أكبر محطتي كهرباء في أوكرانيا.. كيف تحصنهما كييف من طائرات بوتين؟
محمد عبد السند
- الهجمات الروسية تدمر العديد من محطات الكهرباء في أوكرانيا
- من الممكن أن تتكلف عملية إحلال المعدات في محطات الكهرباء التي تعرضت للدمار ما لا يقل عن 200 مليون دولار
- نحتاج محطات الكهرباء إلى توربينات ومولدات ومحولات عدة إضافة إلى أنظمة التحكم في الوحدات
تسابق أكبر محطتي كهرباء في أوكرانيا الزمنَ من أجل العودة إلى الخدمة مجددًا في أعقاب الدمار الهائل الذي لحق بالعديد منها جراء الهجمات الروسية.
وتستهدف الطائرات الروسية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بشكل متكرر؛ رغبةً من موسكو في إفشال منظومة الطاقة بالبلاد، ردًا على استهداف كييف مصافي النفط في روسيا.
وحذّرت الولايات المتحدة أوكرانيا من مواصلة مهاجمة مصافي النفط الروسية؛ خشية تعرض كييف لهجمات موسكو الانتقامية، إلى جانب آثار تلك الهجمات في أسعار النفط العالمية، وفق التطورات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إعادة البناء
قال المدير التنفيذي لشركة دي تي إي كيه إنرجي (DTEK Energy) الأوكرانية دميترو ساخاروك، إن إعادة أكبر محطتي كهرباء في أوكرانيا إلى الخدمة من الممكن أن يستغرق ما يصل إلى عام كامل، غير أن الأمر برمته لن يكون مجديًا إلا بوجود أنظمة دفاع جوي معززة، وفق تصريحات أدلى بها إلى منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وتسبّب الهجوم الذي شنّته روسيا في 22 مارس/آذار (2024) على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بتدمير محطات الكهرباء ومرافق النقل، ولا سيما في منطقتي خاركيف وأوديسا.
ونشرت القوات الروسية 150 طائرة؛ من بينها مسيرات وصواريخ باليستية وصواريخ كروز وصواريخ مضادة للطائرات.
وأوضح ساخاروك: "أكبر محطتي كهرباء في أسطولنا -بورشتنيسكا تي بي بي سعة 2.4 غيغاواط وليديجينسكا تي بي بي سعة 1.8 غيغاواط- قد تعرّضتا لخسائر كبيرة، وفقدنا 50% من إجمالي السعة المتاحة لدينا".
وأضاف أن إعادة بناء أكبر محطتي كهرباء في أوكرانيا والعاملتين بالفحم وتحويان 14 وحدة مجتمعة، سيستغرق شهورًا عدة، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في الوقت نفسه تحتاج محطات الكهرباء الأوكرانية دوبروتفير وبريدنيبروفسكا وكريفوريسكا -كذلك- إلى إصلاحات.
قطع الكهرباء
قال المدير التنفيذي لشركة دي تي إي كيه إنرجي دميترو ساخاروك: "سيكون التعافي تدريجيًا؛ حيث سيستغرق بعض الوحدات الأقل عرضة للدمار شهورًا من أجل العودة إلى الخدمة، لكننا سنحتاج إلى 9 أو 12 شهرًا أخرى، وربما أكثر من ذلك، كي تعود الوحدات التي نالها الجانب الأكبر من الأضرار جراء الهجمات الروسية".
في خاركيف وأدويسا اضطرت الشركة المشغلة لنظام النقل الكهربائي أوكر إنرجو (UkrEnergo) إلى تطبيق عمليات قطع في الكهرباء وتخفيض إمدادات الكهرباء الواصلة إلى المواطنين بواقع من 6 إلى 8 ساعات يوميًا.
وأردف ساخاروك: "وهناك القصة نفسها في أوديسا التي تستهلك 350 ميغاواط، ولكن دمّرت كل المحطات الفرعية الـ3 التي تغذي المنطقة".
وتابع: "ما زلنا نستعمل خطوط الجهد المنخفض إلى خاركيف وأوديسا، لكن الإمدادات تكفي فقط للخدمات الحيوية -المياه والصرف الصحي والمستشفيات- دون أن يكون هناك ما يكفي للصناعة أو الأسر".
200 مليون دولار
من الممكن أن تتكلف عملية إحلال المعدات في محطات الكهرباء التي تعرّضت للدمار والتابعة لشركة دي تي إي كيه إنرجي ما لا يقل عن 200 مليون دولار، وفي الخريف الماضي استثمرت الشركة ما قيمته 110 ملايين دولار ونجحت في استعادة 10 وحدات كانت قد تعرّضت للدمار، لكن تعرّض العديد من تلك الوحدات لهجمات روسيا مجددًا في 22 مارس/آذار (2023).
وفي هذا السياق قال المدير التنفيذي لشركة دي تي إي كيه إنرجي دميترو ساخاروك: "نحتاج إلى توربينات ومولدات ومحولات عدة إضافة إلى أنظمة التحكم في الوحدات، والإصلاح شيء والدفاع عن تلك الوحدات شيء آخر".
وواصل ساخاروك: "وإذا لم تكن لدينا أنظمة دفاع جوي كافية، ستتعرض محطات الكهرباء في أوكرانيا للدمار من جديد، وسيكون من السهل على روسيا إطلاق صواريخ وتحقيق نتائج جيدة جدًا".
مساعدات غربية
قال المسؤول التنفيذي في شركة دي تي إي كيه إنرجي دميترو ساخاروك، إن هناك حاجة إلى مانحين غربيين للمساعدة في تمويل الإصلاحات التي تحتاج إليها أكبر محطتي كهرباء في أوكرانيا بوجه خاص ومحطات الكهرباء الأخرى بوجه عام، ومن المتوقّع أن يقدّم وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو، احتياجات البلاد إلى مسؤولي صندوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي قريبًا.
وأردف ساخاروك أنه ستُمنَح الأولوية إلى وحدات الإنتاج الأوكرانية، ولا سيما مصنع إنتاج المحولات زاد تي آر (ZTR) في زابوريجيا، غير أن السعة المحلية ربما لا تكون كافية، مشيرًا إلى أن الهجمات الروسية الواقعة في فبراير/شباط (2024) قد دمرت 4 محولات.
وارتفعت واردات أوكرانيا من الكهرباء في 26 مارس/آذار (2024) إلى 18.6 غيغاواط/ ساعة (بمتوسط 777 ميغاواط/ساعة) في أعقاب الهجمات.
ودعا وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو، لرفع معدلات الاستيراد من الدول الأوروبية إلى 2.5 غيغاواط على الأقل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، رفعت كييف معدل استيراد الكهرباء بواقع 500 ميغاواط إلى 1.7 غيغاواط، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقفزت واردات أوكرانيا من الكهرباء بنسبة 351.5%، في 24 مارس/آذار 2024، كما توقفت الصادرات، لتعويض النقص الكبير جراء استهداف روسيا لمنشآت الطاقة لديها، وهبوط سعة أكبر شركة توليد بنسبة 50%.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية: "سنستورد نحو 14.9 ألف ميغاواط/ساعة لسد احتياجات اليوم فقط، ولا وجود لعمليات تصدير متوقعة".
موضوعات متعلقة..
- واردات أوكرانيا من الكهرباء تقفز 351.5%.. والصادرات تتوقف
-
استهداف مصافي النفط الروسية.. مطالبات أميركية لأوكرانيا بالتوقف
اقرأ أيضًا..
- توقعات إنتاج النفط الروسي تربك الخبراء.. و3 سيناريوهات محتملة (تحليل)
- المغرب يدرس إنشاء محطة كهرباء ضخمة.. وشركة مصرية تنافس
- أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم تقترب من بدء البناء (فيديو)