التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

شركة تستكشف الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا بالذكاء الاصطناعي

هبة مصطفى

جذب التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا اهتمام شركة محلية معنية بتطوير التقنيات والتخلص من الكربون، في مواصلة لمسار يبدو أنه يتخذ نطاقًا عالميًا بالتركيز على موارد موثوقة موجودة في باطن الأرض.

وبحسب تقرير تابعته منصة الطاقة المتخصصة، تُعد بريطانيا أحدث محطات التنقيب عن الهيدروجين الأبيض، بعدما اتخذت أستراليا وأميركا وفرنسا ومالي ودول أخرى هذا المسار.

وبصورة أوسع نطاقًا من تطوير الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا، يقترن الهيدروجين عادة بلون محدد وفق طريقه إنتاجه، مثل الهيدروجين الأخضر إذا استُعملت الكهرباء المتجددة في تشغيل المحللات الكهربائية، أو الأزرق حال استعمال الغاز الطبيعي مع احتجاز الكربون، أو الرمادي المُنتج من الوقود الأحفوري.

أما الهيدروجين المستخرج من باطن الأرض فحظي باللون الأكثر جاذبية "الأبيض"، بالإضافة إلى حزمة من الأسماء الأخرى التي تعكس طريقة استخراجه مثل الجيولوجي أو الذهبي، فهو يتوافر بطريقة طبيعية في طبقات الأرض، ويمكن الحصول عليه بطريقه شبيهة بالتنقيب عن النفط والغاز.

إمكانات محتملة

تبدأ شركة غيتك (Getech) -المدرجة في بورصة لندن- التنقيب عن موارد الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا، ووقع اختيارها على 3 مواقع قد تضم رواسب محتملة في: مقاطعة كورونول غرب إنجلترا، وإسكتلندا، وأيرلندا الشمالية.

وتُطبق الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال عملية الاستكشاف والتنقيب، مستفيدة من البيانات الجيولوجية المستقاة من مطوري صناعة النفط والغاز، لتحديد أفضل المواقع للتنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا.

موقع لاستشكاف الهيدروجين الطبيعي
موقع لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي - الصورة من INN

وتبحث الشركة عن صخور حاملة لجزيئات الهيدروجين، ورجحت احتمال وجود هذه الصخور والرواسب في عدد من جزر بريطانيا، مثل شبه جزيرة ليزرد، وجزيرة شتلاند، ومدينة أوماه، طبقًا لما أورده تقرير منشور في موقع صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph).

ويمكن أن يشكل الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا موردًا موثوقًا للطاقة النظيفة، خاصة أن استخراجه لا يتطلب توافر تقنيات تطلق انبعاثات مقارنة ببعض أنواع الهيدروجين الأخرى.

وتهتم المملكة المتحدة بالتوسع في مصادر بديلة للطاقة النظيفة، وتبنت إستراتيجية لنشر الهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه، في محاولة لخفض الانبعاثات والالتزام بخطط الحياد الكربوني.

سوق ضخمة

قد تشكل إمكانات الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا سوقًا واعدة، وبحسب كبير مسؤولي التشغيل في شركة غيتك "كريس جيبس" فإن الصناعة الناشئة قد تتجه لتصبح سوقًا ضخمة مشابهة لسوق النفط والغاز.

وأضاف أن صناعة الهيدروجين الأبيض ما زالت في مهدها في الآونة الحالية، لكن هناك دلائل على مستقبلها المثير للاهتمام الذي قد ينافس الوقود الأحفوري.

يُشار إلى أن جيبس ضرب مثالًا لمستقبل الهيدروجين الجيولوجي بسوق النفط والغاز، بالنظر إلى أن هذه السوق تشكل أساسًا راسخًا لموارد بريطانيا خاصة في بحر الشمال.

وتُركز شركة "غيتك" في خطتها لتطوير الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا على الاستفادة من البيانات الجيولوجية العالمية، لإنشاء نظام عالمي يرصد حجم الرواسب والموارد العالمية.

ويعد تحديد الموقع الملائم للتنقيب واستكشاف الغاز الأبيض أبرز تحديات تطوير الهيدروجين الطبيعي، خاصة أن عددًا من المواقع التي جرى الحفر بها لم تأتِ بثمار جيدة.

وتملك شركة "غيتك" البريطانية التقنيات اللازمة لتحديد أفضل المواقع المحتملة لاستخراج الهيدروجين الأبيض، وأبرز الخزانات الممتلئة بالموارد.

ويُنظر إلى الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا بوجه خاص، وخارج المملكة المتحدة بوجه عام، بوصفه "مغيرًا لقواعد اللعبة" في عملية انتقال الطاقة.

محاولات عالمية

يُعد بدء التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا أحدث حلقات تطوير الغاز النقي، لكن سبقت هذه المحاولة محاولات أخرى في مواقع أوروبية وخارج حدود القارة العجوز.

وتتسابق الشركات فيما بينها على تطوير الصناعة الناشئة، وبدأت شركات عدة تكشف خططها لبدء البحث والتنقيب عن الهيدروجين الأبيض في أوروبا الشرقية وأفريقيا.

وتُعد منطقة جبال عمان ومواقع أخرى في أستراليا ووسط جنوب أميركا أبرز المواقع المحتملة لاستخراج الهيدروجين بصورة طبيعية من طبقات الأرض مستقبلًا، لتوافر صخور الأفيوليت (Ophiolites) الشهيرة بموارد الهيدروجين بها.

ما هو الهيدروجين الطبيعي

وحتى الآن، أسفرت محاولات التنقيب والاستكشاف عن تحديد أفضل المواقع المحتملة للإنتاج في قرية بدولة مالي غرب أفريقيا، وبالإضافة إلى ذلك كشفت شركة غولد هيدروجين (Gold Hydrogen) عن موارد محتملة في موقع جنوب أستراليا الذي قد يحتوي 80% من موارده المستقرة بعمق 500 متر تحت الأرض على هيدروجين.

وبجانب مالي وأستراليا، هناك موقع آخر محتمل لإنتاج الهيدروجين الطبيعي في فرنسا، إذ رُصد على عمق يقارب 3 آلاف متر تدفقات هيدروجين نقي.

توقعات وجهود أميركية

انضمت شركات أميركية -أيضًا- إلى الاتجاه العالمي لاستخراج الهيدروجين الطبيعي، ودعم مستثمرون -من بينهم بيل غيتس- شركة كولوما (Koloma) التي فازت مؤخرًا بمنحة من وزارة الطاقة قدرها 246 مليون دولار.

وتروج الشركة لأبحاث وتقنيات خاصة باستخراج مكامن الهيدروجين الطبيعي، من إعداد الجيولوجي في جامعة أوهايو "توم دارا".

وكانت البيانات المتوافرة العام الماضي 2023 لدى هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، قد أشارت إلى أن إمكانات الهيدروجين الجيولوجي الأبيض يمكنها تلبية الطلب العالمي لمئات السنوات.

ويكتسب الهيدروجين الأبيض ميزة عن بقية أنواع الهيدروجين، إذ يُنتج بصورة طبيعية عبر الحفر والتنقيب في طبقات الأرض، ما يجعله أقل تكلفة من الأنواع المنتجة بالتحليل الكهربائي أو غيرها، بجانب أن توافره جيولوجيًا يجعل انبعاثاته أقل.

ورغم هذه الميزات فإن الكميات المستخرجة منه حتى الآن ما زالت صغيرة، ومن الصعب الاعتماد عليها بصفتها موردًا موثوقًا للإمدادات أو دمجها في استعمالات الطاقة دون توافر مخزون قوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق