيات شراء طويلة الأجل تمتد لنحو 10 سنوات تؤمّن حصول ألمانيا وأوروبا على الأمونيا الخضراء بحلول نهاية عام 2024.
وتختص المرحلة اللاحقة من المناقصة بمزايدات تستهدف واردات الميثانول الأخضر ووقود الطائرات المستدام، بحسب ما نشرته صحيفة رينيوبولز ناو (Renewables Now).
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أنواعًا عدة للهيدروجين وألوانه تبعًا لطريقة الإنتاج، متضمنة (الهيدروجين البني أو الأسود، والرمادي، والأزرق، والأخضر):
تعاون ثلاثي
بجانب جهودها في مجال الهيدروجين الأخضر على الصعيد الأوروبي ومشروعات إنتاجه المحلية ومناقصات الشراء الخارجية، تُجري ألمانيا تعاونًا مع أستراليا.
ومؤخرًا، اتفقت وزارة التعليم والبحث الألمانية مع كل من (حكومة ولاية غرب أستراليا، وميناء روتردام الهولندي) على إجراء دراسة مشتركة لبحث إمكان تصدير الهيدروجين الأخضر من منطقة "أوكاجي" الصناعية الواقعة بالولاية الأسترالية.
ويتضمن الاتفاق تحديد الموقع المناسب لإنتاج الهيدروجين، وبحث حلول المواني وتكلفة نقله إلى ميناء روتردام الهولندي، تمهيدًا لنقله إلى ألمانيا.
وتُسهم حكومة ولاية غرب أستراليا في المشروع الثلاثي باستثمارات تصل إلى 500 ألف دولار أسترالي، ويشارك ميناء روتردام بنحو 250 ألف يورو، كما تشارك وزارة التعليم والبحث الألمانية بنحو 500 ألف يورو أيضًا.
(1 دولار أسترالي = 0.68 دولارًا أميركيًا)
جهود محلية
كانت برلين قد أعلنت، نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توقيع مذكرة تفاهم بين شركة "تري إنرجي سوليوشنز" ومرفق الطاقة الألماني "إي دبليو إي" لبناء محلل كهربائي يستخدم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسعة تصل إلى 500 ميغاواط.
ومن المقرر تركيب المحلل الكهربائي بحلول عام 2028، مع خطط لتعزيزه بوحدات إضافية في وقت لاحق.
وبجانب سعي برلين لإنتاج الهيدروجين الأخضر محليًا واستيراده عبر طرح مناقصات وإبرام اتفاقيات شراء خارجية والمشاركة في مشروعات تحمل صبغة عالمية، تنظر برلين إلى الهيدروجين الأزرق باعتباره خطوة انتقالية لمصادر الطاقة.
وتعتزم وزارة الاقتصاد في برلين إجراء تطوير لشبكة خطوط أنابيب لنقل الهيدروجين يبلغ طولها 1800 كيلومتر، بحلول عام 2027، مع تشكيل شركة تتولى إدارة شبكة الخطوط.
اقرأ أيضًا..
- هل تسبّب الليثيوم في جفاف أكبر بحيرة للمياه المالحة بالشرق الأوسط؟ (مقال)
- انفراجة في أزمة ناقلات النفط بالبحر الأسود.. وتركيا تستجيب للضغوط الدولية
- هل تتغلّب غايانا على تداعيات تغيّر المناخ بفضل طفرة النفط؟
- تغير المناخ يتراجع في قائمة أولويات جنوب أفريقيا (دراسة)
- انخفاض أسعار النفط لم يقلل فواتير الوقود في الهند (تقرير)
