تقارير النفطرئيسيةنفط

10 عوامل تحكم سوق النفط في 2024.. أبرزها أوبك+ والسيارات الكهربائية (تقرير)

أسماء السعداوي

تواجه سوق النفط في 2024 الجاري مجموعة معقّدة من العوامل الجيوسياسية والتكنولوجية والاقتصادية، التي من شأنها أن تشكّل ملامح الصناعة عالميًا.

وبالإضافة إلى خفض الإنتاج الذي أعلنه تحالف أوبك+ الممتد حتى نهاية الربع الثاني، ثمة توقعات بزيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغايانا، غير أن الاستقرار سيسود المشهد في روسيا وإيران وفنزويلا.

ومع الانخفاض المحتمل في الطلب على النفط في الصين، سينمو الطلب العالمي، لكن ليس بالمعدل نفسه في عام 2023 المنقضي، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تؤثّر كل تلك العوامل في تحول الطاقة ومبيعات السيارات الكهربائية التي تشهد انتعاشة ملحوظة في الصين، لكنها تسجل في أوروبا والولايات المتحدة انخفاضًا للطلب.

أوبك+

ربما يجد تحالف أوبك+ نفسه أمام قرار محوري خلال العام الجاري؛ إمّا باستمرار خفض الإمدادات بسوق النفط في 2024 من أجل رفع الأسعار، أو الدفاع عن حصته بالسوق في مواجهة تصاعد حدّة النزاعات المسلحة وزيادة الإنتاج في الأميركيتين.

وسترتكز إستراتيجية التحالف على رؤيته الجماعية لعام 2024 وما بعده، لكن وحدة أوبك+ وتوجّهه المستقبلي ما زالا يشوبهما الغموض كما ظهر في خروج أنغولا، ما أثار تساؤلات بشأن استدامة خفض الإنتاج وتوازن القوى داخل سوق النفط العالمية، وفق ما جاء في تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

الولايات المتحدة وكندا

تُعدّ الولايات المتحدة وكندا قوّتين مهيمنتين على إنتاج النفط والغاز عالميًا؛ إذ أنتجتا أكثر من 41 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ في عام 2023.

ومنذ عام 2000، ارتفع إنتاج الهيدروكربونات بنسبة 90% بفضل التطورات في حوض برميان والغاز الصخري في أميركا والرمال النفطية في كندا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حفارة نفط في حوض برميان
حفارة نفط في حوض برميان- الصورة من وكالة رويترز

وفي 2023، تجاوز إنتاج النفط الأميركي التوقعات، مسجلًا نموًا قدره نحو مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع زيادة الإنتاج بنحو 625 ألف برميل يوميًا في عام 2024، ما يجعل الولايات المتحدة صاحبة أعلى نسبة نمو عالميًا.

لكن تلك التوقعات مرتبطة باستقرار أسعار النفط، لأن الانخفاض في سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 70 دولارًا للبرميل قد يعرقل استثمارات النفط الصخري بسبب الالتزام المالية.

ورغم ثبات إنتاج النفط في كندا، فإنه سيُسهم بصورة كبيرة، في وقت من المتوقع أن يلبي إنتاج أميركا الشمالية نحو 90% من النمو العالمي للطلب على الوقود السائل خلال 2024.

الطلب الصيني على النفط

من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب على النفط في الصين بصورة ملحوظة، لينخفض بمقدار النصف من 1.02 مليون برميل يوميًا في 2023 إلى 490 ألف برميل يوميًا في 2024.

ويرجع ذلك إلى التعافي الضعيف بعد وباء كوفيد-19 وركود سوق العقارات والاقتصاد الموجه للخدمات وزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية والوقود البديل.

ومن المتوقع أن تتقلص بصورة كبيرة الزيادة في الطلب على البنزين ووقود الطائرات، لينخفض معدل النمو السنوي للطلب من 680 ألف برميل يوميًا إلى 250 ألف برميل يوميًا.

كما من المحتمل أن يواجه قطاع البتروكيماويات، الذي كان داعمًا قويًا للطلب على النفط، تحديات بسبب المنافسة وتدفّق المشروعات الجديدة، ما يؤدي إلى زيادة أكثر تواضعًا في الطلب على المواد الأولية البتروكيماوية مقارنة بتوقعات سابقة.

الطلب العالمي على النفط

وفقًا لسيناريو الحالة الأساسية، تتوقع منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights) أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في 2024، انخفاضًا من مليوني برميل يوميًا في 2023.

يعود ذلك بصورة أساسية إلى الاتجاهات العالمية لإجمالي الناتج المحلي، إذ من المتوقع أن يتباطأ نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى 2.3% في 2024، نزولًا من 2.7% في 2023، ما يعكس تراجع التوقعات العالمية لتراجع الاقتصاد.

وتُعدّ الولايات المتحدة ومنطقة اليورو محركين رئيسين للاتجاهات العالمية لإجمالي الناتج المحلي، في حين إن آسيا، وخاصة الصين والهند وجنوب شرق آسيا، تقدم دعمًا حاسمًا، إذ تُسهم بـ60% من الزيادة في الطلب على النفط.

وتؤدي أسعار النفط دورًا حاسمًا في تشكيل حجم الطلب، ومن المتوقع أن يبلغ سعر خام برنت في المتوسط 83 دولارًا للبرميل.

وتشكّل محركات الطلب وقود الطائرات والديزل والبنزين، وتُظهر أنماط الطلب موسمية واضحة تؤثّر في المخزونات والأسعار.

لكن من المحتمل أن تؤثّر الشكوك مثل تقلبات أسعار النفط والأحداث الجيوسياسية والعوامل الأخرى غير المتوقعة، بصورة كبيرة في توقعات الطلب، ما يشير إلى انحراف محتمل عن مسار النمو.

أميركا اللاتينية

من المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط في أميركا اللاتينية أو يتجاوز حاجز 9 ملايين برميل يوميًا خلال عام 2024، وهو رقم قياسي لم يُسجل منذ عام 2016.

وحققت حقول ما قبل الملح في المياه العميقة للبرازيل مستويات إنتاج قياسية، كما يُضاف المزيد من محطات الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة، ومن المتوقع أن يُضيف مشروع بايارا في غايانا 600 ألف برميل يوميًا في 2024.

وأدت صادرات البرازيل وغايانا دورًا حاسمًا في إحداث التوازن بسوق النفط العالمية، خاصة بعد اضطراب الإمدادات بعد فرض العقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا في 2022.

كما أصبح إنتاج البرازيل وغايانا حيويًا بصورة متزايدة للحفاظ على استقرار إمدادات النفط العالمية، في ضوء التوترات الجيوسياسية المحتملة.

سفينة الإنتاج العائمة ليزا ديستني في غايانا
سفينة الإنتاج العائمة ليزا ديستني في غايانا- الصورة من "stabroeknews"

روسيا وإيران وفنزويلا

من المتوقع أن يبقى إنتاج النفط في روسيا وإيران وفنزويلا مستقرًا خلال عام 2024، بعدما قررت روسيا تمديد خفض الإنتاج بالتنسيق مع السعودية.

وفي إيران، ربما يؤدي تصاعد التوترات بالشرق الأوسط إلى تعقيد الزيادة في الإنتاج، رغم الارتفاع المؤقت في الإنتاج بعد تخفيف العقوبات الأميركية.

وفي فنزويلا، يتعارض تخفيف العقوبات مع الآثار طويلة المدى لنقص الاستثمارات، ما يحدّ من قدرات الإنتاج إلى 800 ألف برميل يوميًا.

وثمة زيادة ملحوظة في إعادة توجيه النفط الخاضع للعقوبات إلى أسواق منطقة آسيا المحيط الهادي؛ إذ قفزت الصادرات الروسية إلى آسيا من 36% إلى 83% بعد العقوبات، لكن صادرات النفط الإيراني والفنزويلي انخفضت، وظهرت الصين والهند بوصفهما المشترين الرئيسين لهما.

ومن المتوقع أن يستمر ذلك التغير في ديناميكيات تجارة سوق النفط في 2024 بفعل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، ما يعكس تفاعلًا معقدًا للسياسات الحاكمة للنفط ومطالب السوق عالميًا.

استثمارات النفط

يشوب توقعات استثمارات شركات النفط في قطاع المنبع (التنقيب والاستخراج) شكوكًا متزايدة بسبب سرعة تحول الطاقة ومداه.

وسيرتفع الإنفاق الرأسمالي العالمي بقطاع الطاقة بمقدار 100 مليار دولار في عامي 2023 و2024، كما سيزيد الإنفاق الرأسمالي على المنبع بقيمة 30 مليار دولار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت الزيادة في الإنفاق على استثمارات المنبع بسبب ارتفاع أسعار النفط منذ عام 2020، لكن السياسات الحكومية وتعهدات المناخ ستؤثّر بصورة حاسمة.

وطرحت الحكومة الكندية مؤخرًا إطار عمل لخفض انبعاثات غازات الدفيئة في قطاع النفط والغاز، وفي الولايات المتحدة، يقدّم قانون خفض التضخم حوافز سخية لتطوير تقنيات إزالة الكربون، وخلال مؤتمر المناخ (كوب 28)، تعهَّد مسؤولو قطاع المنبع بإزالة الكربون من العمليات.

كما من المحتمل أن تتسارع وتيرة خفض انبعاثات الميثان واحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه في 2024.

الانتخابات الأميركية

تثير الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل شكوكًا بشأن دور أكبر مصدر للغاز المسال وأكبر منتج للنفط عالميًا، بسوق النفط في 2024.

وقد يكون للنتائج تأثيرات عميقة في العلاقات الدولية والسياسات التجارية والالتزامات البيئية، ما يؤثّر في الحسابات الإستراتيجية لأسواق النفط والنقل على المستوى العالمي.

السيارات الكهربائية

سجلت السيارات الكهربائية في الصين نموًا ملحوظًا؛ إذ ارتفعت تسجيلات السيارات العاملة بالبطارية والهجينة القابلة للتوصيل بمصدر كهرباء إلى 38% بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

سيارة كهربائية أمام نقطة شحن
سيارة كهربائية أمام نقطة شحن

لكن في أوروبا، تشهد السيارات الكهربائية في أوروبا والولايات المتحدة انخفاضات تدريجية، بسبب محدودية الطرازات والتفاوت الكبير في الأسعار مقارنة بالسيارات العاملة بالبنزين.

لكن ثمة مؤشرات على ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية صينية الصنع في أوروبا، وتوسّع شبكة الشحن السريع التابعة لشركة تيسلا الأميركية ( Tesla).

القدرة على تحمُّل التكاليف

تحظى الصين بميزات تنافسية من حيث القدرة على تحمُّل تكاليف السيارات الكهربائية، بسبب استعمال بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم وانخفاض النفقات اللوجستية والإنتاج على نطاق واسع.

ومن المتوقع أن يؤدي الاعتماد المتزايد على التقنيات الصينية إلى خفض أسعار السيارات الكهربائية عالميًا، وخاصة في أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق