رئيسيةتقارير النفطنفط

استهداف مصافي النفط الروسية.. مطالبات أميركية لأوكرانيا بالتوقف

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تهاجم الطائرات المُسيرة الأوكرانية شريطًا طوله ألفا كيلومتر من منشآت النفط.
  • تؤثر تلك الهجمات في سعة إنتاج روسيا من النفط.
  • هجمات مصافي النفط الروسية تهدد برفع أسعار النفط العالمية.
  • كثّفت أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيرة مع تطور تقنياتها.
  • تعرّضت مصافي النفط الروسية الرئيسة لما لا يقل عن 12 هجومًا منذ عام 2022.

أثارت الهجمات الجوية الأوكرانية المتكررة التي تستهدف مصافي النفط الروسية مخاوف الولايات المتحدة الأميركية التي ترى تداعيات محتملة لها على سوق الطاقة العالمية.

وتهاجم الطائرات المُسيرة الأوكرانية شريطًا بطول ألفي كيلومتر (1200 ميل) من منشآت النفط التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

وتسبّبت الهجمات على مصافي النفط الروسية في توقف 11% من إجمالي السعة الإنتاجية لموسكو؛ ما يؤثر سلبًا في جهود روسيا العسكرية التي تعتمد اعتمادًا كليًا فيها على تدفق عائداتها النفطية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أميركا منزعجة

طالبت الولايات المتحدة الأميركية أوكرانيا بوقف هجماتها على مصافي النفط الروسية، والبنية التحتية للطاقة في روسيا بوجه عام، محذرةً من أن هجمات الطائرات المسيرة تهدد برفع أسعار النفط العالمية، وتوليد شعور بالانتقام لدى موسكو، وفق ما صرحت 3 مصادر مطلعة إلى صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times).

وقدّمت واشنطن تحذيراتها المتكررة إلى مسؤولين كبار في جهاز الأمن الأوكراني إس بي يو (SBU)، ومديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية المعروفة اختصارًا بـ"جي يو آر" (GUR)، بحسب المصادر.

وتوسّع وحدتا الاستخبارات الأوكرانيتان برامجهما بخصوص الطائرات المسيرة لضرب أهداف روسية برًا وبحرًا وجوًا منذ بداية الحرب الأوكرانية التي اشتعل فتيلها في 24 فبراير/شباط (2022).

وقال مصدر إن البيت الأبيض يسيطر عليه شعور متنامٍ بالإحباط جراء الهجمات المسيرة الأوكرانية التي تستهدف مصافي النفط الروسية وكذلك المحطات ومستودعات النفط ومنشآت التخزين المنتشرة غرب روسيا؛ ما يضر بسعة إنتاجها النفطي، علمًا بأن روسيا تظل أحد أهم مصادر الطاقة في العالم رغم العقوبات الغربية المفروضة على قطاع النفط والغاز لديها.

منشأة نفطية روسية تتعرّض لهجوم بمسيرة أوكرانية
منشأة نفطية روسية تتعرّض لهجوم بمسيرة أوكرانية - الصورة من ogv.energy

أسعار النفط

خارج روسيا، لم تُظهر سوق النفط العالمية سوى استجابة متواضعة على هجمات الطائرات المُسيرة ضد مصافي النفط الروسية، رغم مكانة البلاد بوصفها مُصدرًا رئيسًا للنفط، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وارتفعت أسعار النفط بنحو 15%، خلال العام الحالي (2024)، إلى 85 دولارًا للبرميل؛ ما يرفع معه تكاليف الوقود خلال الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس الأميركي جو بايدن، حملة إعادة ترشحه لمنصب الرئاسة.

وتشعر واشنطن بالقلق من مواصلة هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية على مصافي النفط الروسية؛ من بينها تلك الواقعة على بُعد مئات الأميال من الحدود؛ ما سيدفع موسكو إلى شن هجمات انتقامية على البنية التحتية للطاقة التي يعتمد عليها الغرب.

ويشتمل هذا على خط أنابيب بحر قزوين سي بي سي (CPC) الموصل للنفط من قازاخستان عبر روسيا إلى السوق العالمية.

وتستعمل الشركات الغربية؛ ومن بينها إكسون موبيل (ExxonMobil) وشيفرون (Chevron) الأميركيتان خط الأنابيب المذكور الذي كانت قد أغلقته موسكو لمدة وجيزة في العام قبل الماضي (2022).

وفي هذا الصدد قال ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "لا نشجع بأي حال أو حتى نساعد على شن مثل تلك الهجمات داخل روسيا".

تكثيف الهجمات

تكثف أوكرانيا هجماتها الجوية على روسيا، خلال الأسابيع الأخيرة، مع توسيع برنامجها للطائرات المسيرة، والتحولات التي تشهدها الحرب البرية لصالح موسكو.

وتعرّضت مصافي النفط الروسية الرئيسة لما لا يقل عن 12 هجومًا منذ عام 2022، و9 على الأقل خلال العام الجاري (2024)، إلى جانب هجمات استهدفت العديد من المحطات والمستودعات ومرافق التخزين، وفقًا لمسؤول بالمخابرات العسكرية في كييف.

وقالت المحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA)، التي تعمل الآن في مؤسسة آر بي سي كابيتال ماركيتس (RBC Capital Markets)، إن أوكرانيا أظهرت قدرة على ضرب معظم منشآت تصدير النفط في غرب روسيا؛ ما يعرّض نحو 60% من صادرات البلاد للخطر.

جانب من محاولات إطفاء منشأة نفط روسية بعد تعرّضها لهجوم أوكراني
جانب من محاولات إطفاء منشأة نفط روسية بعد تعرّضها لهجوم أوكراني - الصورة من newsukraine

بايدن في معركة صعبة

تأتي اعتراضات واشنطن على استهداف أوكرانيا مصافي النفط الروسية خلال الوقت الذي يواجه فيه بايدن معركة صعبة لإعادة انتخابه هذا العام مع ارتفاع أسعار البنزين، بنسبة 15% -تقريبًا- في 2024 إلى نحو 3.50 دولارًا للغالون.

وفي هذا الصدد، قال رئيس شركة رابيدان إنرجي (Rapidan Energy) الاستشارية مستشار الطاقة السابق في البيت الأبيض بوب ماكنالي: "لا شيء يؤرّق رئيسًا أميركيًا في منصبه أكثر من الزيادة في الأسعار بمحطات الوقود خلال عام الانتخابات".

وكثّفت أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيّرة مع تطور تقنياتها؛ إذ يزعم المسؤولون الأوكرانيون أنهم طوّروا طائرات دون طيار يزيد مداها على ألف كيلومتر وحمولات قادرة على إلحاق أضرار جسيمة.

وشنّت كييف 2 من أكبر هجمات الطائرات المسيرة وأكثرها انتشارًا، الأسبوع الماضي؛ حيث استهدفت العمليات التي نفّذتها وحدتا "إس بي يو" و"جي يو آر" بنجاح 7 منشآت طاقة روسية في أيام متتالية، وفق التطورات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال العام الماضي (2023) ضربت طائرات مسيرة تابعة لجهاز المخابرات العسكرية والأمنية "إس بي يو" و"جي يو آر" -كذلك- المواني الروسية، ودمّرت العديد من السفن الحربية الروسية في البحر الأسود، كما استهدفت الهجمات جسر شبه جزيرة القرم الشهير في موسكو الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة الأوكرانية المحتلة.

ويتمثل الهدف من "العمليات الخاصة" والهجوم على مصافي النفط الروسية في عرقلة وصول إمدادات الوقود إلى القوات الروسية وتجفيف منابع التمويل عن المجهود الحربي للكرملين، وفقًا لمسؤول أوكراني مشارك في تخطيط وتنفيذ الهجمات.

وتستهدف كييف -كذلك- توجيه رسالة رمزية عبر تقريب الحرب من موسكو وإظهار إمكان اختراق دفاعاتها الجوية؛ بما في ذلك تلك المحيطة بالكرملين.

وينظر بعض المسؤولين إلى الحملة الجوية كذلك على أنها وسيلة تدفع واشنطن إلى إقرار حزمة المساعدات العسكرية لكييف البالغة قيمتها 60 مليار دولار والتي علّقها الكونغرس، التي تعد ضرورية للدفاع عن كييف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق